مع حلول شهر رمضان بدأ موسم الدراما الأبرز على مدى العام، والذى ترتفع فيه درجة المنافسة بين جميع المسلسلات والتى تحظى بأعلى نسبة مشاهدة خصوصا وأنها بتوقيع كبار النجوم، إلا أن القليل منها فقط هو من يستطيع الصمود وتصدر المشهد، من بين تلك الأعمال على سبيل المثال لا الحصر «الاختيار»، «النهاية»،«بـ100 وش »، والبعض الآخر غادر حلبة المنافسة مع الحلقات الأولى، وبات كأن لم يكن.
في الحلقات الأولى لمسلسل «الاختيار» للنجم أمير كرارة، سيناريو وحوار باهر دويدار وإخراج بيتر ميمى وبمشاركة مجموعة من الفنانين منهم: أحمد العوضى الذى جسد شخصية «الإرهابى هشام عشماوى» ودينا فؤاد وإسلام جمال، إلى جانب عدد من النجوم كضيوف شرف من بينهم آسر ياسين وإياد نصار ومحمد إمام ومحمد رجب وصلاح عبد الله.
يتناول العمل المهم حياة البطل العقيد أحمد صابر المنسى قائد الكتيبة ١٠٣ صاعقة، الذى استشهد في شمال سيناء إبان تصديه لهجوم مسلح من قبل الإرهابيين عام ٢٠١٧.
وقد كشف المسلسل عن الوجه القبيح للإرهاب، ودوره لمحاولة هدم الدولة، والعمليات الإرهابية التى توقع بعناصر الجيش الوطنى أثناء عملهم لحماية البلد والدفاع عنه، موضحًا الأهداف البغيضة لتلك الجماعات الإرهابية التى كانت تأمل وتطمح في الاستيلاء على سيناء ووضعها تحت سيطرتهم وتحويلها لإمارة إسلامية.
كما ألقى الضوء على العملية التى قام بها هؤلاء الأوغاد في شهر رمضان الكريم وتسببت في وفاة العديد من الجنود، كاشفا فكر تلك الجماعات من خلال الإرهابى هشام العشماوى وغيره من الذين يتوهمون أنهم ينصرون الإسلام من خلال «الجهاد» لنشر الدعوة سواء في مصر أو البلاد العربية مثل سوريا، مشيرا لطفولة العشماوى والمفاهيم المتشددة الخاطئة التى غرزت في أعماقه، وسممت أفكاره وحياته وبالتالى انعكست على اختياراته وتوجهاته لاحقا، حتى بات عضوا فاعلا في تلك الجماعات المتشددة، يناقش مصادر التمويل التى يحصلون عليها وينفذ التعليمات، يقتل بلا رحمة كل من يختلف مع عقيدته.
مسلسل «الاختيار» عمل درامى ملحمى جسد الدور البطولى للجيش المصرى في محاربة الإرهاب، مشيرا للتدهورالثقافى والأخلاقى الذى يعيشه ذلك التيار، ويفسر انتشار ظاهرة العنف في المجتمع كما جاء بالمسلسل والذى زاد مع صعود الأصولية الدينية في السنوات الماضية، مما ساهم إلى حد بعيد في إغراق المجتمع في العنف والدم، وعدم إعمال العقل، ما يؤكد أهمية الدراما في مناقشة كافة العيوب والسلبيات في المجتمع، وعرضها بذكاء حتى يتم القضاء عليها تماما.
كذلك حظى مسلسل «النهاية» بقبول المشاهدين مع حلقاته الأولى، لاعتماده على الخيال العلمى، بطولة يوسف الشريف وعمرو عبدالجليل من إخراج ياسر سامى وتأليف عمرو سمير عاطف، إلا أن الخارجية الإسرائيلية اعترضت على المسلسل وطالبت بإيقافه، كما وصفته بأنه عمل درامى مؤسف وغير مقبول، لكونه توقع نهايه دولة إسرائيل وعوده القدس للعرب، وتقسيم للولايات المتحدة الأمريكية إلى عدة دول.
ووفقًا لبيان نقلته صحيفة «جيروزاليم بوست» قالت الخارجية الإسرائيلية، إن توقع نهاية إسرائيل الذى جاء في المسلسل أمر مؤسف وغير مقبول، خصوصًا أنه يأتى بعد 41 عامًا من معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، والتى وقّعها الرئيس المصرى الراحل أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل، مناحم بيجن، عام 1979، بعد حرب أكتوبر، بين البلدين في كامب ديفيد.
فيما تدور أحداث مسلسل «النهاية» في المستقبل بعد مرور مدة زمنية من العصر الحالى حيث يعرض التغيرات الحادثة على العالم في قصة تشويقية وسيطرة التكنولوجيا على العالم في تلك الفترة والتى يتصدى لها بطل العمل يوسف الشريف الذى يقوم بدور مهندس، وذلك في بعد مائة عام من الآن، وبالتحديد في مدينة القدس بعد تحرير فلسطين بواسطة دولة عربية واستخدام السلاح النووي، واستخدام اللهجة المصرية بين أبطال المسلسل تشير إلى أن تلك الدولة هى مصر.
كذلك مسلسل «بـ١٠٠وش» للمخرجة المتميزة كاملة أبوذكرى وتأليف عمرو الدالى وأحمد وائل، بطولة النجمة نيللى والفنان آسر ياسين، وتدور أحداث العمل في إطار كوميدى حول رغبه البعض في تحقيق الثراء السريع من دون تعب أو جهد والطرق غير المشروعة التى يتبعونها ما يكشف عن الكثير من المشكلات والقضايا الاجتماعية بأسلوب مبسط ومحكم دراميا، منح كل نجومه فرصة لإظهار جوانب خافية من موهبتهم وفى مقدمتهم بطله العمل الفنانة نيللى كريم التى غيرت جلدها تماما من خلال هذا العمل.
