الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القيادات الحقيقية تظهر وقت الأزمات.. رئيس جامعة القاهرة نموذجا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تظهر أهمية القيادة الحقيقية في أوقات الأزمات التي تحتاج إلى سرعة وحسن تصرف في الوقت ذاته، وفي ظل أزمة الكورونا العالمية واجهت كل دول العالم الأزمة بعديد من الحلول منها إغلاق الحدود ومنع الطيران، مما ترتب عليه وجود آلاف العالقين من كل دول العالم في دول أخرى، ولأن الدولة المصرية في ظل الرئيس السيسي لا تترك مواطنيها، كان قرار الرئيس بإعادة المصريين العالقين في كل دول العالم بطائرات خاصة، وهو ما يكلف الدولة مبالغ طائلة لم يكن لها قيمة من وجهة نظر الدولة في مقابل الحفاظ على أبنائها، وإعادتهم للوطن، وهنا ظهرت مشكلة أخرى هي ضرورة وضع كل العائدين في الحجر الصحي لمدة أربعة عشر يومًا، فكان الحل وضع من يريد ويتحمل التكلفة المادية في الفنادق المخصصة لذلك، وفتح المدن الجامعية ليتم بها الحجر الصحي لمن لا يستطيع تحمل التكلفة المالية على أن تتحمل الدولة تكلفة الحجر الصحي. وكان من الطبيعي أن تكون المدن الجامعية لجامعة القاهرة من ضمن المدن المخصصة للحجر الصحي، وهنا يظهر أمامنا قائد آخر هو رئيس جامعة القاهرة، الذي لم يكتف بتجهيز المدينة الجامعية على النحو الأمثل، بل وإضافة أدوات ترفيه لا تتواجد في المدن الجامعية من أجل الوافدين مثل إضافة أجهزة تليفزيون إلى الغرف، ولم يكتف بأن تكون المدينة الجامعية على المستوى اللائق باستقبال أبناء مصر العائدين من الخارج، بل وعلى مدار ستة عشر فوجًا متتاليًا على مدار أكثر من عشرة أيام ضمت ما يزيد على الثلاثة آلاف مصري فكان متواجدًا في استقبال كل فوج، سواء كان حضور الفوج نهارًا أم في منتصف الليل، ليس فقط بعيدًا عن أسرته في رمضان، ولا قائمًا بعمله، بل في ظروف يمكن بسهولة أن يتعرض فيها لا قدر الله لانتقال العدوى إليه من أي من أبنائنا العائدين، فلم يهتم بكل ما يتحمله من أعباء بل وقف وسط كل العائدين مرحبًا بهم في وطنهم الأم، مشاركًا لهم في شرح إجراءات التعقيم والتطهير، وتقديم الوجبات، مشرفًا على كل شئ يخصهم. فظهرت المدن الجامعية بجامعة القاهرة بالمظهر اللائق بمصر وكان ذلك هو الوجه المضئ بعد أن انتشرت فيديوهات وصور بالقنوات المختلفة للمدينة الجامعية بالأزهر، والتي تم تخصيصها أيضًا لاستقبال الوافدين، وكانت بالفعل أقل من مستوى الحياة الآدمية، ولا تليق للإقامة، ولم يتم تعديلها إلا بعد انتشار هذه الفيديوهات مما يسئ لسمعة مصر، والفارق الأساسي بين المدينتين هو وجود قائد يتابع بنفسه ويتواجد في كل مكان بشكل مباشر، وقائد يكتفي باستقبال التقارير في مكتبه بأن كله تمام بينما الواقع مخالف تماما.
ولعل هذا الموقف ليس غريبًا على رئيس جامعة القاهرة الذي وقع انفجار على يد التكفيريين أعداء الوطن لمعد الأورام التابع للجامعة، فكان خلال أقل من ساعة متواجدًا بالمعهد يتابع إزالة آثار التفجير وإعادة تسكين المرضى بمستشفيات الجامعة، غير مبالي بما يمكن أن يكون مجهزًا من عبوات ناسفة لتفجيرها بعد الانفجار الأساسي كما اعتاد التكفيريين أعداء الدين والوطن. 
ولا تتوقف الجامعة عند استقبال المصريين العائدين من الخارج، بل تساهم بثلث الأبحاث المصرية في مجال الكورونا خلال الأزمة بثمانية عشر بحثًا دوليًا تمثل 32% من الأبحاث التي تمت في مصر والتي وضعتها ضمن الدول العشر الأولى في النشر العلمي والتجارب السريرية حول الكورونا والتي قامت الجامعة بمفردها بثماني تجارب، بجانب إعداد بروتوكل علاجي منفرد بدلاً من تكرار بعض التجارب الدولية التي لم تظهر حتى الآن فعاليتها بشكل مؤكد بعد شهور من الآمال الكاذبة لبعض الأدوية.
إن رئيس جامعة القاهرة يثبت لنا ضرورة الحاجة في هذه المرحلة الدقيقة لمسئولين ليسوا فقط بدرجة الامتياز من الناحية الإدارية والعلمية، بل ومقاتلين من الدرجة الأولى في سبيل الوطن.