السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فرق منسية|| أولاد عكاشة.. حفظ الوداد "2-2"

عبد الله عكاشة
عبد الله عكاشة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما نريد التحديد فنحن أمام سجل يجمع بين دفتيه مجموعة من التراجم لرواد المسرح في مراحله الأولى وفيما تلاها، حتى وقتنا هذا، التى ازدحمت بالأحداث الفنية والاجتماعية، وتخللت خلالها حياة المسرح العربى عامة والمصرى خاصة، التى تسير بدافع من التطور المحتوم، وتكتسب أرضا جديدة بالوعى العربى، الذى لم يشغله فن التمثيل في الكثير أو القليل، فقد خرجت من تحت عباءة خشبته العديد من الفرق المختلفة، التى ساهمت بشكل كبير في خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا أحد رموز الحركة المسرحية في مصر والوطن العربى. «البوابة» تستكمل هذا العام الباب الخاص بعنوان «فرق منسية» على مدى 30 ليلة من ليالى رمضان الكريم، والذى طرحته في رمضان الماضى، يلقى خلالها الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح، وذلك من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدموا خلالها مواسم مسرحية لاقت نجاحا كبيرا داخل مصر وخارجها، فقد توقفت نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم باقية وخالدة رغم الرحيل. 
بدأ ظهور اسم عبدالحميد عكاشة، الشقيق الثانى من أولاد عكاشة، في إعلانات الفرقة، في أبريل ١٩١٠، كما ذكرت جريدة «المؤيد» في إعلانها المنشور بتاريخ ٩ أبريل ١٩١٠، الذى نص على: أن شركة التمثيل العربى ستمثل بالتياترو المصرى، بأول شارع عبدالعزيز في مساء السبت ٩ أبريل ١٩١٠، إى التاسعة مساء، رواية بعنوان «حفظ الوداد» وهى أوبريت كوميدى مشحون بالألحان والأناشيد، سيقوم بتلحينها المطرب الجديد عبدالحميد عكاشة، بالإضافة إلى تمثيل الفرقة رواية أخرى بعنوان «مارى تيودور» في اليوم التالى ١٠ أبريل من العام نفسه ويخصص إيرادها إلى القائمين على الموسيقى الوترية». ورغم تمثيل هذه المسرحية أكثر من مرة بواسطة فرقة إسكندر فرح، إلا أنها تعتبر أول مسرحية جديدة تقدمها شركة التمثيل العربي، كما عرضت الفرقة مجموعة أخرى من المسرحيات القديمة حتى نهاية الموسم بمسرح شارع عبدالعزيز، ودار التمثيل العربى، من بينها «محاسن الصدف». «العواطف الشريفة». «غانية الأندلس، «شهداء الوطنية». «البرج الهائل». «عواطف البنين». «عبرة الإبكار». إلى جانب تقديم الموسيقى الوترية والفصول المضحكة أيضا، إلى جانب تقديم مسرحية بتياترو الحمراء بالإسكندرية، ومسرحية أخرى لصالح جمعية الترغيب في التهذيب المركزية. 
وقد ضمت شركة التمثيل العربى إلى أعضائها كلا من: «عزيز عيد، مصطفى أمين، ميليا ديان، والموسيقى عبدالحميد على» – حسبما ذكر الدكتور سيد على إسماعيل، في كتابه «مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠ - ١٩٣٥». فرق المسرح الغنائى – واختتمت الفرقة موسمها الأول، وذلك قبل سفرها إلى سوريا في الصيف لتمثيل مسرحيتين وهما: «صلاح الدين الأيوبي». «البرج الهائل». بعد أن أطلق على المسرحية الأخيرة عنوانين مختلفين وهما «الأم المجرمة» أو «برج نيل». وذكرت جريدة «المؤيد» عن هذين العرضين في عددها الصادر بتاريخ ٢١ مايو ١٩١٠، ثم عادت الشركة من رحلتها الصيفية بالشام وبدأت في موسمها الثانى في دار التمثيل العربى بتقديم مسرحية جديدة بعنوان «القضية المشهورة» تعريب إلياس فياض في ٤ أكتوبر من العام نفسه، ولاقت استحسان الجمهور، واتبعتها بمسرحية أخرى جديدة بعنوان «تبكيت الضمير» تعريب إلياس فياض، في ٢٦ يناير ١٩١١، إلى جانب تقديم العرض القديمة، حتى ساءت الأحوال الإدارية للشركة وانضم أفرادها إلى فرقة الشيخ سلامة حجازى، ولم تستمر لمدة شهرين وانفصل أولاد عكاشة عن فرقة حجازى وكونوا فرقة أطلق عليها اسم «الجوق العربى الجديد» بإدارة عبدالله عكاشة وقدموا مجموعة من المسرحيات اختتموا بها الموسم، حتى سافروا إلى الشام في الصيف وقدموا هذه المسرحيات «روميو وجوليت». «الكابورال سيمون». بتياترو عباس، «تسبا» بمسرح حديقة الأزبكية.
عادت الفرقة من الشام واستعدت للموسم الجديد ١٩١١ – ١٩١٢ وافتتح الموسم بمسرحية جديدة بعنوان «عيشة المقامر» تعريب إلياس فياض، اتبعها مسرحية جديدة بعنوان «الخداع والحب» للمؤلف شيلر، وتعريب د. نقولا فياض، بدار التمثيل العربى، واستمرت الفرقة بتقديم مواسمها حتى ١٩٢٩، وكانت مسرحية «عبدالرحمن الناصر» آخر ما قدمته فرقة عكاشة المسرحية.