الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحرب على الإرهاب العدو الأول

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيظل هذا العدو المتمسح بالدين، والذى يتخذ من الإسلام ستارًا زورًا وبهتانًا هو العدو الأول للبلاد والعباد، ورغم أفعال هذا الإرهاب الأسود فلن ينال من عزيمة المصريين، ولن يحقق هدفه الخفى فى محاولات إسقاط الدولة المصرية، التى ستظل عفية على كل الصعاب والتحديات. 
هؤلاء الإرهابيون أصحاب القلوب السوداء، والتى هى أسود من القار، يثبتون يوما يعد يوم أنهم مأجورون، وتزداد عداوتهم للدولة ومواطنيها، وتتسع حركة الكُره والبغض لهم، من المواطنين وكل من يقف وراءهم فى الداخل والخارج، ويضع كل مواطن على هذه الأرض المصرية وأشقائها كل من يقف وراءهم أو يدافع عنهم أو يؤيدهم فى خانة الخيانة.
المؤكد أن العمليات الإرهابية على أرض سيناء تأكيد على أن هناك من يساعد هؤلاء داخل وخارج الوطن، وبالتالى تصبح الحرب ضد هذا العدو الأول والأساسى، هى حرب كل مواطن، والتى تتطلب من الجميع التكاتف فى ظهر الدولة، لتقديم كل معلومة عن أصحاب هذه القلوب السوداء الكارهة ليس للوطن فقط بل للمصريين والإنسانية.
لا بد أن نرفع فى هذه المرحلة جمعيًا، شعار «هنا إرهابى»، بمعنى توفير المعلومات الدقيقة عن كل من تلطخت يداه بدماء أبناء مصر من جيشها وشرطتها، لنواصل القصاص العادل من القتلة، وعن كل من يوفر لهم الخدمات والمعونة، بل والدعم المعنوى، والشك بداية توفير البحث.
ما جرى من نجاحات على أيدى القوات المسلحة والشرطة، خلال الأيام الأخيرة، أثلج صدور المصريين وغيرهم، وينتظرون المزيد لشفاء الغل فى القلوب، فمصر تحارب عدوًا لا تقل خطورته عن أى عدو من الأعداء الطبيعيين.
ويقينى أن هناك حالة من الإجماع على ضرورة المواجهة الشاملة واستمرارها، ولا تهاون فى ذلك، بل سمعت من بعض الناس فى جنازات شهداء الوطن، أن كل مشكوك فى وجودعلاقة له بهذه العمليات ومن ورائها يجب أن يكون محلًا للقصاص والمساءلة.
أنا لا أشكك فى وطنية أحد، بل إن قراءة ما يجرى فى سيناء على أيدى هؤلاء الإرهابيين يتأكد يوميًا أن المواجهة لا بد أن تتسع أكثر وأكثر، والحرب فى العرف التفسيرى لها ضحايا، والمواءمات فى المعارك ضد عدو الوطن لا تحقق الهدف الرئيسي، وهو تطهير الأرض من الأعداء.
حالة الحزن تدمى القلوب على شهداء كل مهتمهم حماية هذا الوطن وناسه فى كل مكان، بينما يتخفى إرهابى، مأجور ليزرع قنيلة أو يضع مفجرًا فى مكان ما، لا يعنيه من ستصيب، لتأتى أم ثكلى ممسكة بجثمان نجلها، لتقول «رحت يا عبدالحميد.. مخاطبة جموع المشيعين والبشرية.. بأى ذنب تضيع منى»، فتخرج صيحات المشيعين وقد أجهشوا بالبكاء «القصاص.. القصاص».
كلمات تهز الأرض والقلوب، تستحق أن نقف أمامها ليتكاتف الجميع من أجل حملة تطهير بقاع مصر من رائحة كل إرهابى، وكل من يقف وراء خونة خانوا الوطن وأهله، ففى ضوء حجم الضحايا من شهداء ومصابين فى كل عملية إرهابية يؤكد أن الوضع يتطلب حملة تطهير أكثر شمولية.
وإذا كان فيروس كورونا الذى لا يرى بالعين، عدو مستحدث، فدول العالم ومصر منها تعرف من تحارب، وتواجهه بالعلم والطب والإجراءات الاحترازية، بينما فى الحرب على الإرهاب فالأمر مختلف لأنه عدو متلون كالحرباء، وغدار كالحية، وعاشق للظلام كالخفاش، وأسلوبه التنمر والتخفى كالنمر، ومن هنا فالمواجهة يجب أن تتخذ كل الأشكال.
أعتقد أن الدولة لديها تفويض مفتوح من مواطنيها للقصاص الشامل من الإرهاب واقتلاعه من جذوره ومن مشجعيه، بل جيش مصر العظيم مهتمه الآن المسح الشامل لجبال سيناء شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وفى كل نقطة ووراء كل شجرة وحجر، لإعلاء كلمة الوطن، فالجيش الذى دحر العدو المحتل قادر على دحر العدو الإرهابى القاتل، مصاصى دماء العصر، وسيسمع جنود مصر، من ينادى عليهم «هنا إرهابى» تعالى فخذ القصاص منه.
ومصر ليست مجرد نظام يحكم، بل دولة لها جذور تحميها وحدتها، وكفاح أبنائها على هزيمة أعدائها القدامى والجدد، وخوارج كل العصور، وعشت يا مصر وعاش رجالك، ورحم كل من سالت دماؤه على ترابك دفاعًا عنك.