الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أوجست رنوار.. سر السعادة (١)

أوجست رنوار
أوجست رنوار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في هذه السطور البسيطة وعلى مدى شهر رمضان المبارك نسرد لمحات عن عدد من العظماء ممن هزموا العجز وتحدوا الصعاب وجعلوا من المحنة التى أصابتهم منحة تعلو بهم إلى القمة.
وأصدر أحمد سويلم كتابا له تحت عنوان «عباقرة الصبر والإرادة» ذكر خلاله حياة هؤلاء وكيف تحدوا المحن ووصلوا إلى قمم المجد ومن هؤلاء..
الفنان الفرنسى أوجست رنوار الذى ولد بمدينة ليموج بين أسرة بسيطة متوسطة الحال، وكان أبوه خياطا وكذلك والدته وله خمسة إخوة.
وقد غرست والدة رنوار في نفسه حب الطبيعة وبعد أن انتقل مع أسرته إلى باريس وذهب للمدرسة أحّب الموسيقى والغناء، واكتشف أن له صوتا جميلا كما اكتشف أنه يحب الرسم.
بدأ رنوار حياته الفنية بالرسم على أوانى القيشانى في أحد المصانع عندما كان عمره ١٣ عاما وبعد إغلاق المصنع أصبح خاليا دون عمل فاتجه إلى العمل مزخرفا للمراوح ويرسم عليها الزهور.
عاش رنوار كبقية الناس حتى أوائل الخمسينيات من عمره فكان يقود دراجته كعادته كل يوم وفى يوم من الأيام كانت شديد الأمطار اختل توازنه وسقط على الأرض ووقع على بعض الأحجار وأدى ذلك لكسر ذراعه اليمنى التى يرسم بها، وأمر الطبيب بوضعها في الجبس.
كانت ذلك الأمر صعبا للغاية على رنوار إلا أنه لم يستسلم لذلك وساعدته زوجته على تدريب ذراعه اليسرى وفى مدة قصيرة بدأ يستخدمها بسهولة ومهارة.
ظن رنوار أن أزمته قد زالت بعدما أصبح يستطيع الرسم بيده اليسرى، غير أنه أُصيب بمرض الروماتيزم وبدأت فاعلية يديه الاثنتين تقل، وما هى إلا سنوات حتى أصيب بالشلل وجلس على كرسى متحرك وعادت معاناته مرة أخرى.
ذكر سويلم في كتابه أن المرض لم يهزمه ولم يوقفه عن رسالته فهو يجد أن الرسم بالنسبة له خلاص من الألم والهموم ورفض أن ترتعش يداه أو يمنعه شلله من التوقف عن الرسم أو الإقبال على الحياة فهو الذى قال إنه يرسم ليشعر بالسعادة ولو توقف عن الرسم فلن يشعر بهذا الإحساس مطلقا.. يتبع