الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الاستقطاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلال إقامتى بالمدينة الجامعية بجامعة القاهرة مطلع التسعينيات من القرن الماضى بمبنى ٤ بالطابق الأرضي، كان يسكن بذات الطابق طلاب ملتحون، بيننا سلامات كجيران أو ابتساماتى في المطعم، وبعد فترة من السكن بدأ يتردد على غرفتى بعض الطلاب الناشطين باليسار من القوميين وتدور نقاشات حول اللائحة الطلابية وبعض الأنشطة التي تدعم القضية الفلسطينية، او التحضير للاحتفال بيوم الطالب العالمي بصوت عالٍ.. وهنا بدأ الملتحون يعرفون توجهاتى فأشار لى أحدهم ذات مرة، قائلاً: أنت قومي.. فقلت له أنا وطني مثلك.. فرسم وجهه ملامح مخيفة تصل للرعب من طريقتي بالرد، وعرفت أنهم فصيل طلابي للجماعة الاسلامية من خلال نقاش معهم حول أولويات قضايا العمل داخل الجامعة.
- المضحك في الموضوع أنه في يوم من الايام خرجنا على صوت خناقة في دورة المياة بالمدينة، وكانت المفاجأة أن أميرهم اشتبك مع احد الطلاب وضربه بقالب طوب بعد الخروج من دورة المياه لأنه يكلم زميله في دورة المياة، وقد لاحظت بعض أدواتهم في الاستقطاب التى لا زالت تستخدم فتتعدد أدوات الإستقطاب السياسي وترتبط بالزمن وتستفيد جماعات الاسلام السياسي في كل وقت في نشر كوادرها تحت شعارات بعضها واضح الهدف ومعارك وأعمال للصالح العام وتفتعل فيها الأدوار الشكلية وهم قابلون لأن يكونوا فيها كعادتهم ذيولاً، فتنشط عمليات الاستقطاب من فئات يراها المجتمع متميزة بما تعلمت، وهذا معيار ثبت تاريخياً جهل المعولين عليه كجهل الذين رأوه ميزة للعمل العام، ويستخدمون بعض الملامح التي تحُيد العقل وتستخدم مفردات مثل إظهار ملامح شكلية للتقوى، أو الانتشار بين رموز لها ثقلها الاجتماعي كبوابة مرور بإدعاء دور اجتماعي تمسحاً وسط البعض، ولو أخذنا مثالاً لتلك الخلطة السرية فيبدأ أولها كما أوضحت من عناصر بعيدة لتحريك عناصر قريبة مع استخدام وسائل حشد خبيثة تنتهي باستمالة، وقد يجلسون على مقاهٍ أو يدخنون السجائر ظاهريا وتضم صدورهم فكر تجاوز غلاً وحقداً يعتقدون أن له أساس فكري وهو في الحقيقة معصور بأمور شخصية وأيدلوجية، والنتيجة الأهم لديهم هو مع التحريف لمقولة آدم سميث - دعه يستقطب دعه ينشط - إما نكاية أو هواية، على الأرجح يتم استخدام بعض الأشياء التي تدغدغ مشاعر البسطاء وتظهر لهم حباً يخفي ما تبطن الصدور، العظيم في الأمر أنه عندما تكشف الاستقطاب يجب أن تكون قادراً على دفع الثمن خاصةً إذا تم ذلك تزامناً مع استخدام دروع محدودة الإدراك ولا تعرف أن استخدامها يتم لمرة واحدة كورقة كلينكس، إن فضح عمليات الاستقطاب ودوائرها يصيبهم وقادتهم بالجنون فهو يتشابه مع اكتشاف قنبلة موقوتة وكل الفارق أنك نزعت فتيلها قبل الانفجار.