الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

عابد عناني: نور الشريف قال لي اقرأ وكن مستعدا .. وأبناء المسرح "ألماظ"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان الممثل الشاب عابد عناني، من بين الوجوه الشابة التي قدمها الفنان الراحل نور الشريف عام 2009 في مسلسل "متخافوش" ثم عاود الظهور معه مجدداً في مسلسل "عرفة البحر" وفيلم "بتوقيت القاهرة". وخلال العشر سنوات الماضية استطاع عابد عناني أن يضع قدما على الشاشة بفضل أدائه المميز في العديد من الأعمال التلفزيونية

قدم "عناني" شخصية "كمال" بمسلسل "خطوات الشيطان" للداعية الديني معز مسعود في عام 2013، وشارك في نفس العام أيضا بمسلسل "موجة حارة" للمخرج محمد ياسين، كما لعب دور المحقق في مسلسل "فوق مستوى الشبهات" ليسرا. وفي عام 2017، شارك في بطولة مسلسلات "غرابيب سود" و"عشم إبليس" للفنان عمرو يوسف، و"الحرباية" لهيفاء وهبي. وبعدها بعام واحد شارك في بطولة مسلسل "ليالي أوجيني" للمخرج هاني خليفة، والجزء الثاني من مسلسل "الأب الروحي".

إلا أنه لفت الأنظار بقوة هذا الموسم من خلال أدائه شخصية عماد عبد الحميد في مسلسل "الاختيار" للمخرج بيتر ميمي، وكان له نصيب وافر من ردود فعل الجمهور الإيجابية على العمل. "البوابة نيوز" أجرت معه هذا الحوار، وجاء كالآتي:


- شخصية عماد عبد الحميد غير معروفة بالنسبة للكثيرين .. ما هي المصادر التي اعتمدت عليها خلال فترة التحضير؟ وهل ندرة المعلومات شكلت عائقا في رسم أبعاد الشخصية؟

في الحقيقة كنت على معرفة مسبقة بشخصية عماد عبد الحميد، وذلك من خلال متابعتي للأحداث التي شهدتها مصر مؤخراً وعاصرها الكثير من المصريين. كما شكل السيناريو مرجعا هاما بالنسبة لي، فلقد زودني بالكثير من المعلومات والمعطيات التي ساعدتني على إيجاد مدخل مناسب لدراسة الشخصية. إضافة إلى أن المخرج بيتر ميمي كان على دراية واسعة بتاريخ الشخصيات وملم بالتسلسل الزمني للأحداث.

أيضاً كانت مقابلة الإعلامي عماد الدين أديب مع الإرهابي عبد الرحيم المسماري – الذي عمل تحت قيادة عماد عبد الحميد في عملية الواحات – مليئة بالكثير من المعلومات المفيدة عن الشخصية.

ما كان ينقصني بالفعل هو عدم توافر صور كافية للشخصية، لكنني استطعت العثور على عدد من الصور عبر الإنترنت، وعلى الرغم من انها كانت في مراحل عمرية متباعدة، إلا انها افادتني كثيراً في التعرف على شكله أثناء فترة الخدمة العسكرية حين كان ضابطا في الجيش المصري وبعد انضمامه لاحقاُ للجماعات الإرهابية في ليبيا.

- حدثنا عن التفصيلة الأصعب في شخصية عماد عبد الحميد؟ وهل تحول الشخصية من العمل السياسي للجهادي كان تحديا لك أثناء التحضير؟

بالفعل كان تحول عماد عبد الحميد من العمل السياسي للجهادي من أصعب التفاصيل أثناء التحضير للشخصية، فلقد كان تحديا كبيرا بالنسبة لي أن أفهم الدافع وراء هذا التحول، وخلصت إلى استنتاج وهو رغبته المستمرة في القيادة والسيطرة وهي أشياء لم يكن ليحققها أثناء فترة خدمته العسكرية كون مستواه كضابط لم يكن جيداً بالقدر الكافي، هذا بالإضافة إلى امتلاكه حقد دفين تجاه المؤسسة العسكرية. فهو تميز بالخبث الشديد لدرجة جعلته بارعا في إخفاء هذه المشاعر واظهارها في الوقت المناسب، لذلك كانت التفصيلة الأهم أثناء دراسة الشخصية هي عملية التحول من ضابط صاعقة إلى إرهابي وكيفية فك هذه الشفرة.


- لاقت بعض المفردات كـ"الطواغيت" و"زبانية النظام" تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي.. كيف رأيت تفاعل الجمهور مع الشخصية؟ وهل تخشي حصرك بمثل هذه النوعية من الأدوار مستقبلاً؟

نعم، لاقت تلك المفردات تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، فأنا أري هذا التفاعل بمثابة تقبل من الجمهور لأدائي وتصديق منه بأن هذه الشخصيات تتحدث بهذه الطريقة وتستخدم تلك المفردات. في المقابل فإن حصر الجمهور للفنان في شخصية معينة بسبب براعته في تجسيدها يمثل أكبر مخاوفي، لكنني سأحاول تفادي هذه العقبة مستقبلا لعدم حدوثها.

