الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

حكاية قرية في أيام العزل.. صفط تراب تسطر ملحمة تاريخية خلال مواجهة كورونا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ملحمة تاريخية جسدها جميع الفئات بقرية صفط تراب بمحافظة الغربية في التصدي لفيروس كورونا بعد ظهور ٥٠ حالة مصابة وفرض الحظر عليها لمدة ٢٤ يوما، واستطاع الجميع الوقوف على قلب رجل واحد، مؤكدين على الاستمرارية خلال الفترة المقبلة لتحقيق المنافع العامة لبلدهم في ظل إجراءات احترازية صعبة وجديدة، أول مرة يتعرض لها أبناء القرية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا والسيطرة على الإصابات التي انتشرت في القرية.


وقال الدكتور على حمزة البته طبيب أول وحدة طب الأسرة بقرية صفط تراب إن مافعلناه أثناء أزمة فيروس كورونا بالقرية هو واجبنا.
وأوضح أن ظهور أول حالة كانت يوم السبت ١١ أبريل، وبعد الإبلاغ تم الاتصال بكل الفريق الطبي الموجود بالمستشفى، وانتظرنا فريق الترصد القادم من الإدارة الصحية بالمحلة الكبرى وفرق الترصد العاملين خارج القرية وبدأنا في حصر المخالطين.
وتابع كانت الدائرة الخاصة بالمخالطين كبيرة ومتشعبة وفي أماكن متفرقة من القرية، وبدأ ظهور عدد كبير من حالات الاشتباه، ومنذ هذه اللحظة اتفقنا أن مواعيد العمل منذ ٨ صباحا حتى خروج آخر حالة اشتباه من القرية أيّا كان موعد خروجها سواء الواحدة صباحا أو أي وقت متأخر في الليل.
واستطرد كان المستشفى هو مركز لإدارة الأزمة في القرية، وتجمع أطباء القرية، ومع زيادة عدد الحالات تم عمل حظر على القرية بعد ظهور حالات إيجابية، وتم اتخاذ قرار استثنائي بالعمل طوال الـ٢٤ ساعة ونبطشيات لتوفير خدمة طبية للحالات العادية في القرية.
وتوافر لدينا أطباء كثيرون من القرية على رأسهم الدكتور مصطفى حماد إخصائي حميات، والذي تواجد منذ بداية الأزمة. وكان يقوم بالكشف على حالات الاشتباه، ويقرر ذهابه إلى مستشفى الصدر بالمحلة لعمل مسحة للمريض، للتأكد من إيجابية المرض لدى المريض أو سلبية النتيجة،ومع زيادة عدد الحالات قمنا بعمل خيمة خارج الوحدة الصحية، وللحفاظ على خصوصية حالات الاشتباه، وخلال هذه الفترة تعاملنا على المستوى الخدمى للوحدة كما كانت قبل الأزمة.


قرارات استثنائية
وأضاف حمزة إن كل القرارات التى تم اتخاذها في فترة الحظر على القرية كانت استثنائية، فالصيدلية تم مد العمل بها، والصيادلة كان لهم دور فعال جدا في الأزمة سواء من خلال صرف العلاج الشهري لأبناء القرية أو من خلال حملات التوعية التى قاموا بها في شوارع القرية، ومع زيادة الأزمة كان لأطباء الأسنان دور وهو المسئولية الكاملة عن مخزن الأدوات الطبية الخاصة بالأزمة، كما قام التمريض بالعمل على مدى الـ ٢٤ ساعة بجانب شغلهم في التوعية.
وأشار إلى أنه بعد ظهور نتيجة آخر حالة تم سحب عينة من المخالطين وظهرت نتائجهم سلبية، فبدأ هدوء القرية، ولكن ما زلنا مستمرين في حملات التوعية من حيث الإجراءات الوقائية والتعليمات التي تصدرها وزارة الصحة، وما زلنا نؤكد أن واجبنا تجاه قريتنا وهذا عملنا.


فريق الترصد
وقال رضا أبوسليم رئيس فريق الترصد بمستشفى صفط تراب أنه مع بداية الأزمة لم يتأخر أحد من أبناء القرية في خدمة أهله، وكانت هناك مجموعة من الترصد يعملون خارج القرية، بدأ الجميع في الانضمام للفريق المتواجد بالوحدة الصحية، وكنا ننتظر النتائج يوميا ونتعامل مع المخالطين لها وهم أهالينا دون خوف من المرض وحفاظا على حياة الجميع.
وأوضح أن القرية آمنة تماما، ولكن بقدر الإمكان يجب التباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية من حيث غسيل الأيدي وعدم ملامسة الوجه واستعمال الكحول، ولبس الماسكات وعدم خروج الأطفال.


