تحتفي الأوساط الثقافية، بالكاتب الإسباني كاميلو خوسيه ثيلا، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الاثنين، يعد أبرز الوجوه الأدبية في اللغة الإسبانية، حيث تميزت أعماله بتنوع البنية الروائية، فقد ترجمت روايته الشهيرة "عائلة باسكوال دوارت" إلى لغات عدة إلى جانب أعماله الأخري أيضا، وبفضل هذه الأعمال الأدبية المتنوعة جعلته ينال جائزة نوبل في الأدب 1989.
يتناول المؤلف في روايته "عائلة باسكوال دوارت" الحديث عن سجين يدعي "باسكوال" ذلك الرجل الريفي الذي يعيش في استرمادورا، ومحكوم عليه بالإعدام، حيث يكتب سيرة ذاتية وهو في السجن، ليتحدث خلالها عن قصة حياته والأسباب التي دفعته للقتل، ومهما حدث المرء يتجنب أقسى المصاعب وهي القتل، ولكن ما حدث مع بطل الرواية يجعلك تتعاطف مع أسبابه، فكان الموت حليفا له حين زواجه الأول، التي حقدت على والدته ولم يغفر لها ما فعلته، حيث يرى أن ما فعلته به وأمامه كان سببا في ما حدث لها لاحقا.
يوضح لنا الكاتب أن البيئة التي عاش وتربي فيها بطل الرواية هي بيئة لا تحتمل أى من السمات الحسنة، لأب مهرب وسكير، أم مريعة لا تملك شيئا من عاطفة الأمومة، وكذلك أخت طيبة تهرب من البيت وتقع في شراك رجل يحملها على ممارسة الأشياء الغير مرغوبة، وأخ متخلف معتوه يموت غرقا في "طشت" الزيت، أما البطل ذاته فهو وبحسب ما يقول عن نفسه رجل مصاب باللعنة، يتزوج مرتين وينتقل من جريمة إلى أخرى، حتى ينتهي بقتل أمه في النهاية، التي يعتبرها مسئولة عن كل ما يحدث له ولأخته أيضا من مصائب، لذلك فالحياة مليئة بالصعاب والمشكلات المريرة، التي تقلب الواقع وتجعل المستحيل ربما يأتي يقع.
