الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

من القاتل؟.. "خيانة ووصلة دش" كلمة السر في جريمة إسماعيل باشا بالسلام (11)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زوجة وعشيقها يستحقان لقب «أبناء إبليس»، فالزوجة نسيت أنها في عصمة رجل قدر له أن يعيش في بيت مع شيطانة خانته وسلبت حياته، وهبها عمره وشبابه وكل ما يملك، ولكن تملكتها الخيانة وارتوت من العشق الحرام، ذلك العشق الذى سمح لها أن تحرض عشيقها لقتل زوجها، فرسمت الخطة، واختارت اليوم الموعود لينال العشيق من الزوج المخدوع، ولا يتركه إلا جثة هامدة.

منذ نحو 6 سنوات قدم "إسماعيل باشا"، ضابط متقاعد بالمعاش، لمنطقة السلام برفقة زوجته "شيرين"، وبناته "الأربعة"، ثم اشترى شقتين بمبلغ مالي كبير جدا، لم يسجل ملكيتهما باسمه، أصر أن تكون الشقتين ملكًا لزوجته، فكان البخل لا يعرف له طريقًا، أحب الناس وأحبوه، هادئًا لا يفتعل مشكلات مع أحد.

مرت الأيام وتوطدت علاقة "الباشا"، بالسكان في المنطقة، فكان يخرج صباحا ويعود مساء ولا أحد يعرف أن يذهب، وبالرغم من ذلك إلا أنه شخص اجتماعي يسأل ويطمئن على الجميع، على عكس زوجته التي كانت تتعامل بطريقة غير لائقة مع الجميع كونها "مرات الباشا"، وكأنها في عصر الإقطاع الذي قضي عليه الرئيس جمال عبد الناصر، لم تقتصر عجرفتها على الأهالى فقط، بل كانت دائما تشعل فتيل الحرب مع زوجها بسب حبها الشديد في الأموال، برغم أن الضحية قد اشترى لها محل ملابس في العقار المقابل للمنزل حتى يتخلص من ضجيج إلحاحها المستمر.

أما عن الأوقات التى كانت تجمع بين الخائنة وعشيقها، فقد كانت وجود الضحية لساعات خارج المنزل، فرصة كبيرة لهما للمقابلة في الحرام وبعيدًا عن الأنظار، فالعشيق شقيق لصديقة الزوجة الخائنة، وكان يصعد من وقت لآخر للعقار بحجة الاطمئنان على شقة شقيقته المطلقة وصديقة زوجة "الباشا"، حتى تعرف عليها وتطورت علاقتهما إلى علاقة محرمة داخل شقتها في غياب الزوج المخدوع وبناتها.

قبل وقوع الجريمة بـ6 أشهر نشبت مشاجرة بين الزوجين تركت على اثرها "الشيطانة"، عش الزوجية وانتقلت للعيش في منزل أسرتها، وطوال تلك الفترة قضي "الباشا"، حياته مع بناته بشكل طبيعي، حتى فوجئ الجميع بعودتها منذ 15 يوما، إلا أن الزوج لم يشعر نهائيا بغدرها وظل ينفق أمواله عليها، بينما كانت هي تدفع راتب شهري للعشيق مقابل الاستمرار معها في العلاقة المحرمة حتى لا يتركها ليروي ظمأها الجنسي والعاطفي.

يوم الواقعة اتصلت الزوجة بالعشيق، لوضع الخطة من أجل التخلص من الضحية وقتله، واخبرته بالتعليمات النهائية لإنهاء المهمة ليوافق على الفكرة ويستعد للتنفيذ، واعتمدت الخطة على قيام الزوجة بقطع وصله الدش بسطح العقار، ليضطر الزوج للصعود من أجل إصلاحه وضبط الإشارة لمشاهدة مباراة كرة القدم بين فريقي "الأهلي والزمالك" والتي كان مقرر لها في مساء ذلك اليوم، ثم هاتفت هي عشيقها بأنه عليه الحضور حالًا إلى المكان، وهو ما تم بالفعل، ليصعد لسطح العقار، ويسدد طعنتين للضحية، أحدهما في منطقة البطن والأخرى في الجزء الأيمن من الوجه، ليسقط قتيلًا غارقًا في دمائه، ويفر العشيق هاربًا على سلالم العقار، ولكنه ترك آثار لجريمته خلفه، ثم وقفت في شرفه شقتها المطلة على الشارع، وحاولت إبعاد الأنظار عن العشيق حتى يهرب من العقار دون رؤيته، فنادت على زوجة نجل حارس العقار، بحجة شراء احتياجات ضرورية للمنزل.

كانت الساعة تقترب من التاسعة ونصف، كان الجيران يشاهدون المباراة، وأحد هؤلاء الجيران كان شخص يدعى " حازم" تفاجأ بانقطاع الإشارة، نظرًا لأن المتهم قد سحب المجنى عليه على سطح العقار مما تسبب في قطع الإشارة لديه، ليصعد برفقة ابنه لسطح العقار محاولًا حل المشكلة، ليكتشف الجريمة، وجد شخصًا قتيلا وغارقا في دمائه ولا يوجد أى بجواره، ولم يكن يعلم بأنه " إسماعيل باشا".

الجثة كانت مسجاة على ظهرها ممزقة البطن، الأحشاء خارج بطنه، كانت فاجعة كبرى بالنسبة لهما، وجدوا أنفسهم يهربون إلى الأسفل، منادين على حارس العقار ومرددين " ألحقنا في واحد مقتول أعلى سطح البيت".

صعد الحارس إلى أعلى ليجد أن القتيل هو "إسماعيل باشا"، وردد الحارس " لسه معدي عليا من شويه بالطقم ده"، وتم إبلاغ رجال المباحث اللذين حضروا على الفور برئاسة المقدم محمد دويدار رئيس المباحث.

بعد حضور رجال المباحث وبمناقشة الجيران والأهالى ومن بينهم الزوجة، لم يحرك لها ساكنًا، ولم يتضح على وجهها أعلى علامات للاندهاش أو التعجب، مما أثار الشكوك حولها، عقب معاينة الجثة انتشر رجال المباحث في مسرح الجريمة كخلية نحل، وبعد الرجوع لكاميرات المراقبة بأحد العقارات المجاورة للعقار محل الواقعة، تبين خروج شخصا مسرعا تبدو عليه علامات الاتبارك، حتى أخبرهم سكان المنطقة أنه شقيق سيدة مطلقة شقتها بجوار شقة الضحية، ليتم عمل التحريات اللازمة وضبطه، ليتعرف بجريمته، مشيرًا إلى أنه ضعف أمام عشيقته ونفذ رغبتها طمعًا في الحصول على أموال الزوج كما وعدته الزوجة.

اما عن الزوجة فقد تم استجوابها وبتضيق الخناق عليها أعترفت بكل شىء، وأنها من خططت مع العشيق لتنفيذ الجريمة، من أجل التخلص من الزوج ودفعت له 75 ألف جنيه حتى يقتل زوجها وتتزوج منه.