الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمد الطبلاوي.. صاحب النغمة المستحيلة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع مغرب يوم الـ12 من شهر رمضان لعام 1441هـ، الـ 5 من مايو لعام 2020، رحل أحد أعلام مدرسة التلاوة المصرية ورائد القراء ونقيبهم الشيخ محمد محمود الطبلاوي عن عمر ناهز الـ84 عامًا بعد مسيرة عطاء لا ينضب ولن يتوقف عن خدمة كتاب الله عزوجل.
ولد الطبلاوي في 14 نوفمبر 1934م بحي ميت عقبة التابع لمحافظة الجيزة، لأسرة تعود أصولها إلى محافظتي الشرقية والمنوفية.
قرأ القرآن وانفرد بسهرات كثيرة وهو في الثانية عشرة من عمره، ودعي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن يبلغ الخامسة عشرة واحتل بينهم مكانة مرموقة، وتزوج في سن السادسة عشرة من عمره.
يعتبر الطبلاوي من أجمل الأصوات في القرآن الكريم، حمل على عاتقه أمانة ثقيلة وهي التفقه في علوم القرآن، وتزين القرآن بصوته العذب، طاف العالم من شرقه إلى غربه لإيصال الأمانة، عرفه الملايين وتأثروا بعذوبه صوته.
ويعد الطبلاوي، أحد النجوم الساطعة في سماء التلاوة القرآنية في مصر والعالم العربي، برع في تصوير معاني القرآن الكريم، واطلق عليه صاحب النغمة المستحيلة.
تميزت منطقة ميت عقبه في عام 1934 بانتشار الكتاتيب والاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم، فعرف الشيخ الجليل طريقه إلى القرآن وهو في الرابعة من عمره فأتم حفظه وتجويده وهو في العاشرة من عمره.
سمع الشيخ الراحل والده وهو يتضرع إلى السماء سائلًا المولى عز وجل أن يهب ولده لحفظ القرآن وأن يكون من أهل القرآن ورجال الدين فأقسم على تحقيق حلم والده، واستجاب المولى لدعاء والده العبد الفقير، وقال الطبلاوي في ذلك "رزق والدي بمولوده الوحيد ففرح بمولدي فرحة لم تعد لها فرحة في حياته كلها، ليس لأنه رزق ولدًا فقط وإنما ليشبع رغبته الشديدة في أن يكون له ابن من حفظة القرآن الكريم".
أصبح القارئ المفضل لكثير من العائلات الكبرى نظرًا لقوة أدائه وقدراته العالية وروحه الشابة التي كانت تساعده على القراءة المتواصلة لمدة زمنية تزيد على الساعتين دون كلل ولا يظهر عليه الإرهاق.
اعتمد قارئًا بالإذاعة المصرية، لينطلق بصوته وموهبته في عالم المقرئين، ويحصل على الشهرة التي عمت أرجاء مصر والأمة العربية والإسلامية.
اعترف الشيخ الراحل بأن الإذاعة كانت صاحبة فضل كبير عليه، ولم يكن يعرف أن المقرئين الذين يدخولن الإذاعة في هذا التوقيت يجب أن يكونوا أصحاب مدرسة في قراءة القرآن، بمعني أن لا يقلد أحدا من الشيوخ الأجلاء في قراءة القرآن، وكان هو صاحب النبرة المستحيلة ومدرسة متفردة في قراءة القرآن.
ويقول الشيخ رحمة الله عليه، أنه بمجرد أن يبدأ القارئ في البسملة تعرف من هو، في إشارة إلى الشيخ صاحب الصوت الأصلي في القراءة.
كانت موهبته السبب الرئيسي في انطلاق إلى العالم كله، فزار أكثر من 80 دولة عربية وأوروبية خلال شهر رمضان، إضافة إلى أمريكا لقراءة القرآن في حفلات خلال شهر رمضان، وكان مبعوثًا من الأوقاف تارة، ومن الأزهر، وممثلا لمصر في كثير من المؤتمرات، وكان أيضًا محكمًا في مسابقات حفظة القرآن.
أولى رحلاته عام 1973 إلى الأردن بدعوة من وزارة الأوقاف الأردنية، وكرمه خلالها الملك حسين.
كان يتذكر هذه الرحلات بنفس صافية وراضية، قائلا: "ليس هناك أروع من أن تصدح بالقرآن الكريم وسط جمع من الناس، وتحس بأن نور القرآن وقدسيته يشعان في أرواحهم وأبدانهم، وحينما يطالبونك بالمزيد من إعادة التلاوة، تشعر أنك تحلق في جو روحاني يفوق طاقة الخيال والحواس.. هذه عظمة القرآن لا يضاهيه فيها شيء آخر".
وبعد سلسلة من الشائعات التي روجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك"، لوفاته اضطرت عائلة الشيخ رحمه الله لتقديم بلاغٍ لمباحث الإنترنت لضبط مروجي تلك الشائعات التي كانت دائما ما يقوم بنفيها شخصيًا والتي كانا تقوم بمجرد تنامي علم إصابته بنزلات برد أو وفاة أحد أقاربه.