الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تجدد الاشتباكات في عدد من المناطق اللبنانية بين المتظاهرين والقوى العسكرية

ًصورة أرشيفية
ًصورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجددت مساء يوم الأربعاء في عدد من المناطق اللبنانية، الاشتباكات والمناوشات بين المتظاهرين ومجموعات من مثيري الشغب من جهة، وقوات الجيش اللبناني والقوى الأمنية من جهة أخرى، على خلفية الموجة الثانية من الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها لبنان والتي أُطلق عليها مسمى "ثورة الجوع" كما جرى قطع عدد من الطرق الرئيسية والأوتوسترادات بمعرفة المحتجين مستخدمين الإطارات المشتعلة والعوائق المختلفة، في حين جابت المسيرات الاحتجاجية العديد من الشوارع الرئيسية في المحافظات المختلفة.
وكانت الأجواء قد شهدت هدوءا كبيرا اتسم بالحذر، بعد يومين من المواجهات العنيفة، لاسيما في مدينة طرابلس (شمالي لبنان) أسفرت عن حرق العديد من البنوك وتحطيم البعض الآخر وإحراق آليات تابعة للشرطة والجيش، على نحو اضطر معه الجيش إلى الدفع بأعداد كبيرة من القوات من بينها عناصر المغاوير البحرية (القوات الخاصة) لضبط التفلت الكبير في الشارع الطرابلسي، غير أن الاشتباكات عادت لتندلع من جديد مساء يوم الأربعاء على خلفية الغضب الشعبي العارم جراء تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وبدا لافتا أن قوات الجيش وعناصر جهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة اللبنانية) كثفت من تواجدها في محيط البنوك في معظم المناطق اللبنانية، بعدما تعرضت مقار وفروع البنوك للاستهداف والهجمات المنظمة والإحراق في مختلف المحافظات، لاسيما مدينة طرابلس، بصورة مكثفة خلال الأيام الثلاثة الماضية، غير أن هذا الأمر لم يمنع من تعرض عدد من البنوك مساء اليوم لهجمات والرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة (قنابل المولوتوف).
وشهدت طرابلس مساء الأربعاء وخصوصا ساحة عبد الحميد كرامي بوسط المدينة وكذلك منطقة (الميناء) قيام مجموعات من الأشخاص الغاضبين بإلقاء المفرقعات النارية وقنابل المولوتوف في الشوارع وباتجاه قوات الجيش اللبناني المتمركزة بكثافة في المدينة، كما استخدم المتظاهرون الألعاب النارية التي تستخدم في الاحتفالات والشماريخ في مواجهة القوى الأمنية والعسكرية.
وأبقت قوات الجيش اللبناني نفسها في وضع دفاعي ولم تسارع إلى الرد على تلك المجموعات من الأشخاص، في محاولة لامتصاص حالة الغضب وتهدئة الأجواء بما يسمح للمحتجين أن يغادروا من تلقاء أنفسهم، غير أن تصاعد وتيرة الهجمات خصوصا بالمولوتوف والحجارة دفعت عناصر الجيش إلى الرد بإطلاق القنابل المسيلة للدموع واستخدام الطلقات المطاطية في بعض الأحيان في محاولة لحمل المتظاهرين على التفرق.
وقطع المحتجون عددا من شوارع مدينة طرابلس مستخدمين العوائق وصناديق القمامة بعدما أضرموا بداخلها النيران ووضعوها في منتصف الطرق، ورشقوا قوات الجيش بالحجارة الكثيفة، لتتكرر مشاهد الكر والفر التي شهدتهت المدينة.
وانطلق المحتجون في مسيرات حاشدة في شوارع طرابلس مرددين الهتافات المناهضة للسلطة والقوى السياسية، محملين إياهم السبب في تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي، والغلاء الكبير الذي طال أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية، وارتفاع معدلات البطالة والصرف من الأشغال وعدم القدرة على توفير الحد الأدنى من الاحتياجات.
