الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد تناوله في مسلسل "الاختيار".. "البوابة نيوز" تسترجع شريط ذكريات هجوم الفرافرة الأليم.. هجوم انتحاري وقذائف "آر بي جي".. وأوراق القضية تكشف تفاصيل اجتماع الغدر بقيادة عشماوي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناولت الحلقة 19 من مسلسل "الاختيار" حادث الهجوم الإرهابي على كمين الفرافرة الذي نفذته مجموعة من التكفيريين بقيادة الإرهابي هشام عشماوي، الضابط المفصول من القوات المسلحة، والمنفذ بحقه حكم الإعدام مطلع شهر مارس الماضي، على خلفية قضية قتل أفراد كمين الفرافرة التي وقعت في أول يوليو 2014 وأسفرت عن استشهاد ضابطين و26 مجندا.
وتدور أحداث "الاختيار" عن قصة حقيقية حول الوفاء والخيانة، حيث يتناول العمل حياة الشهيد أحمد صابر المنسي قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذي استشهد في كمين مربع البرث في مدينة رفح عام 2017، أثناء التصدي لهجوم إرهابي في سيناء، فيما يُظهر العمل العديد من الجوانب الاجتماعية والإنسانية في حياة البطل الراحل.
وبالرجوع إلى شريط الذكريات نجد أن الحادث الأليم الذي وقع في يوليو 2014، مليئ بالأحداث المأساوية التي راح ضحيتها شهداء مصر والقوات المسلحة دفاعا عن تراب الوطن الغالي.

روايات من قلب الحدث
وبحسب الروايات التي جاءت على لسان مصادر عسكرية متعددة، فإن الهجوم على كمين الفرافرة بدأت يوم السبت 1 يوليو 2014، على بعد 100 كم من الواحات البحرية، قرب مدينة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، حيث بدأ الهجوم في الثالثة عصرا، بعدما اقتربت سيارة دفع رباعي سوداء اللون باتجاه الكمين، قادمة من ناحية الفرافرة، الاتجاه الجنوبي للكمين، ونزل منها أحد الملثمين ودخل مسرعا إلى الوحدة وفجَّر نفسه، فيما أطلق آخر النيران على قوة الكمين.
وتبع التفجير الأول إطلاق قذائف آر بي جي على الكمين من أعلى جبل خلف الكمين، حيث استغل الإرهابيون انشغال القوات الباسلة بالدفاع عن وحدتهم العسكرية، وقاموا بإطلاق قذائف آر.بي.جي ونيران من أسلحة متعددة، على الكمين، من سيارة أخرى بيضاء لاند كروزر تابعة للمسلحين، كانت ترتكز على قمة جبل خلف الكمين مباشرة.

دفاع مستميت 
دافع جنود وضباط مصر عن الكمين دفاع المستميت حيث تمكنت قوة الكمين من قتل اثنين من المهاجمين مع بداية الاشتباك، أحدهما كان يرتدي حزاما ناسفا ويحمل مجموعة من القنابل اليدوية، بينما نزلت السيارة اللاند كروزر من قمة الجبل باتجاه الكمين، وبدأ عدد من الأشخاص في النزول منها، وهاجموا الجنود بالأسلحة الآلية، فبادلوهم النيران وقتلوا واحدا منهم.
القائد درويش يطلب المساعدة
وفي هذه الأثناء شعر قائد الكمين النقيب الشهيد محمد درويش بالخطر الذي يدور في الأفق، ليسارع بطلب استغاثة عاجلة بقوات احتياطي وصلته من مكان يبعد 60 كم، واستمرت الاشتباكات نحو ساعة تقريبا، قبل وصول قوات الاحتياطي بقيادة ضابط برتبة رائد، والذي استهدفه المسلحون بقذيفة آر.بي.جي أصابته بإصابات خطيرة، نُقل على إثرها إلى مستشفى الواحات البحرية، ليستغل الإرهابيون الفرصة ويسارعون في الهروب والانسحاب. 
تعاملت قوات الاحتياطي مع المسلحين، وقتلوا اثنين منهم، وبدأت قوات مصر الباسلة في استعادة السيطرة على الكمين ليسارع من تبقوا أحياء من المسلحين في لملمة الجثث التابعة لهم والهروب بها، إلا أن قوات الجيش تعاملت معهم، واستولوا على سيارتين، وفرت سيارة واحدة للدروب الجبلية.