متابعة الإدارة
ومن جانبه، قال الدكتور محمود العيسوي سنيد مفتش العلاج الحر ومساعد الإدارة الصحية بقرية صفط تراب إن أداة الاتصال كانت بين طبيب أول الوحدة والإدارة الصحية بالمحلة الكبرى لتنفيذ توجيهات الدكتور سيد قاعود مدير الإدارة ومديرية الصحة بالغربية، وكان الدور يتمحور في التنسيق للملف الصحي داخل القرية، وكنت دائما على تواصل مستمر بإبلاغ بيانات المرضى للإسعاف لنقل حالات الاشتباه،
وتابع بدأنا حصرا كاملا للمخالطين، وقام أطباء الأسنان والصيادلة بالتواصل المباشر معهم وعمل استبيان أو استقصاء، ومن تظهر عليه أعراض يتم نقله إلى مستشفى الصدر بالتنسيق مع الإدارة الصحية.
وأشار إلى أنه خلال أسبوعين استطعنا محاصرة المرض، وهذا يرجع إلى تضافر كل القوى سواء الكادر الطبي أو المجتمع المدني أو المسئولين عن القرية في تلك الأزمة، وبعض أعضاء مجلس النواب التابعين للدائرة في هذا الوقت. ولم يكن يتسنى لنا النجاح إلا بجهود الجميع، وهناك ٣ مقومات خرجنا بها، اولا إنكار الذات من حيث التجرد التام، ثانيا الالتزام الكامل، ثالثا روح الشباب.
وقال الدكتور مصطفى حماد إخصائي حميات، وطبيب القرية، أنه تمت السيطرة على الأوضاع مشيرا إلى أنه كان هناك اجتماع يومي مع العمدة والمسئولين عن القرية لتقليل المخالطة والتوعية، وتمت من خلال التنظيم بالافران، وأمناء الشرطة بصفتهم المدنية من حيث المرور على القرية والشباب المتواجدين بالقرية الذين تواجدوا لتنظيم أصحاب المعاشات أثناء المرتبات، وقضاء حوائج المخالطين لعدم الخروج فالجميع عمل وأتمنى وجود الروح ونشكر الجميع.


خلية نحل لتوفير كل احتياجات أهالي القرية
وقال المهندس سامي عبدالفتاح حاتم رئيس الوحدة المحلية بقرية صفط تراب إنه كان هناك تعاون تام من الجهات الرسمية في الدولة من المحافظة ومجلس المدينة، موضحًا أنه تم التعامل مع الأزمة الحالية بحرفية شديدة على الرغم من الإجراءات الاحترازية التى تم تطبيقها.


ملحمة تاريخية
وقال سعد خضر عمدة قرية صفط تراب إننا تخطينا الأزمة على الرغم من وجود ٥٠ حالة، وكان لكل جهة من الجهات المعنية دور مهم للغاية، موضحًا أنه قبل ظهور الفيروس بالقرية كانت هناك توعية للأهالي.
وتابع أنه تم التواصل مع المسئولين في جميع الجهات، وأبدى الجميع مساعدته كل في مجاله من حيث الجانب الأمني والمحافظة ومجلس المدينة والوحدة المحلية التى كان لها دور كبير والنزول بالشارع لمعرفة مشكلات الأهالي خلال الـ ٢٤ يوم حظر على القرية ونشكر جميع الجهات التى تعاونت معنا لعبور القرية لبر الأمان.


اللجان الشعبية
وقال محمد إيهاب العزب أحد شباب القرية ومنسق اللجان الشعبية إنه تواجد خلال الأزمة بين أهل قريته وقام بالتواصل مع اللجان الشعبية التى شكلها الشباب في كل منطقة.
وأوضح أن اللجان الشعبية كان لها دور مهم جدا خلال الأزمة ومنها توصيل الطلبات للمنازل، وعدم سير أي عربات أو توك توك للتنقل بين المناطق في القرية، وعند مرور أحد يقوم أحد أفراد اللجنة بتعقيم يديه.
وأضاف أنه كان يمر عليهم لتوزيع الكمامات والجوندات والاطمئنان عليهم بصفة دورية، موضحا أنه كان هناك أيضا عملية تعقيم وتطهير دائمة ومبادرات من الأهالي بلم القمامة عبر جرارات زراعية، كما تم عمل بوابات تعقيم للمنشآت الحيوية في القرية من شبابها.