الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

65 للجيش الأبيض

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع كل محنة يمر بها الإنسان أو الدول هناك شعاع من الأمل والنور والرحمة من رب العالمين حيث يرزق عباده الجلد والاستغفار والتأمل فى خلقه حتى يعود إليه عودا حميدا بكرمه ورفقه.
وكما عودتنا التجارب أن الكثير من الأفكار والحلول تخرج غالبا من رحم المعاناة.. فلا ينكر منصف أن مصر كانت من أوائل الدول التى أدارت أزمة كورونا بأسلوب علمى ووعى كبير حيث تسلحت الحكومة بعلم إدارة الأزمات والذى ساعدها كثيرا على الوقوف فى وجه هذا الفيروس الخطير الذى أرهب أعتى دول العالم وأقواهم علما وتسليحا واقتصادا.
ولو سمع الشعب بأكمله لنصائح الحكومة والمسئولين بوزارة الصحة والعلماء والخبراء والأطباء وطبقوا العوامل الاحترازية بشكل جيد وكنا من أوائل الدول التى قضت على وباء كورونا ومع ذلك تحارب الدولة فى أكثر من اتجاه وتتعامل مع الشعب بحنو كبير ربما يحسب ضدها خاصة مع المستهترين وغائبى الوعى بما قد يسببه هذا الفيروس من مشكلات كبيرة وكثيرة.
ورغم صمود المنظومة الطبية بشكل يبعث على الاعتزاز والفخر والتضحيات الكبيرة التى يقدمها الجيش الأبيض من أطباء وممرضين وإداريين وغيرهم إلا أن هذا الوباء كشف عن الحاجة الماسة والسريعة فى إعادة دراسة وضع مرتبات الأطباء والعاملين فى هذه المنظومة والتى لا تليق أبدا بما يقدمونه من تضحيات أو حتى بمشوار دراساتهم وتأهيلهم وساعات عملهم القاسية والخطورة التى يتعرضون لها والضغوط التى لا تفارقهم دائما.. لتضحياتهم تفوق ما يتقاضونه آلاف المرات بلا مبالغة وبالتالى يستحقون منا كل التكريم والوقوف بجانبهم من خلال سعى الدول لرفع رواتبهم إلى الضعف على أقل تقدير خاصة أن دولا كثيرة تسعى إلى خطفهم بعد أن أكدوا كفاءتهم من جديد فى مواجهة كورونا اللعين والعمل فى ظل أصعب الظروف.
فقد كشفت تقارير صحفية عن أن طلبات الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية تشمل آلاف الطلبات لأطباء مصريين فى كافة التخصصات، الأمر الذى لو تمت الموافقة لهم فسوف تسبب خسائر كبيرة للمنظومة الطبية فى مصر.. وبالتالى يجب أن تتحرك الدولة بسرعة وجدية فائقة لإحباط هذه الخطوة عن طريق أمرين لا يتحملان التسويف فى البداية.. الأول يتعلق بمرتباتهم المتدنية جدا والتى يجب أن تزيد إلى الضعف مرة واحدة مع رفع كل البدلات بدرجة كبيرة بحيث لا يقل مرتب طبيب الامتياز عن ثلاثة آلاف جنيه مع بداية عمله.
الأمر الثانى يتعلق بضرورة رفع سن معاش الأطباء إلى ٦٥ سنة حتى تسد الدولة العجز لحين إنشاء عدد جديد من كليات الطب وفق منظومة جديدة تساعد على الجذب بدلا من الهروب.
فليس من المعقول فى دولة مثل مصر يعامل الأطباء بهذه الصورة وبعدها أطلب منهم ما لا يطيقه بشر فى الوقت الذى نرى فيه موظفين فى شركات ومؤسسات مثل البترول والكهرباء والبنوك يتقاضون خمسة أضعافهم!!
ربما تكون أزمة كورونا هذه فرصة كبيرة لكى تعيد الدولة سلم الوظائف من جديد ولكى تعيد الحق والهيبة للجيش الأبيض الذى كشف عن أصالة معدنه وهو يقدم كل هذه التضحيات نيابة عنا مثلما يقدم جيش مصر العظيم وشرطته الباسلة كل التضحيات ضد الإرهاب الأسود.
عاشت مصر عزيزة حرة أبية بأبنائها الأوفياء المخلصين.
والله من وراء القصد.