الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

من القاتل؟.. صرخة أم وقطعة قماش دليل الأمن لكشف جريمة طالب الثانوي بالصف (7)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"ابني خرج الظهر ومرجعش".. الجملة السابقة نطقت بها سيدة تقيم في منطقة الصف بالجيزة، لتعلن بها عن غياب نجلها الأكبر" يوسف" صاحب الـ18 عامًا، والطالب بالصف الثاني الثانوي الأزهري، والذي خرج كعادته من منزله للعمل على مركبة "توكتوك" باحثا عن زبائن من أجل العيش الحلال، بعد أن ودع والداته، مغادرًا المنزل على أمل العودة قبل منتصف الليل، لكنه كان بمثابة اللقاء الأخير، إذ حدث لم يكن أن يخطر على بال أحد.
3 أيام مرت على اختفاء طالب الثانوي المتفوق، طرق الأهل خلاها كل الأبواب للوصول عن طرف خيط يقودهم لكشف ملابسات الواقعة، بدأ من تحرير محضر تغيب بمركز الشرطة وصولا بالبحث داخل الزراعات والمناطق الجلبية المحيطة بالمنطقة، إلا ان الشاب كأنه فص ملح وداب.
منذ اللحظات الأولى لتلقي رجال المباحث، البلاغ الخاص بتغيب الضحية، أدركوا أن هناك ارتباطا كبيرا بين غياب "يوسف" ومركبة التوكتوك التي يعمل عليها، لاسيما وأن معظم الوقائع المشابهة لتلك الواقعة كانت هدفها القتل بدأفع السرقة، أو ربما أن الطالب قرر ترك منزل الأسرة فباع التوكتوك واستولي على الأموال وسافر خارج القرية.

جاء اليوم الرابع لغياب الضحية، كانت والدته تستعد للسفر إلى منطقة حلوان لأحد الشيوخ لعله كآخر طرف خيط قد يقودها إلى سر اختفاء فلذة كبدها، إلا أن صرخات أحد الجيران بددت السيناريو المُعد سلفا، أذ أخبروها بالعثور على جثة لشاب طافية على سطح مصرف مائي يمر بالقرية، وعلى الفور هرولت مسرعة بصحبة أشقائها لمكان الجثة، وعند وصولها وجدت جثة ذات ملامح مشوهة نهائيا، المنظر بالنسبة لها كان مرعبا، وبعد فحص الجثة قال لها اشقائها:" دي مش جثة يوسف"، إلا أنها اقتربت من الجثة وامسكت بأول طرف خيط كشف غموض الواقعة، بعدما أطلقت عدة صرخات لتخبر الحضور أن الملابس ان ال"تي شيرت" الذي يرتديه الشاب المعثور على جثته خاص بنجلها".

رويدا رويدا بدت الصورة جلية أمام رجال المباحث، بعد إبلاغهم بالعثور على جثة الضخية، وأصبحت الصورة أكثر وضوحا، وبات فريق البحث يطارد شخصا معلومًا وليس مجهول الهوية، فكانت الخطوة التالية هي تكثيف التحريات وجمع المعلومات عن المشتبهم بهم، بحثا عن إجابة للسؤال الأبرز "من الجاني؟"، للوصول لطرف خيط يقودهم إلى حل القضية، إذ استمع لأقوال العديد من قاطني المنطقة وحرص على تفريغ كاميرات المراقبة المُثبتة بالمحلات في المنطقة فضلا عن فحص علاقات الضحية والوقوف على وجود خلافات بينه وبين آخرين ترقى لارتكاب الجريمة، حيث أكدت التحريات أن المجني عليه يتمتع بدماثة الخلق وحب واحترام الجميع.

خلال وقت قصير توصلت جهود البحث والتحري بعد جمع المعلومات والمشاهدات وتتبع خط سير التوك توك الذي كان يستقله، الضحية أن وراء ارتكاب الجريمة كلا من م. ل - مسجل سرقات، وأ.ش - عاطلين ومقيمين بالصف.

بإعداد الأكمنة تم القبض على المتهمين بمحل إقامتهما، واعترف كل منهما بتفاصيل الواقعة بأنهما استدرجوا الضحية بحجة توصيلهم لأحد الأماكن، وقبل أن يصل بهما إلى المكان الوهمي الذي أرشدوه عنه، تعدوا عليه بالضرب من الخلف، وعندما حاول الفرار كبلو قدميه ويديه بالحبال وألقوا بجثته داخل ترعة تمر من داخل القرية، واستولوا على التوكتوك وفروا هاربين، لبيعه للحصول على مبلغ مالي لشراء وتعاطي المخدرات، كما أرشد المتهمان عن مكان التوك توك المسروق، ليسدل الستار على واحدة من أبشع الجرائم التي أضحت حديث الساعة في مركز الصف.