الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بورتريه|| مصطفى مشعل.. رحلة بين قصور الثقافة والفرشاة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للفن التشكيلى مع أصحابه قصص وحكايات كثيرة، فمثلما ترك الفن بصمته عليهم، هم أيضًا بالتأكيد تركوا بصمة غائرة فيه، فسواء أكان فنانا غائب أم حاضرا، وسواء أكان مشهورا أو لم يلق من المعرفة والأضواء ما يستحق، فبالتأكيد تلقيبه بـ«فنان» قد أخذت منه العديد من السنوات والمعرفة والخبرة والممارسة.. 
تدور الحلقة العاشرة من سلسلة بورتريه فى موسمه الثانى، حول فنان تشكيلى تأثرت طبيعة أعماله بمنشأة الريفى، فكان يُعبر عن كل حدث فى لوحاته بحس مُرهف وألوان خلابة، عاصر أجواء الهزيمة فى ١٩٦٧ والنصر فى ١٩٧٣ التى مرت على البلاد، واهتم بشكل أساسى بالطبيعة فى عدد من أعماله، هو الفنان التشكيلى مصطفى عبده أحمد مشعل، الشهير بـ(مصطفى مشعل).
وُلد الفنان التشكيلى مصطفى مشعل فى محافظة الغربية، فى ١٨ يناير من عام ١٩٤٤، وبعد انتهائه من مراحل تعليمه الأساسية التحق بكلية الفنون الجميلة وتخرج منها بقسم التصوير فى ظل أجواء الهزيمة التى شهدتها البلاد فى ١٩٦٧.
انضم مشعل عضوًا بنقابة الفنانين التشكيليين، وبدأ أول حياته المهنية كأخصائى فنون تشكيلية بقصر ثقافة الغربية، ثم مدير الإدارة الفنية بقصر ثقافة الغربية، ومن بعدها مدير عام بثقافة الغربية.
انضم الفنان مصطفى مشعل أيضًا، كعضو لجمعية الفنانين والكتاب بأتيلييه الإسكندرية، وعضو بجمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية والمُعاصرة، كما قام بتدريس مادة التربية الفنية رسم- وتصوير بكلية التربية النوعية فى طنطا، ثم سافر فى رحلة وخبرة جديدة إلى الجزائر حيث عمل بها مدرسًا للتربية الفنية بمدينة الأصنام (عين كومثنت) حيث مكث هناك لمدة أربع سنوات منذ كان فى الثالثة والثلاثين من عمره أى حتى ١٩٨١.
عاد الفنان فى رحلته المهنية مرة أخرى إلى مصر وعمل وكيل الشئون الفنية بقصر الثقافة بطنطا، ثم رئيس تحرير مجلة أتيلييه الغربية، والتى تصدر عن الإدارة العامة لثقافة الغربية، وأخيرًا فنان تشكيلى متفرغ.
عن أعمال الفنان التشكيلى مصطفى مشعل، يقول الفنان والناقد عز الدين نجيب: تحتل المرأة الدور الرئيسى فى لوحاته سواء فى البورتريه أو فى التكوينات المركبة من عناصر شتى، وفى كلا النوعين تبدو المرأة رمزا للتحرير والانطلاق والاتصال الحميم بالطبيعة وهو يصورها عادة فى جو طيفى سرمدى يكتنفه الغموض، سابحة فى ألوان قوس قزح، وعلى رغم احترامه للقيم التشكيلية الأكاديمية فى النسب التشريحية وفى تدرج درجات الظل والنور والتجسيم الأسطوانى وتداخل الألوان والمنظور الثلاثى الأبعاد، إلا أن ثمة شحنة تعبيرية درامية تنفجر وتشتعل كالحريق فى عدد من لوحاته، فتنطلق بها بعيدًا عن أرض الواقع إلى عوالم أسطورية. 
اشترك الفنان التشكيلى مصطفى مشعل، فى إعداد جناح محافظة الغربية فى المهرجان السياحى بالقاهرة لعدة أعوام، كما صمم ديكور المعرض الصناعى الزراعى بمحافظة الغربية، كما كان عضو لجنة تحكيم صالون الشباب الثانى عشر لعام ٢٠٠٠، وترميم قصر رأس التين بالإسكندرية مع مجموعة الدكتور عادل المصرى لمدة ثلاث سنوات، كما ساهم فى عملية تجميل المتحف الأثرى لآثار النوبة فى أسوان.
ظل الفنان مصطفى مشعل هكذا فى رحلة مستمرة من الإبداعات والفن، حتى رحل عن عالمنا فى ١٩ ديسمبر من عام ٢٠١٠، وذلك عن عمر يُناهز ٦٦ عامًا.