السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

"الشئون الإسلامية": الرسول سبق العالم بفكرة الحجر الصحي

الدكتور أحمد على
الدكتور أحمد على سليمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وجه الدكتور أحمد على سليمان، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الشكر لوزارة الأوقاف بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة على جهودها الكبيرة التي بذلتها في الفترة الأخيرة وقراراتها لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وتبيانها للرخص الشرعية وتكاملها مع المؤسسة الدينية، واتساقها مع العلم الحديث وتعليمات منظمة الصحة العالمية، وتحملها الكثير من الضغوط من أجل الحفاظ على المصريين، في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي طلبت وبوضوح بذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على حياة المصريين.
وأشار إلى أن الرئيس والحكومة والقوات المسلحة وجيش مصر الأبيض من الأطباء والممرضين، والإعلاميين، ضربوا أروع الأمثلة في الحفاظ على حياة المصريين، ويجب على الجماهير أن تلتزم بالتعليمات حتى تعبر سفينة الوطن إلى بر الأمان.
وقال في كلمته بملتقى الفكر الإسلامي والتي حملت عنوان «منظومة القيم الإسلامية والإنسانية»، والتي بثتها قناة النيل الثقافية مساء 19 رمضان: يجب علينا أن نتمسك بالقيم الإسلامية الرفيعة التي جاء بها نبينا الكريم ليتمها وينشرها في العالمين، من أجل إصلاح النفس والكون والحياة، جاء بمنظومة من القيم النبيلة التي من شأنها -حال تمسكنا بها- أن تحقق مجتمعا فاضلا تسوده الأخلاق الرفيعة والمودة والمحبة والأخوة الإنسانية، والرفق والتراحم والإحسان والتعددية، فقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم، ليكمل ما بناه الرسل السابقون.
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى خلقنا في هذه الحياة لكى نعبد الرحمن ونعمر الأكوان ونرعى الإنسان، والقيم الإسلامية والإنسانية النبيلة من شأنها أن تسهم بسهم وافر في تحقيق ذلك في كل مكان وزمان، لاسيما في هذا الظرف الخطير الذى يمر به العالم حاليا.
وأوضح أن هذه القيم هي التي أوجدت مجتمعا إسلاميًّا زاهرًا وزاخرًا بالعلوم والآداب والفنون في عصور الحضارة الإسلامية الزاهرة، فيوم أن تمسك المسلمون بكتاب ربهم وسنة نبيهم وبالقيم النبيلة التى جاء النبى ليزرعها في قلب الإنسان وفي قلب المجتمع وفي قلب الحياة، يوم أن تمسكنا بها كنا العالم الأول الذى أنار الوجود كله بتعاليم السماء وبالعلوم والفنون والأخلاق.
وأضاف أن المجتمع الذي تسوده القيم والأخلاق الرفيعة تزدهر طاقاته الجسمانية والفكرية والروحية وتسوده علاقات المحبة والمودة والوئام والمصالح المشتركة والأخوة الإنسانية وتتعايش فيه الجماهير بشتى أطيافها وتوجهاتها جنبا إلى جنب بكل سلام، والكل فيه مصان على نفسه وعرضه وعقله وماله بنص القرآن الكريم، حتى المشرك.
واستشهد بقول الله تعالى في سورة التوبة: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} قال {مِنَ الْمُشْرِكِينَ} فقد وسَّع الدائرة لتشمل الجميع، {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} بأن طلب منك الأمن والحماية وكل ما من شأنه تحقيق أمنه الجسدي أو النفسي أو الروحي أو الغذائي أو الفكري، وكل من طلب حمايتك ورعايتك عليك أيها المسلم بتعاليم دينك أن تكون بجانبه.
