الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

بورتريه|| حسين الجبالي.. أستاذ الحفر على الخشب

الفنان التشكيلى حسين
الفنان التشكيلى حسين محمود الجبالى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للفن التشكيلى مع أصحابه قصص وحكايات كثيرة، فمثلما ترك الفن بصمته عليهم، هم أيضًا بالتأكيد تركوا بصمة غائرة فيه، فسواء أكان فنانا غائب أم حاضرا، وسواء أكان مشهورا أو لم يلق من المعرفة والأضواء ما يستحق، فبالتأكيد تلقيبه بـ«فنان» قد أخذت منه العديد من السنوات والمعرفة والخبرة والممارسة.. 
تدور الحلقة الخامسة والعشرون من سلسلة «بورتريه» في موسمه الثانى، حول فنان تشكيلى تميز في فن الحفر على الخشب وأعمال أخرى نفذها مُستخدمًا خامة الباستيل، وكان يُنفذ كلاهما بمذاق وإبداع خاص، هو الفنان التشكيلى حسين محمود الجبالى، والشهير بـ"حسين الجبالي".
وُلد «حسين الجبالي» بالجيزة في ١٨ مايو من عام ١٩٣٤، وبعد إتمامه كل مراحل دراسته الأساسية حتى المرحلة الثانوية، التحق بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، وتخرج منها بتخصص قسم الحفر في ١٩٥٨ وهو في الرابعة والعشرين من عُمره.
واصل «الجبالي» دراسته والتحق بالمعهد العالى للتربية الفنية حتى حصل على الدبلوم منها في ١٩٥٩، ثم انضم إلى جمعية خريجى كلية الفنون الجميلة، بالإضافة إلى انضمامه عضوًا بجماعة أتيليه القاهرة، كما شغل منصب نقيب التشكيليين بعد فترة من خبرته الفنية.
سافر «الجبالي» في منحة دراسية من الحكومة الإيطالية في عام ١٩٦٥ وهو في الحادى والثلاثين من عُمره، واستمرت هذه المنحة لمدة ثلاث سنوات، حتى حصل على دبلوم التخصص في الليثوجراف من المعهد الحكومى للفنون الجميلة ورسوم الكتاب من أوربينو، كما كُلف بمهمة علمية من الحكومة الهولندية للتعمق في فن الليثوجراف ودراسة الطباعة على الشاشة الحريرية في عام ١٩٧٦ واستمرت لمدة تسعة أشهر.
براعة الفنان التشكيلى حسين الجبالى في فن الحفر، مكنته من اختياره ضمن سبعين فنانًا من العالم لعمل مجموعة الحفر التى تتكون من ٢٣٠ عملا فنيا لليونسكو، هذا بالإضافة إلى ذكر اسمه بالعديد من الموسوعات، يأتى من أهمها الموسوعة الفرنسية لاروس، والموسوعة العربية، وموسوعة الشخصيات البارزة المصرية، كما دعته الحكومة الأمريكية لزيارة المعامل والأتيليهات والأكاديميات المتخصصة في فنون الجرافيك وهو في السادسة والأربعين من عُمره بعام ١٩٨٠، ومكث فيها لمدة شهر.
على الجانبين العملى والمهنى، عمل «الجبالي» في مجال التدريس، فعمل مُحاضرًا بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، وكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، هذا بالإضافة إلى معهد الفنون الجميلة «ليوناردو دافنشي» بإيطاليا.
وواصل عمله بفن الحفر على المستويين الفنى والأكاديمى، فبجانب أعماله المهمة، قام بالتدريس بقسم الحفر في كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان ورئيس هذا القسم، كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة جماعة فن الحفر المصرى المعاصر، ثم أستاذ متفرغ بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان.
كتب الفنان عونى الحسينى عن أعمال «الجبالي» قائلًا: «الأعمال التى يُقدمها الفنان سواء في الحفر على الخشب أو التى نفذها بألوان الباستيل، فالفنان في كلتا الحالتين يطرح لنا ثنائية تقنية ذات مذاق خاص». وتابع عوني: «الفنان في بحثه الفنى ارتكز على دعامتين راسختين في المفهوم الإنسانى، وصاغ من خلالهما إبداعه الفنى، لذلك لم يكن غريبًا أن يدهشنا الجبالى بأعماله التى نرى فيها الجمال والفلسفة، وعمق الإيمان".
استمر حسين الجبالى في تقديم إبداعاته الفنية التى ألهمت العديد من الفنانين، وحصل من خلالها على العديد من الجوائز المحلية والدولية، حتى فارق الحياة في ١٨ يناير من عام ٢٠١٤، وذلك عن عُمر يُناهز ٨٠ عامًا.