الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

باحث أثري يتحدث عن مسلة التحرير وأهمية الكباش لدى الفراعنة

مسلة التحرير
مسلة التحرير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الباحث الأثري أحمد عامر إن الغرض من تطوير ميدان التحرير وتجميله ليظهر في أبهي صورة هو الاستفادة منه كمزار جديد ضمن المزارات الأثرية والسياحية في مدينة القاهرة الكبرى، حيث نجد أن المسلة كانت متواجدة بمنطقة صان الحجر الأثرية "تانيس"، وكانت مقسمة إلى 8 أجزاء، منها الجزء العلوى على شكل "بن بن" هريم صغير، ويبلغ ارتفاعها بعد تجميعها نحو 17 مترًا، ويصل وزنها إلى نحو 90 طنًا، وهى منحوتة من حجر الجرانيت الوردي، وتتميز بجمال نقوشها التي تصور الملك "رمسيس الثاني"، واقفًا أمام أحد المعبودات، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة للملك، كما تم وضع 4 تماثيل كباش بجسم أسد ورأس كبش لم يراهم أحد من قبل لتزيين ميدان التحرير، وهما من التماثيل التي كانت موجودة خلف واجهة معبد الكرنك عند الصرح الأول على جانبي الفناء، مؤكدًا أنه تم وضعهم بالفعل حول المسلة وسوف يوضع حولهم سياج حتى يتم حمايتهم تمامًا والحفاظ عليهم.
وأشار "عامر"، إلى أن المصري القديم كان يقدس الحيوانات، حيث نجد أن الكبش كان رمز للخصوبة لدى قدماء المصريين، ويرجع تاريخها إلى نحو 3500 عام قبل الميلاد وهو يرمز إلى الإله "آمون"، وطريق الكباش هو الطريق الذي يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك والذي تم تشييده خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة، ثم استكمله الملك "نختنبو الأول" أحد ملوك الأسرة الثلاثين بناء الجزء المتبقي من الطريق، والذي كان يضم ما يقرب من 1200 تمثال، والكبش هنا يرمز إلى الإله "آمون"، حيث أطلق المصري القديم عليه اسم "وات نثر" بمعنى طريق الإله، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي ذات كورنيش نُقش عليه اسم الملك وألقابه المختلفة، ويرجع ظهور الكبش كحيوان مقدس إلى عصور ما قبل التاريخ وكان يمثل على هيئة أبو الهول ولكن برأس كبش بدلًا من رأس إنسان، وقد حظيت الكباش في مصر القديمة بقداسة كبيرة، حيث أدرك المصري القديم ما يتمتع به من قدرة فائقة تمثلت في الخصوبة والتناسل، ويرجع أهمية طريق الكباش إلى أنه كانت تسير فيه المواكب المقدسة خلال احتفالات "أعياد الأوبت" في موسم فيضان نهر النيل كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة.
وتابع "عامر": بالنسبة لفكرة تطوير ميدان التحرير ووضع مسلة وحولها 4 تماثيل كباش فهي تعتبر بمثابة فكرة جيدة جدًا فهي بمثابة متحف مفتوح، كما أنه يوجد العديد من المسلات الفرعونية موجودة في العديد من ميادين دول العالم، بالإضافة إلى أن الكباش التي وضعت في ميدان التحرير ليست من طريق الكباش الأصلية ولكنهم كانوا امتدادا له حتى الصرح الثاني الذي أقامه الملك "حور محب"، وعندما جاء ملوك الأسر من الثانية والعشرين حتى الثلاثين، كانوا يريدون عمل فناء أمام الصرح الثاني، فقاموا بوضعها على الجانبين، ولذلك أصبحوا خارج الإطار ولم ينتزعوا من طريق الكباش الأصلي، وهذا التطوير سوف يكون مزارًا سياحيًا جديدًا، بالإضافة إلى أن التطوير لم يمح هوية ثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث إن الميدان أصبح رمزًا لأيقونات ولثورات التاريخ الحديث، ولن يتم محو دورهم في تلك الفترة التي عاشتها الدولة المصرية، ونجد أن تطوير الميدان سوف يزيده رونقًا وجمالًا.