أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة حديثا، لأول مرة، الأعمال الكاملة للشيخ مصطفى عبدالرازق في أربعة مجلدات عن سلسلة النشر ذاكرة الكتابة التابعة لها من تحقيق ودراسة الدكتور عصمت نصار.
ذكر الشيخ مصطفى عبدالرازق في الكتاب ما معنى الحزن قائلًا: إنني أرى أن الحزن معنى من معاني الاحساس اللطيف الذاهب في أعماق النفس حتى لا يبلغ السرور.
وأوضح أن الحزن غشية من الشعور بالألم تسير في العصب الحساس بنوع من الحذر على ما فيه من لدغات موجعة.
وأشار عبدالرازق إلى أن أهل الحزن هم أولئك الذين خلصت قلوبهم من كل شوب لأنها محصت بنار الهوى فعادت جوهرا مصفى.
وبين عبدالرازق أن الحزن أدخل في باب العواطف من السرور ومظاهر أغنى بمعاني الجمال من مظاهر هذا فإذا أعجبك الفم اللطيف باسما تلمح ثناياه الغر من بين شفتين غضتين كأنهما وردة فتق الربيع عنها غلافها سحرا، فأين ذلك من عينين ساجيتين في نظراتهما الرهيبة المشتعلة مزيج من حنان وعذاب؟
وأوضح عبدالرازق، أن الحزن شغل الروح فالذين لا يعرفون الحزن أرواحهم هواء فالحزن خير كله لأنه توأم الحب ومصدر الرحمة والإحسان فكل شعور يتغلل في النفس يصل إلى موطن الحزن حتى لكأن الحزن هو كمال الشعور ومن لم يذق طعم الحزن لم يذق شعورا قويًا.