من ناحية أخرى، شهدت مدينة صيدا (جنوبي البلاد) تصاعدا كبيرا في وتيرة العنف تجاه مقار البنوك وفرع مصرف لبنان المركزي، حيث تجمع المتظاهرون أمام مقر المصرف ورددوا شعارات تندد بتردي الأوضاع المعيشية والاجتماعية والشُح الكبير في الدولار الأمريكي وانخفاض المرتبات والقدرة الشرائية للعائلات، مشيرين إلى أنهم بلغوا مرحلة "الجوع" وعدم إمكانية توفير أبسط المتطلبات المعيشية.
وتطورت الأمور في صيدا إلى قيام مجموعات المحتجين برشق فرع المصرف المركزي بالحجارة الكثيفة وقنابل المولوتوف، على نحو تصاعدت معه ألسنة اللهب في الساحة الخارجية لمقره كما وصلت النيران إلى بعض أجزاء المبنى، في حين كان ملثمون يحاولون تسلق الأسوار الحديدية للدخول إلى باحة مقر المصرف والقيام بأعمال تخريبية.
وتدخلت قوات الجيش لمنع المجموعات من مواصلة الشغب، حيث عملت على تطويقهم من كافة الاتجاهات لمنع انضمام أعداد أخرى إليهم، ثم تحركت في سبيل ردعهم عن مواصلة استهداف فرع مصرف لبنان المركزي، في حين ردد المتظاهرون هتافات تتسم بالحدة الشديدة وتحض على العنف والتخلي عن الطابع السلمي للتظاهرات من بينها: "مش سلمية مش سلمية هيدي (هذه) ثورة مش سلمية" و"مولوتوف مولوتوف، بدل الشمعة مولوتوف".
ورشق المحتجون أيضا فروع عدد من البنوك بالحجارة في شارع المصارف بمدينة صيدا، على الرغم من تواجد قوات للجيش في محيطها، في حين كان لافتا أن الجيش لجأ إلى التفاوض والتحدث بشكل مباشر مع أفراد تلك المجموعات ومحاولة تهدئتهم وإثنائهم عن مثل هذه التصرفات بدلا من استعمال القوة ضدهم بصورة فورية، غير أن تلك المحاولات لم يُكتب لها النجاح، فاضطر الجيش إلى التدخل بما يحمله من عصي ودروع وأدوات تستعمل في مكافحة الشغب.
وطاردت قوات الجيش مثيري الشغب والمجموعات التي رشقت البنوك بالحجارة والمولوتوف، على نحو تحولت معه شوارع مدينة صيدا إلى ساحات للكر والفر بين المحتجين ووحدات الجيش اللبناني.
كما تعرضت واجهة أحد البنوك في الشويفات بمحافظة جبل لبنان، للرشق بقنابل مولوتوف، في حين تجمع محتجون أمام عدد من فروع البنوك وفرع مصرف لبنان المركزي في محافظة النبطية (جنوبي البلاد) مرددين الشعارات المناهضة للقطاع المصرفي والقوى السياسية، في حين جابت مسيرات مدينة حاصبيا بمحافظة النبطية تردد الهتافات الغاضبة والمنددة بالطبقة السياسية في لبنان.
وشهدت العديد من مناطق محافظات عكار والبقاع والعاصمة بيروت قطع مجموعة مختلفة من الطرق باستخدام الإطارات المشتعلة والعوائق، وكذلك عبر التجمعات البشرية في وسط الطرق، غير أن قوات مكافحة الشغب بجهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة) تدخلت مدعومة من قوات الجيش لإعادة فتح تلك الطرق.
وتجمع متظاهرون أمام المقر الرئيسي لمصرف لبنان المركزي في شارع الحمراء ببيروت، مرددين الهتافات المناهضة للقطاع المصرفي والسياسات المالية والنقدية، غير أنه لم تُسجل ثمة اعتداءات تذكر على مقر البنك المركزي في ظل التواجد الكبير من قوات مكافحة الشغب وعناصر الجيش اللبناني.