الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

فؤاد كامل.. أحد أضلاع حرية الفن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للفن التشكيلى مع أصحابه قصص وحكايات كثيرة، فمثلما ترك الفن بصمته عليهم، هم أيضًا بالتأكيد تركوا بصمة غائرة فيه، فسواء أكان فنانا غائبا أم حاضرا، وسواء أكان مشهورا أو لم يلق من المعرفة والأضواء ما يستحق، فبالتأكيد تلقيبه بـ«فنان» قد أخذت منه العديد من السنوات والمعرفة والخبرة والممارسة.. 
تدور الحلقة الثامنة عشرة من سلسلة «بورتريه» في موسمه الثانى، حول فنان تشكيلى ساهم في تأسيس العديد من الجماعات الفنية، وكان ينتمى إلى مجموعة الفنانين الذين كثيرًا ما نادوا بحرية الفن، وتعلم على أيديه العديد من الفنانين، هو الفنان التشكيلى «فؤاد كامل».
تفتحت أعين الفنان «فؤاد كامل» على أجواء مليئة بالتمرد والرفض لأوضاع البلاد، حيث تزامن ميلاده مع تفجر أجواء ثورة ١٩١٩، وذلك في ٢٨ أبريل من هذا العام بمُحافظة بنى سويف، وبعدما أتم مراحل دراسته الأولى، التحق بمدرسة الفنون الجميلة- كلية الفنون الجميلة حاليًا- وتخرج فيها في تخصص التصوير بعام ١٩٤٢، أى وهو في الثالثة والعشرين من عمره.
أكمل «كامل» دراسته بالحصول على دبلوم المعهد العالى للتربية الفنية، وانضم عضوًا في جماعة الفنانين والكُتاب التى عمل بها سكرتيرًا فنيًا، كما عمل في تدريس الرسم لسنوات عديدة في مدراس التعليم العام، حتى حصل على منحة التفرغ للإبداع الفنى في ١٩٦٠، أى وهو في الحادية والأربعين من عُمره.
منذ حصوله على منحة التفرغ، انطلق «فؤاد كامل» في زيارات فنية للعديد من الدول حول العالم، بدأت بتلقيه دعوة من متحف بندى بالولايات المتحدة الأمريكية في ١٩٦١، ليُصور ويُنشئ فصل الفن بالمتحف ويُلقى مُحاضراته حول الفنون المصرية، وليُعمق خبرته الفنية بأن يدرس الفن في مدرسة ويتسفيلد، بالإضافة إلى عرضه للوحاته الفنية في أنحاء مُختلفة بالولايات المُتحدة مثل ويتسفيلد، وبوسطن، ونيويورك.
امتدت زياراته الفنية، للكثير من الدول الأوروبية أيضًا مثل إيطاليا، وسويسرا، والعاصمة الفرنسية باريس في عام ١٩٦٤ أى وهو في الخامسة والأربعين من عمره، كما حصل على العديد من الجوائز الدولية يأتى من بينها الجائزة الأولى في التصوير من معرض فنانى الدول العربية بالجامعة الأمريكية برديو في ١٩٤٨، الإضافة إلى الجائزة الأولى في الرسم من بينالى الإسكندرية بدورته السابعة.
شارك «فؤاد كامل» في تأسيس العديد من الجماعات الفنية، ويأتى من بينها جماعة الفنانين الشرقيين الجدد، وجماعة الفن والحرية وكلاهما في عام ١٩٣٧، هذا بالإضافة إلى مشاركته في تأسيس جماعة جانح الرمال في عام ١٩٤٧.
كتب عنه الفنان التشكيلى الدكتور مصطفى الرزاز في كتاب الفن المصرى الحديث، قائلًا: «آثر فؤاد كامل تفجير طاقاته التعبيرية في إطار التجريدية التعبيرية ذات النمط التبقيعى، بعد ان أطاح بجذوره السيريالية التى استغرقته إبان نشاط جماعة الفن والحرية وتداعياتها الصاخبة، مع رمسيس يونان وكامل التلمسانى والشاعر جورج حنين، في دفاعهم عن حرية الفن والفكر الذى يتفاعل مع الحلم والرمز والمصادقة».
وعن تجربة فؤاد كامل الفنية، كتب الرزاز: «رغم استغراقه في تجربة التجريدية التعبيرية والتبقيعية، فإن روحه الشاعرية حفظت رومانسيتها وجذوره السيرياليه التى تقدس العقل الباطن ظلت كذلك مشحوذة فيقول عن أعماله التبقيعية: «إنها عشق وعجب ومغامرة أتخطى بها عالم المرئيات وأفضل مادة الفن عن صورته، كما أقيم فوقها الشكل المطلق، استكشف به عالم المجهول وهى قدر متربص وكون صامت، لكن اقترب من سراديب مطمورة كامنة في الأغوار البعيدة، ويقول «إنى اتخذ من ذرات السحاب ضروبًا من السحر، أقترب بها من سماواتى الداخلية».
بعد رحلة مليئة بالمغامرة والإبداع الفنى، وتشكيل الجماعات والنداء بحرية الفن، فارق الفنان التشكيلى «فؤاد كامل» الحياة في ٢٥ يونيو من عام ١٩٧٣، عن عُمر يُناهز ٥٤ عامًا.