وطالب الدكتور أحمد على سليمان بضرورة أن نتكاتف ونتوحد ونكون على قلب رجل واحد خلف قائدنا وخلف حكومتنا وجيشنا وشرطتنا في ظل هذه الظروف العصيبة؛ فإذا كانت طاعة الله ورسوله وولي الأمر واجبة في الأوقات العادية؛ فإنها من أوجب الواجبات في هذه الأيام، ففيها النجاة.
وذكر أن النبى صلى الله عليه وسلم، هو مَن علَّم الدنيا كلها فكرة الحجر الصحي التي يحتمي بها العالم الآن، وألا ندخل مكانًا فيه وباء وألا نخرج من مكان وصله وباء، منعًا للعدوى وحصرًا للوباء في أضيق نطاق.
وحذر من نشر الشائعات أو الأخبار المشكوك بها، داعيا إلى تحري الدقة المطلقة، مشيرًا أن النبي رسم لنا طريق النجاة واضحا، فعن عقبة ابن عامر الجهني رضي الله عنه، قال: قلتُ يا رسولَ اللهِ ما النَّجاةُ؟ قال: «أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ».
وطالب المواطنين بمتابعة الأخبار والبيانات الرسمية الصادرة من أجهزة الدولة، وهي مَن تمتلك البيانات الصحيحة ويهمها سلامة الوطن والمواطنين، وحذر من الآليات الإعلامية الخسيسة التى يديرها الإرهابيون وأعداء الوطن.
وأشار إلى أننا في هذه الأزمة تعلمنا دروسا كثيرة، فقد رأينا قدرة الله ماثلة أمامنا، من خلال مخلوق صغير لا يرى بالعين حيَّر الدنيا وأخاف البشرية، وتعلمنا أن نحترم أقدار الله في الخلق والكون والحياة، وأن النجاة الحقيقية في العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله، وأن نرد الأمور إلى أهل الذكر فأهل الذكر في هذه الجائحة هم الأطباء والعاملون في الحقل الطبي.
وطالب المصريين بالتفاؤل والأمل في رحمة الله فقد نهى ربنا عن اليأس والقنوط مهما كانت الظروف والمصائب، مؤكدا أن التفاؤل ينشط أجهزةَ المناعةِ النفسية والجسدية، مما يجعل المرء على جادة الصحة والسلامة والوقاية؛ لذلك يجب أن نزرع الأمل والتفاؤل في النفوس.
كما طالب بضرورة التوكل على رب الأرباب والأخذ بالأسباب وأهمها أسباب الوقاية وهي موجودة في شعائرنا ونمارسها صباح مساء ومن أهمها: الوضوء والنظافة والاغتسالات الواجبة والمسنونة، وأن نجلس في بيوتنا ونتباعد عن الناس جسديًّا وننفذ كل التوجيهات بمنتهى الدقة حتى يزول الوباء بإذن الله.
وأوضح أنه على الرغم من هذه المحنة الخطيرة إلا أن الله تعالى منحنا في خضمها منحا شتى؛ فعلى الرغم من غلق المساجد مؤقتا لهذه العلة فإن هذا الوباء تسبب في أن تحولت بيوتنا إلى مساجد، فعندنا نحو 120 ألف مسجد، وعندنا قرابة 20 مليون منزل، ومن فضل الله تقام حاليا صلاة التراويح في 20 مليون جماعة في بيوت المصريين، فضلا عن الالفة والترابط الذي زاد مؤخرا بين أفراد الأسرة.
وأكد ضرورة التحلي بقيم المرحلة ومن بينها قيم الاعتدال وعدم التبذير بمعناه الشامل سواء في الكلام أو الطعام أو الشراب أو المياه أو الكهرباء... إلخ، وعلينا أن نكثر من العطاء فهذا الوقت يحتاج إلى مزيد من بذل الخيرات والصدقات والهبات فنهاك فقراء تؤلمهم الحاجة وعمال توقفت أعمالهم، وعلينا أن نرعاهم وننفق عليهم ونعطيهم من خيرات الله الكثيرة التي بين أيدينا.