الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الحسين فوزي.. عاشق اللون الأسود

الحسين فوزي
الحسين فوزي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للفن التشكيلى مع أصحابه قصص وحكايات كثيرة، فمثلما ترك الفن بصمته عليهم، هم أيضًا بالتأكيد تركوا بصمة غائرة فيه، فسواء أكان فنانا غائبا أم حاضرا، وسواء أكان مشهورا أو لم يلق من المعرفة والأضواء ما يستحق، فبالتأكيد تلقيبه بـ«فنان» قد أخذت منه العديد من السنوات والمعرفة والخبرة والممارسة.. 
تدور الحلقة الرابعة عشرة من سلسلة «بورتريه» في موسمه الثاني، حول فنان تشكيلى ظهرت علامات حبه للفن منذ طفولته، حتى قاده حسه الفنى نحو استخدام اللون الأسود من خلال الـ«هباب» الذى عثر عليه في مستوقد مُجاور للحى الذى يسكُن به، فاستخدمه في إظهار تعبيراته البدائية لأعماله الفنية، هو الفنان التشكيلى الحسين فوزى محمود الكُنسي، والشهير بـ"الحسين فوزي".
وُلد «الحسن فوزي» بالقاهرة في الرابع من سبتمبر لعام ١٩٠٥، وبعدما أتم مراحل دراسته الأولى التحق بمدرسة الفنون الجميلة «كلية الفنون الجميلة حاليًا» وتخرج فيها ١٩٢٦ أى وهو في الحادى والعشرين من عمره.
قدم «الحسين» على منحة دراسية لدراسة الفن في فرنسا، ولموهبته الكبيرة استطاع أن يحصل على الجائزة الأولى على ستين مُتسابقًا ممن تقدموا للحصول على هذه المنحة، والتى استمرت أربع سنوات منذ عام ١٩٢٩ درس فيها فن التصوير الزيتى على أيدى الفنان «فوجيرا»، هذا بالإضافة إلى دراسته للجرافيك والفنون الزخرفية، ولحق ذلك بالحصول على دبلوم الجرافيك في ١٩٣٢ من «مدرسة إتين» للطباعة، ودبلوم الفنون والزخارف العليا في العاصمة الفرنسية باريس، حتى أتم كل ذلك وهو في الثامنة والعشرين من عمره أى في عام ١٩٣٣.
عاد «الحسين فوزي» إلى مصر، ليكن أول فنان مصرى يتقلد منصب رئيس قسم الجرافيك في كلية الفنون الجميلة وذلك في ١٩٣٤، كما عمل رسامًا في الصحف والمجلات المصرية، يأتى من بينها مجلة الشباب، ومجلة مسامرات الجيب، وجريدة الشعب، بالإضافة إلى مجلات أخرى عديدة.
قام الفنان التشكيلى «الحسين فوزي» بتدريب العديد من الفنانين التشكيليين، الذين أصبحوا من كبار الفنانين حتى يومنا هذا، ويأتى من بينهم الفنانون كمال أمين، وأحمد ماهر رائف، وعبدالحليم البرجينى، وحسين الجبالي، وأحمد نوار، وعوض الشيمي، كما تولى إدارة مرسم الفنون الجميلة بالأقصر لمدة ست سنوات بداية من عام ١٩٥٤.
كتب عنه الفنان التشكيلى والناقد عز الدين نجيب في كتابه بعنوان التوجه الاجتماعي للفنان المصرى المعاصر، قائلًا: «يعد الحسين فوزى أحد أهم جسور التواصل الاجتماعي للفن في مصر، سواء من حيث الموضوع أو من حيث الأسلوب أو من حيث قناة التوصيل والانتشار».
وواصل عن أسلوبه: «فقد ارتبطت بداياته في التصوير الزيتى الثلاثينيات والأربعينيات بجو الحارة الشعبية والتعبير عن الروح الخاصة للمنزل المصرى في تلك الأجواء، من خلال عادات اجتماعية مثل الدلالة والخاطبة والسقاء، يعالجها بواقعية كلاسيكية، ثم انتقل بمائياته ورسومه الملونة وغير الملونة إلى الطبيعة الريفية وحياة الفلاحين والصيادين، يعبر عنهم في احتفالية بالعمل والحياة، بحس شرقى زخرفى يعشق التفاصيل والنمنمة، وانشغل زمنا بتصوير المساجد والآثار الإسلامية مستخدمًا الألوان المائية بحس بنائى رصين ووقار كلاسيكى يقارب القيم التصويرية لدى فنانى الحملة الفرنسية على مصر، لكنه يتجاوزها بما تشمله رسومه من حس روحانى شرقى صميم، وقد كان اختباره فن الجرافيك ليتخصص فيه وينشئ من أجله قسمًا جديدًا بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة ١٩٣٤ بعد عودته من بعثته إلى فرنسا، تأكيدا لتوجهه الاجتماعي، لما يمثله هذا الفن من قدرة على النفاذ إلى المجتمع بوسائل الطباعة الجرافيكية".
أضاف «فوزي» للحركة التشكيلية العديد من اللوحات والأعمال الفنية، ومن أبرزها لوحته الزيتية بعنوان «الدلالة» في عام ١٩٤٠، تُعتبر بمثابة إحدى اللوحات الأكاديمية الواقعية المهمة في تاريخ الحركة المصرية المعاصرة.
حصل «الحسين فوزي» على العديد من الجوائز المحلية والدولية، حتى فارق الحياة في ١٤ يوليو من عام ١٩٩٩ وذلك عن عُمر يُناهز ٩٤ عامًا.