أسرار في دفتر أوراق القضية 
وبالعودة إلى سجل المحاكم، فإن أوراق القضية التي تحمل الرقم 1 لسنة 2014 إدارة المدعي العام العسكري، كشفت عن العديد من الأسرار والخبايا حول الحادث، ودور الإرهابي هشام عشماوي، في التخطيط وتنفيذ الهجوم. 
عشماوي يُعد المتهم الأول والرئيسي في "مذبحة الفرافرة"، والتي أسفرت عن مقتل ضابطين و26 مجندا، حيث أثبتت تحريات الأمن الوطني وأقوال المتهمين المحبوسين والشهود، بأن المتهمين أحمد عبدالعزيز السجيني «متوفي»، وإسماعيل شحاتة، وعماد الدين أحمد محمود، رصدوا كمين الفرافرة وتحديد وقت الدخول إلى الكمين وتحديد أفضل توقيت لمهاجمته، وطرق الهروب بعد الهجوم على الكمين، بجانب الوقوف على درجة تسليحه وعدد الأفراد المتواجدين به.
اجتماع الغدر
وأكدت أوراق القضية أنه بعد الرصد، اجتمع عشماوي بالمجموعة وحدد دور كل منهم في عملية التنفيذ، وقام بتدريب عناصر العملية، جيث أجرى لهم عملية تدريبية شاملة على كيفية اقتحام الكمين، وذلك بالصحراء الغربية، مشيرة إلى أنه في يوم التنفيذ انطلق عشماوي والمتهمين مستقلين 4 سيارات دفع رباعي، وبحوزتهم بنادق آلية وقنص، وقاذفات آر بي جيه، وأحزمة ناسفة، حيث قسمهم عشماوي إلى 3 مجموعات.
المجموعة الأولى: مجموعة قطع الطريق على قوة التعزيز والتي ضمت المتهمين وليد محمد عبدالرحمن السيد عوض، والمتوفيين أحمد السجيني، وفيصل حمدين، حيث كان من مهامها زرع عبوات مفرقعة قبل موقع الوحدة العسكرية؛ لاستهداف القوات المزمع وصولها لدعم القائمين على الكمين.
المجموعة الثانية: هي مجموعة الاقتحام والتي ضمت المتهمين عماد الدين أحمد محمود، وإسماعيل شحاتة، وأشرف على حسن الغرابلي- الذي توفي لاحقا-، والسيد عيد سالم، ومحمد أحمد مبروك السويركي.
بينما تولت المجموعة الثالثة عمليات التأمين، وترأسها هشام عشماوي بنفسه، حيث قام وأفراد مجموعته بقطع الطريق بالعبوات الناسفة، وأطلق عشماوي النيران على عناصر برج المراقبة الخاص بالكمين من خلال بندقية قناصة كانت بحوزته، ثم أطلق عدة قنابل يدوية على البرج فأسقطه، واستشهد الضابطين النقيب محمد درويش، والملازم محمد إمام، ثم قامت مجموعة الاقتحام بمباغتة الكمين، وتولت مجموعة التأمين التعامل مع ما تبقى من أبراج المراقبة.
وكشفت أوراق القضية عن تولي متهمان تصوير الواقعة، التي أصيب خلالها عشماوي برصاصة في فخده الأيمن، وأصيب عماد الدين أحمد محمود برصاصة هو الآخر في ذراعه الأيسر، ونجحت قوة الكمين في قتل السيد عيد سالم، وتم إسعاف عشماوي، وعماد على، وذلك على يد قائد تنظيم الكتائب المدعو محمد أحمد نصر.
إعدام المجرمين 
وسرعان ما نجحت مصر بالتعاون مع الجيش الليبي في القبض على الإرهابي هشام عشماوي وأعوانه داخل الأراضي الليبية بعدما فروا اليها في أعقاب الحادث، ليقدم للمحاكمة، لتصدر في النهاية المحكمة العليا للطعون العسكرية حكمين نهائيين بتأييد حكمي الجنايات بإعدام الإرهابي هشام عشماوي بعد إعادة محاكمته في قضيتي "الفرافرة" و"أنصار بيت المقدس الثالثة"، كما أصدرت محكمة الجنايات مطلع مارس الماضي حكما ثالثا بإعدامه في قضية تنظيم أنصار بيت المقدس ضمن 37 متهمًا عاقبتهم بالإعدام.