السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

جريمة الشيطان في رمضان.. "البوابة نيوز" في منزل شهيد السلام.. شاهد عيان: وقف أمام تجار الإستروكس فقتلوه.. والأسرة تطالب بالقصاص العادل.. وتعرف على رسالة القتيل الموجعة قبل موته بلحظات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الموت حقيقة لا مفر منها، ولكن هناك من يرحل وتظل ذكراه حاضرة بين الجميع خاصة لو كان مقتله لسبب نبيل، يتذكرون مواقفه الطيبه معهم ومعاملته الحسنة لهم، وهو ما حدث بالفعل في إحدي مناطق مدينة السلام بالقاهرة وبالتحديد في مساكن الجمهورية، عندما كتب القدر ان يموت أحمد حسن ابن المنطقة على يد أحد تجار المخدرات بعدما منعهم من البيع بالمنطقة، لتسود حالة من الحزن الموجع في قلوب الجميع.
يقولون بأنه من السكان القدامى في المنطقة، جاء مع أسرته منذ سنوات طويلة إلى المكان، حينها كان طفلا، ورغم حداثة سنه إلا أنه حظى واشقائه بمعاملة خاصة من الأب والأم فرضا عليه عدم اللعب مع الأطفال في الشارع، نظرا لأن المنطقة بها الكثير من بائعي المواد المخدرة وهو ما شكل رهبة في قلب والده خوفا عليه من ان يختلط بهؤلاء الفاسدين فيصبح واحدا منهم.



مرت سنة وراء سنة، حتى كبر أحمد حسن واصبح صنايعي نقاش وتزوج وانجب عمرو وفاطمة، وعلمهم نفس القواعد التي علمها له والده، لا خروج من المنزل بدون أذن، لا صداقة مع أطفال المنطقة، آداء الصلاة في وقتها وحفظ القرأن.

هواجس كثيرة كانت تراود المقاول خوفا من ان يحدث من هؤلاء الشباب بائعي الإستروكس ما يؤذي أبنه وابنته، وفي يوم قدرى كان مكتوبا حتما على المقاول، في ليلة شهر رمضان الكريم حينها كان عائدا من عمله من الخارج، ليكتشف أن هؤلاء الشباب يقفون بجوار المسجد ويبيعون المخدرات " الإستروكس "، الأمر أثار غضبه بشده، أخذ يعاتبهم على بيع المخدرات في ذلك المكان خاصة أن هناك فتيات تخرج من شققهم لشراء احتياجات المنزل ووقوفهم بتلك الطريقة يثير الغضب.

عاتبهم وارتفع صوته " انتوا واقفين هنا ليه، محدش يبيع مخدرات قدام المسجد، انتوا بتدايقوا اللي رايح واللي جاى بوقفتكم دى، يلا امشوا من هنا".

طردهم المقاول من أمام المسجد وعاد إلى منزله، ولكن يبدو ان هؤلاء الشباب لم يتعظوا ولم يهدأ لهم بال، ابلغوا صديقهم وقدوتهم " في الشغلانة" بما حدث.

على الفور يتحرك المدعو محمود شندى إلى منزل أسرة المقاول بعدما أبلغه بائعوا السم بما حدث، حينها ظن بأن المقاول هو من ابلغ عن زميل شندى والذى ضبطه رجال المباحث في ذلك اليوم.

شندى يقف امام منزل أسرة المقاول ويردد الشتائم، بعدما سمعه شقيق المقاول ووالده خرجوا له من الشقة، ليقوم بالاعتداء على والد المقاول ' رجل مسن" في ظهرة بالمطواه وتسبب له في ٧ غرز.



ترتفع الصرخات في المنطقة، وعلي الفور تسرع إحدى السيدات وتخبر المقاول الموجود بداخل شقته الموجودة بالقرب من شقة والده، بما حدث، حينها خرج سريعا محاولا تفسير ما يحدث، وآثناء تدخله لفهم ما يحدث يقوم المتهم بضربه من الخلف بالمطواة في خلف القدم اليسري مما تسبب في قطع شريان القدم اليسري، وبعدما استدار المقاول للمتهم، قام المتهم بطعنه بضربه في الصدر والبطن.

الدماء تذرف من قدمه بغزارة، يحاول الاستنجاد بالاهالي، وبعدما مشي نحو ٥٠ مترا اتكأ على الحائط، ولم يعد قادرا على التنفس، سقط ارضا غارقا في دمائه.

على الفور يحمله احد الاهالي ويضعه داخل سيارته، ولكن لم تتحرك السيارة سوى دقيقة واحدة حتى لفظ انفاسه الأخيرة، وآخر ما قاله " انا كنت عايز اموت الموته دى، أشهد أن لا اله الا الله وان محمد رسول الله".

وقام المتهم بالهروب عقب ارتكاب الجريمة، ولكن تمكنت قوة من مباحث السلام من ضبطه.



أما عن والدة الضحية فقد طالبت بالقصاص العادل حتى تهدأ النار التى اشتعلت في قلوبهم، مشيرة إلى أن نجلها كان رافضا وبشده لبيع المخدرات في الشارع خاصة أن هناك من يأتى لشراء تلك السموم ومعه أطفاله.

اما زوجة الضحية فقد أوضحت ان نجلها الصغير لم يعد مصدقا ان والده قد قتل، ويبكي ليلا ونهارا، وقالي لي " انا هعمل اغنية لبابا، واخلي الدنيا كلها تعرف ان بابا كان بيمنعهم من بيع المخدرات".

وأضافت انه في ليلة الجريمة، كان الضحية قد عاد من عمله من الخارج واخبرني بأنه سينام وطلب مني أن أيقظه من نومه على ميعاد السحور، ولم تمر سوى ساعة حتى جاءت إحدى الجيران تصرخ وتخبرنا بأن المتهم يشتم أسرة زوجي، فأستشاط غضبه واسرع ليكتشف حقيقة ما يحدث وخوفا على أسرته من هؤلاء المجرمين.

تلقى اللواء نبيل سليم مدير مباحث القاهرة، بلاغا من قسم شرطة السلام، بوقوع مشاجرة ومتوفى بشارع الجمهورية، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى المكان، وتبين من خلال الفحص، أن المتهم " م. ا. ع" والسابق اتهامه في قضية شروع في قتل وبحوزته سكين المستخدم في الحادث قتل "ا. ح. ر" بعدما أصيب بجرح سطحى بسبب خلافات حول الجيرة، نتج عنه وفاته وتم ضبط المتهم في الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية.