الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ماذا يقول الكتاب المقدس عن الكهنة النساء؟ المركز الكاثوليكي بلبنان يجيب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشر المركز الكاثوليكي بلبنان بيان اليوم تضمن الاجابة عن السؤال الذي تردد كثير وهو ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن الكهنة النساء؟ وماذا قال البابا فرنسيس عن هذا الموضوع؟: إنه موضوع يستقطب الكثير من الأخذ والرد في أوساط الكنيسة اليوم! ومن الضروري عدم مقاربته على اعتباره مواجهة بين الرجال والنساء أو تمييز إذ هو موضوع مرتبط بتفسير الكتاب!
كثيرةٌ هي الاعتراضات على هذا المفهوم. ومن الاعتراضات الشائعة تلك القائلة بأن بولس منع النساء من التعليم لأن النساء خلال القرن الأوّل كنّ غير متعلمات. لكن، لو كان الوضع العلمي هو المعيار لما كان أغلب تلاميذ ورسل يسوع مؤهلين للعب أدوارهم.
ويذكر اعتراض ثانٍ أن بولس لم يمنع سوى نساء أفسس من تعليم الرجال (وُجهت رسالة تيموثاوس الأولى إلى تيموثاوس، راعي كنيسة أفسس). كانت أفسس وثنيّة وللنساء فيها سلطة وبالتالي كان بولس يشير فقط إلى النساء اللواتي كن على رأس الوثنيّة في أفسس وضرورة أن تميّز الكنيسة نفسها عن هذا الواقع.

أما الاعتراض الثالث فيشير إلى أن بولس كان يقصد الزوج والزوجة لا المرأة والرجل بصورة عامة. لكن، الآيتان ٨ و١٠ تشيران بوضوح إلى جميع الرجال والنساء لا اليهما في إطار الزواج وحسب والأمر سيّان بالنسبة للآيتَين ١١ و١٤.
ويعترض عدد آخر من الناس على حصر الكهنوت بالرجل مُذكرين بالدور القيادي الذي لعبته النساء في العهد القديم خاصةً ميريم وسارة وأبيجايل. صحيح ان هؤلاء النساء لعبن دورًا أساسيًا وكن مثالًا في الشجاعة والإيمان والقيادة إلا ان لا علاقة لسلطة النساء في العهد القديم بمسألة الكهنوت في الكنيسة. تُقدم رسائل العهد الجديد نموذجًا جديدًا لشعب اللّه – الكنيسة، جسد المسيح – ويتضمن النموذج هيكليّة قياديّة خاصة بالكنيسة، لا علاقة لها بأمة إسرائيل أو نموذج العهد القديم.

يتميّز عدد كبير من النساء في مجال الضيافة والمساعدة والتعليم والتبشير والخدمة ومعظم خدمات الكنائس تستند إلى جهود النساء. لا تُمُنع النساء من الصلاة أو التبشير لكن لا سلطة روحيّة لهن بمعنى الكهنوت. ولا يمنع الإنجيل النساء من ترجمة هبات الروح القدس على أرض الواقع فهن مدعوات كالرجال إلى خدمة الآخر وإظهار ثمار الروح والتبشير بالإنجيل.

لا يعني ذلك ان الرجل معلم أفضل أو أن المرأة أقل شأنًا أو ذكاءً منه. يعني ذلك كلّه وبكل بساطة ان اللّه صمم الكنيسة على هذا النحو وأرادها ان تُدار على هذا الشكل.

وكان الكاردينال كورت كوخ قد حذّر في الماضي من أن مسألة كهنوت المرأة هي محنة في قلب الكنيسة قد تعرضها لإنشقاقات. هذا ما قاله في كلمة ألقاها أمام صحفيين في دير كريممونستر في النمسا مؤكدا أن رفض كهنوت المرأة يأتي من كنائس متعددة وليس من الكنيسة الكاثوليكية فقط. كما اعتبر أن القرار الذي إتخذته الكنيسة الأنجليكانية بسيامة نساء أساقفة هو قرار يزيد من هذه المحنة بين الكنائس ويعزز الإنشقاق. ولذلك على الجميع التعاطي مع هذه المسألة بحساسية عالية موضحا أن كهنوت المرأة غير مقبول في جميع الكنائس البروتستانتية، فكثير من الكنائس الإنجيلية اللوثرية مثلا لم تقبل بكهنوت المرأة حتى الآن. ذكر الكاردينال كذلك بجرأة البابا يوحنا الثاني باتخاذه قرارا حاسما بعدم فتح باب السيامة الكهنوتية للنساء، وأتى قرار البابا فرنسيس مؤكدا على قرار سلفه.