- قدمت شخصية "كمال في مسلسل "خطوات الشيطان" وشخصية "هشام" في مسلسل "غرابيب سود"، وهى أعمال ناقشت علاقة الفرد بالدين والمجتمع.. ما المختلف هذه المرة في مسلسل "الاختيار"؟

لا أعتبر "الاختيار" مسلسلا دينيا على الإطلاق، بالفعل تناولت مسلسلات "خطوات الشيطان" و"غرابيب سود" علاقة الفرد بالدين والمجتمع، أما "الاختيار" يطرح هذه الفكرة أيضاً لكنه يجنح أكثر إلى أن يكون عملا وطنيا أكثر منه دينيا. فوجود نقيض للبطل كشخصيات مثل هشام عشماوي وعماد عبد الحميد وعمر رفاعي سرور، يلعبون دائماً على التفسير الخاطئ للنصوص الدينية ويستخدمون الدين كمبرر لجرائمهم، وهي أفكار يمكن أن تشكل رابطاً بين الأعمال الثلاثة.



- دائما ما تشيد بأداء المخرج بيتر ميمي في إدارة المشروع، كيف تقيم تجربة العمل معه؟ وهل عابد عناني من انصار العمل مع مخرج واحد .. أم تفضل الاحتكاك بمدارس وأفكار مختلفة؟

بالتأكيد، أفضل العمل مع أكثر من مخرج ومدرسة لكي أتعلم وأكتسب الكثير من الخبرات، أما بيتر ميمي فهو مخرج ذكي، أستطاع أن يدير مشروعا ضخما مليئا بتفاصيل كثيرة لم يغفل أي منها، فعندما تسأله لا يجيب على سؤالك بإجابات فضفاضة وإنما يعطيك إجابات واضحة ومفيدة للعمل.

أضف إلى ذلك، قدرته على اختيار عناصره بحرفية عالية وهذا الأمر واضح بشكل جلي فيما يتعلق بالعناصر التمثيلية. أيضاً اعتماده علي فريق عمل ثابت وراء الكاميرا ضمن له تحقيق التفاهم والتكامل فيما يخص سير العمل والذي أتي ثماره على جودة المنتج النهائي.

- تعتبر نفسك ابنا من أبناء مدرسة نور الشريف.. برأيك ما هي مكتسبات العمل مع الفنان الراحل؟ وإلى أي مدي أثر في تكوينك كممثل؟

من حظي انني انتمى لمدرسة نور الشريف، فأنا لا أري نور الشريف ممثلا وحسب بل انه فنان متكامل وصانع سينما، فلقد مثل وأخرج وأنتج وقدم الكثير للمسرح والسينما والتلفزيون، لذا يمتلك تجارب واسعة وخبرة كبيرة حرص أن ينقلها لأي فنان، فكان استاذاً بحق، فمن الممكن أن تتعلم منه أشياء عديدة بشكل مكثف كانت ستتطلب منك الكثير من الوقت لتحصيلها.

بالطبع، أثر في نور الشريف كممثل، كحال الكثيرين من أبناء جيلي الذين نشأوا وتربوا على أفلامه، إلى أن عملت معه وتعرفت أكثر على طريقته في العمل وتركيبته العقلية، فكان يري أن الفن لا يعتمد على الخيال والابداع فقط وإنما جزء كبير منه يعتمد على التحضير والدراسة لكي تحقق أقصي درجات الاشباع فيما تفعله وتكون ملم أكثر بتفاصيله، وهذه هي المنطقة التي كان يوجه إليها دائما أقرأ وذاكر كثيراً وكن مستعداً دائماً.


- يُعد هذا الموسم محطة فاصلة للكثيرين من أبناء جيلك والمسرح في آن واحد.. كيف تابعت ذلك؟ وهل يمكننا القول بأن "أبو الفنون" كافئ ابناءه بعد سنوات طويلة من الصبر؟

استغربت عندما رأيت الكثيرين من أبناء المسرح هذا الموسم ولم أتمكن من الوصول للسبب الحقيقي وراء ذلك. لكنه أمر جلي وواضح للمتابعين بأن العديد من الوجوه التمثيلية التي شاركت في كثير من المسلسلات الناجحة هم أبناء للمسرح، وهذا شيء أسعدني كثيرا كون العمل في المسرح مرهق ويحتاج الكثير من الصبر.

اعتقد أن هذا النجاح سيعطي الثقة للمخرجين والمنتجين للبحث داخل هذه المنطقة المنسية، فأبناء المسرح سواء أكانوا طلاب بالمعهد العالي للفنون المسرحية أو أعضاء المسارح القومية أو حتى المنتسبين لمسرح الجامعة يمتلكون ممثلين "ألماظ" ويحتاجون فقط إلى تسليط الضوء، أرى ان ما يحدث بداية جيدة.

- تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا توضح التشابه بينك وبين النجم نيكولاس كيدج.. هل تفضل الجمع بين مشاهد الحركة والصراع النفسي كما يقدمها النجم العالمي في أعماله؟

أضحكني كثيراً تداول هذه الصور على مواقع التواصل الاجتماعي. بالطبع أفضل أداء الأدوار ذات الصراع النفسي، وهذا هو المميز في شخصية عماد عبد الحميد، أنني استطعت أن أعمل على هذه التفصيلة وأبرزها، الأمر الذي دفع أحد المشاهدين لسؤالي عقب الحلقة العاشرة هل تريد منا أن نتعاطف مع شخصية عماد؟ فقلت له لا .. أريدك أن تراه كإنسان محمل بصراعات نفسية عديدة، أما أن تتعاطف معه أو لا، عليك أن تنتظر لنهاية المسلسل حتى تتابع طريقة عرضي للشخصية.

بالتأكيد، أحب أن أؤدي أدوراً ليست سهلة، بها صراع نفسي والكثير من الأشياء التي تجذب الجمهور كمشاهد الحركة.