١١ وجهة نظر تكتبها نساء من خلفيات ثقافية واجتماعية مختلفة في الكتاب "الحجاب".. نساء يكتبن حول تاريخه وتقاليده وأبعاده السياسية" الصادر عن المركز القومى للترجمة ٢٠١٩، للكاتبة جينفر هيث وترجمة ربيع وهبة.
يتناول هذا الكتاب قضية شائكة، فطالما كان الحجاب موضع تساؤلات فتح باب الاختلاف في الآراء بين الباحثين حول موقف الدين منه، وكان السؤال الأبرز أوالأكثر تكرارا "هل الحجاب عادة اجتماعية أم فريضة دينية" لاسيما تغيير شكل الحجاب على مدى سنوات كثيرة، في مختلفة الأديان السماوية، إلا أن أهم ما يميزه هو عدم تعامله مع الحجاب من باب التأييد المطلق أو المعاداة المطلقة، فنقرأ في مقدمة المترجم:" لا تقف الكاتبات موقف القابض على الحقيقة دون غيرهن على الكوكب، بل هو بالأحرى يضم آراء ذكية تجعلك من أول أثر تقرر الالتفات إلى وجود الآخر، ثم تقدره، وتحترم اختياراته، فلا تفرض عليه ولا تمنحه، ربما تكتفى في تعاملك معه بتقدير عميق لخبرته وآرائه دون أن يحدث عكس ذلك من حروب تستند إلى أنك الصواب ودونك الخطأ".
كما أن أهم مايميز مقالات الكاتبات هو تناولها للقضية من باب الحرية، وهى الأهم والحكم في التعامل مع قضايا أخرى كثيرة تخص النساء وليس قضية الحجاب فقط.
جمعت مؤلفة الكاتبة "هيث" مقالات من كاتبات يغطين معظم الأديان وفعاليتها الاجتماعية في الحياة اليومية من خلال تعاملها مع قضية الحجاب، سواء الإبراهيمية أو الدنيوية، ومن هنا أعطت المقالات قراءة لا ترتبط بتقليد أو ترتيب معين، كما أن هؤلاء النسوة البالغ عددهن ١١ كاتبة، تميزن بتنوع خلفياتهن الثقافية والاجتماعية من أجل الوقوف على حقيقة الحجاب خاصة في الفترة المعاصرة التى تعانى منها النساء من قضايا أخرى أشد أهمية منها العنف الواقع عليهن، والفقر والاضطهاد في مجالات مختلفة سواء ثقافية، أو سياسية أو الحق في التعليم في بعض المجتمعات.
وفى أحد المقالات المنشورة في الكتاب بعنوان "خارج المعتكف: السفور بهدف خدمة أفضل للإنجيل" بقلم لورين لافونتين، تقول:" نحن أكثر بكثير من مجرد الزى الذى نرتديه..هكذا صرخت الأخت فيكى وهى تصف تفاعلها مع أسرة أحد مرضى المستشفى. لقد سألونى إذا ما كنت راهبة حقيقية؟ لأن الراهبات الحقيقيات كما يبدو يرتدين زيا للراهبات. لماذا لا يفهمون؟ لقد مرت عشرون سنة على الفاتيكان".
فيما تبدأ إحدى الكاتبات الإيرانيات وهى "أشراف زاهدى" مقالها الذى جاء بعنوان "تغطية شعر المرأة وكشفه: ديناميكيات الحجاب في إيران المعاصرة"، قائلة:" شعرى ووجهى سبيلى للتعبير عن رفضى لنظام الحكم" وتضيف مقولة أخرى لأحد المواطنين فة طهران:" قد تستطيع الحكومة الإسلامية التغلب على أمريكا لكنها لن تنجح في أن تملى على نساء إيران ما يرتدين".