و رأى الكاردينال صعوبة في التعاون بين الكنائس وتوحيد الرأي في ما يتعلق بكهنوت المرأة، موضحًا أنّ هناك إمكانيات كبيرة للتعاون بين الكنائس على الصعيد العلماني مثلا على الصعيد السياسي والتعامل مع الأزمات التي تضرب العالم. فالتحديات التي تطرحها حركة النزوح والهجرة أمام العالم، لا يمكن التغلب عليها إلا بواسطة العمل المشترك بين الكنائس، موضحا بصراحة أن العمل المشترك لا يعني التخلي عن مبادئ الكنيسة الكاثوليكية

أما البابا فرنسيس، فخلال مؤتمر صحافي على متن الطائرة العائدة به من السويد في أكتوبر من العام ٢٠١٦– حيث شارك في الاحتفال المشترك بين الكنيستَين اللوثريّة والكاثوليكيّة لمناسبة العيد الـ ٥٠٠ للاصلاح – قال ان مسألة الكهنة النساء محسومة موضحًا دور النساء المركزي في الكنيسة الكاثوليكيّة.

وقال البابا فرنسيس للصحافيين آنذاك: “فيما يتعلق بسيامة نساء في الكنيسة الكاثوليكيّة، فالكلمة الفصل باتت واضحة وسبق أن أعلنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني”.

وشارك البابا في السويد في عدد من النشاطات المسكونيّة إلى جانب قادة من الكنيستَين اللوثريّة والكاثوليكيّة بمن فيهم أول امرأة رئيسة للأساقفة في الكنيسة اللوثريّة في السويد أنتيه جاكلين.

وبعد أن أكد الحبر الأعظم أن مسألة سيامة النساء الكهنوتيّة محسومة، أضاف أن النساء مهمات جدًا في الكنيسة خاصةً من المنظور المريمي.

“من الواجب التفكير في بعدَين على مستوى اللاهوت الكاثوليكي الكنسي: المستوى البطرسي الذي ننسبه لبطرس والرسل أي النشاط الرعوي للأساقفة والمستوى المريمي أي البعد النسائي للكنيسة.”

وأشار إلى أن الكنيسة المقدسة هي “امرأة” و”عروس المسيح” القادرة على إفهامنا هذَين البعدَين.

“أسأل نفسي: من الأهم في الكنيسة على مستوى اللاهوت والتصوف: الرسل أم مريم في يوم العنصرة؟ إلا أن الجواب هو مريم!

لا مكان للكنيسة من دون هذا البعد النسائي أو “الأمومي” لأن الكنيسة نفسها مؤنث.”

وأكد البابا فرنسيس أن “باستطاعة النساء القيام بعدد كبير من الأمور بصورة أفضل من الرجال حتّى على المستوى العقائدي” لكنه أوضح أن هذا البعد مختلف عن البعد البطرسي المتعلق بالكهنة والأساقفة.

وكان الحبر الأعظم واضحًا، منذ بداية حبريته، بشأن مسألة الكهنة النساء مع التأكيد على الدور الفريد والمهم الذي تلعبه النساء في الكنيسة.
وكان البابا قد أعلن عن الموقف نفسه وهو عائد من ريو دي جانيرو في ٥ أغسطس ٢٠١٣ مشيرًا إلى ان هناك نقص على مستوى تطوير لاهوت النساء وضرورة الغوص في أعماقه أكثر.”

“أكد البابا القديس يوحنا بولس الثاني بعد الكثير من التفكير والنقاشات العميقة أن سيامة النساء الكهنوتية لأمر مستحيل.”

وكانت هذه المسألة من الأمور التي شكلت هاجسًا كبيرًا أحاط زيارة البابا إلى السويد والأمل بمزيد من التقدم على مسار التقارب بين الكنيستَين اللوثرية والكاثوليكية وذلك من جملة نقاط اختلاف عديدة منها مسائل اجتماعية وأخلاقيّة مثل المثليّة الجنسيّة والاجهاض…