الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رغم كورونا.. العيد في أعشاش العصافير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مُعضلة صعبة على كل الأمهات هذا العام، بعض الأطفال لا يدركون خطورة وضع فيروس كورونا، فبفطرتهم متفائلون، ولا تأخذ فكرة الخطر والموت حيزًا في خيالهم الآن، فهم يتطلعون إلى الحياة، وبالتالي يتوقون شوقا للمرح واللعب، وهذا الفيروس ما هو إلا شيء سيئ يمنعهم عن اللعب والخروج.
والعيد بالنسبة لهم انتصار على هذا الشيء السيئ؛ لأنه ارتبط في أذهانهم بتلك الصور ضحك ولعب وملاهي وخروجات وملابس جديدة، وزاد شغف انتظار العيد بعد انقطاع الدراسة، وفترات الحظر، وعدم إقامة طقوس رمضان المعتادة، حتى أنني سمعت أكثر من طفل يؤكد أنه ينوي الخروج في العيد رغمًا عن أنف هذا الكورونا، فما هو التصرف السليم مع أطفالنا في هذه الظروف؟ كيف نحافظ على فطرتهم المتفائلة وحلمهم بالعيد وهم سيقضونه في المنزل؟ تعالوا نحاول التفكير معًا بصوت مرتفع.
لا متنزهات، لا ملاهي، لا ألعاب، لا خروج؛ إذ ليس أمامك بديل سوى طريقة أعشاش العصافير، وهى أن تجعلي كل تلك الأماكن في منزلك بفعلك الأمور التالية:
١- اشتري لأطفالك لبس العيد.
حذارِ ألا تشتري لبس العيد لأطفالك بحجة أن الخروج ممنوع، ولا داعى لشراء ملابس جديدة، فهذا الأمر سيصيب طفلك بالإحباط، السعادة لا ترتبط بمكان معين بل هى مجموعة من الطقوس، فإذا ما أجبرتنا الظروف على تعطيل أحد هذه الطقوس فهذا لا يعنى أن نلغى كل الأمور.
٢- اشترى ألعابه المفضلة
حاولى قدر الإمكان أن تشترى الألعاب التى يحبها طفلك ورتبيها له بحيث يستيقظ صباح العيد يجدها فتغمره الفرحة، وشاركيه اللعب حتى ولو كان الطفل يلعب بطريقة سخيفة فنجد أحيانا آباء وأمهات يقولون لطفلهم ابتعد عنى.. لعبك سيئ وهذه طريقة خاطئة يجب ألا نلوم الطفل على طريقة لعبه وخاصة في يوم العيد حتى لا يشعر بضيق وسيمر اليوم دون إحساسه بالملل من قضائه في البيت.
٣- اتركيه يلعب بطريقته
اتركيه يلعب بطريقته طالما لا يلعب بشىء يمثل خطورة عليه، بعض الأحيان نجد أطفالنا يلعبون بأشياء ليست ذات قيمة مثل زجاجات المياه الفارغة، اتركيه فالأطفال لديهم خيال وأفكار للابتكار ربما رسم أشياء جميلة، فدعيه يستمتع بطريقته.
٤- لا تعنفى طفلك إذا جرح أو تألم أثناء اللعب
لو جُرح الطفل أو تألم أثناء اللعب لا تعنفيه أو تنهريه بل ضمدى له جروحه وعلميه كيف يتحاشى الإصابة في المرة المقبلة فلا تجمعى عليه عقابين تألمه وتعنيفك له.
٥- اجعليه يرسل برقيات تهنئة لزملائه
من المهم جدا أن يكون هناك اتصال بطريقة ما بين طفلك وأقرانه في الحضانة أو المدرسة ليتبادلوا التهانى ويتشاركوا في فرحة العيد، ولو كان بالإمكان فتح أكثر من اتصال مع عدة أصدقاء وسماحهم ببعض اللعب مع بعضهم البعض.
٦- أظهري سعادتك بما يقدمه طفلك لك من هدايا 
إذا حاول طفل أن يهدى أمه شيئا يجب عليها أن تُظهر له سعادتها حتى لو كان ما يقدمه لها ورقة مكتوب فيها أنا أحب أمي.. عيد سعيد يا أمي.. 
رسالة من إيميل سوبر مامي
جاءتنا رسالة على إيميل سوبر مامى تقول فيها الأم: لدى طفلتى مشكلة لا أجد لها حلا وهى أنها تأخذ الأشياء التى ليست ملكها، ومن الممكن أن تكون أشياء لا قيمة لها ولا الأفضل.
وكانت إجابتى لسؤالها: إن عليها وعلى الأب أن ينظرا أولا ماذا يفعلان هما ويدفعان الطفلة لفعل ذلك فربما لم يكونا يلتزمان بالآداب الطيبة أو عدم وضوح الحلال والحرام أو الحرمان الشديد أو الإفراط في التدليل وعدم لفت انتباهه أو الافتقار العاطفى الذى يسعى الطفل لتعويضه من خلال ما يفعله. وإذا بحثنا سنجد أن أكثر سبب وراء ذلك هو الافتقار العاطفى لدى هذا الطفل، فهو لا يشعر بالاهتمام أو أسرته تعيش في خلافات مستمرة.
همسة في أذنكم
أنا أعرف أن الظروف صعبة، لكن دعونا نتخيل الأصعب، دعونا نتخيل الخطر لنحتاط ونأخذ كل الإجراءات الاحترازية، فالعيد في البيت في أعشاش العصافير الصغار خير من الألم والوجع والمرض، السعادة ليست في الخروج تخيلوا الأطفال اليتامى وأبناء الشهداء وغيرهم وغيرهم لتدركوا أن ما أنتم فيه نعمة كبيرة إذا وصل ذلك المعنى لقلوبكم ستختلقون أساليب ومعطيات للسعادة في هذا العيد، وستكون أيامكم كلها سعادة.
أخيرًا.. تذكر أنه يجب علينا جميعًا أن نتعلم
لا أومن بالصدف بل أومن بأننا نريد أن نتعلم من بعضنا بعضا في العائلة.. بعضنا يختار أن يتعلم من خلال الحب والسعادة بينما آخرون يتعلمون من خلال الألم والمعاناة، بعضنا يستفيد من الفرص بينما يتجاهلها آخرون.
يقتضى الحب أمرين: الاحتضان والرعاية ثم إطلاق السراح وهى أمور متناقضة ولكنها أساسية لإظهار الحب الأبوي.
قصة من دفتر الزيارات والمتابعات
ما ذكرته في السابق كان نتاجًا لتجارب واقعية مررت بها لذا أجزمت على أن أهم سبب لمشكلة الطفلة التى تأخذ أشياء ليست ملكها هو الافتقار العاطفى، وكنت قد نصحت إحدى الأمهات بقضاء وقت أكثر مع أطفالها حينما حدثتني عن تلك المشكلة وقلت لها: «إن أي عطاء خارج بيتها لا قيمة له إذا كان على حساب احتياج أبنائها إلى رعايتها وحنانها». بعد فترة قابلت تلك السيدة وسألتها عن الأحوال فأكدت لي أن أطفالها لم يعودوا يمدون أيديهم على أشياء غيرهم ولو حدث يعتذرون فورًا.