الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سلي صيامك|| من أطلق مدفع الإفطار؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«مدفع الإفطار.. اضرب».. يصيح المدفعجى بها قبل أذان المغرب مباشرة، يعقب صمته وهلة ثم يسمع الناس دوى المدفع الذى ينطلق إيذانًا بموعد الإفطار؛ عندها يشرعون فى كل مكان فى الالتفاف حول الموائد العامرة. فى الحقيقة بدأت تلك العادة الشهيرة - التى استمرت حتى اليوم- بالصدفة، والتى حمل التاريخ منها لنا روايتين، حيث اختلف الرواة فى تأريخ حكاية مدفع رمضان.
تعود الرواية الأولى إلى والى مصر فى العصر الإخشيدى «خو شقدم» الذى كان يجُرِّب مدفعًا جديدًا أهداه له أحد الولاة، وتصادف ذلك وقت غروب الشمس فى أول يوم من شهر رمضان؛ فى الوقت نفسه توافد العلماء وأهالى القاهرة على قصر الوالى لتناول الإفطار، وقد انتهزوا الفرصة ليعبروا عن شكرهم بتنبيهه لهم بإطلاق مدفع وقت الإفطار، هنا أُعجب خوشقدم بالفكرة، فأصدر أوامره بإطلاق مدفع يوميًا وقت أذان المغرب فى رمضان للتنبيه بالإفطار. الرواية الأخرى لعبت فيها الصدفة بطولة أخرى، حيث كان الوالى محمد على باشا مهتمًا بتحديث الجيش المصرى وبنائه بشكل قوى يتيح له الدفاع عن مصالح البلاد وخططه التنموية؛ وكما قيل إنه حدث قبل قرون، أيضًا كان قائد الجيش يقوم بتجربة لأحد المدافع المستوردة من ألمانيا، انطلقت قذيفة المدفع مصادفة وقت أذان المغرب فى شهر رمضان، وكان ذلك سببا فى إسعاد الناس معتبرين الوالى يُحيى مظاهر الشهر المبارك، واستخدم المدفع بعد ذلك فى التنبيه لموعدى الإفطار والسحور. وفى منتصف القرن التاسع عشر، إبان عهد الوالى عباس حلمى الأول عام ١٨٥٣، كان ينطلق مدفعان للإفطار فى القاهرة، الأول من القلعة، والثانى من سراى الباشا بالعباسية؛ وفى عهد الخديو إسماعيل تم التفكير فى وضع المدفع فى مكان مرتفع حتى يصل صوته لأكبر مساحة من المحروسة، واستقر الأمر على جبل المقطم، حيث كان يحتفل قبيل بداية الشهر بخروجه من القلعة محمولًا على عربة ذات عجلات ضخمة، ويعود يوم العيد إلى مخازن القلعة مرة أخرى؛ ثم صارت هناك خمسة مدافع للإفطار، اثنان فى القلعة، وواحد فى كل من العباسية، وحلوان، ومصر الجديدة، ولكل منها اسم يرمز له، فمدفع القلعة هو الرئيسى، ويسمى «الحاجة فاطمة» ويقال إنه اشترك فى ثلاثة حروب أولاها فى تركيا ضد روسيا فى شبه جزيرة القرم، وحرب المقاومة الفرنسية لثورة المكسيك، وكذلك محاولات غزو بلاد الحبشة. توقف مدفع الإفطار عن عمله لفترة، وكانت الجماهير تفطر على صوته المسجل فى الإذاعة، لكنه عاد مرة أخرى فى الثمانينيات بناء على أوامر وزير الداخلية الراحل أحمد رشدى، ومن المكان نفسه فوق سطح القلعة، طوال أيام شهر رمضان وخلال أيام عيد الفطر، ثم اعترضت هيئة الآثار لأن المدفع يهز جدران القلعة، والمسجد، والمتاحف الموجودة فى المكان، ليتم نقله مرة أخرى من القلعة إلى جبل المقطم.