السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«البوابة نيوز» ترصد الكارثة.. عمال النظافة يواجهون «كورونا» بكمامات وقفازات «مستعملة».. العمال: «حتة قماشة» نستعملها مرات عدة بعد غسلها.. والخصم جزاء الامتناع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواجه الدولة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19»، بعد انتشاره وتزايد الحالات المصابة في مصر يومًا بعد يوم، وفقًا لبيانات وزارة الصحة الرسمية، وذلك بعد انتشار الفيروس وتفشيه في عدد من دول العالم وتخطى نسب الإصابة به عالميًا حاجز الـ3 ملايين مصاب وأكثر من 200 ألف حالة وفاة، ووصلت نسب الشفاء إلى ما يقارب 900 ألف متعاف وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وللحد من انتشار فيروس «كوفيد- 19» في مصر وتقليل نسبة الإصابة به وانتقال العدوى، اتخذت الدولة والحكومة عددا من الإجراءات لحماية صحة وسلامة المصريين منذ بداية ظهور أول حالة مصابة في مصر في 13 فبراير الماضى، أهمها حظر التجول ومنع التجمعات في مختلف الأماكن وقطاعات الأعمال الحكومية والخاصة أيضًا، والسعى للالتزام بتوصيات منظمة الصحة العالمية فيما يخص إجراءات التقصى والتحاليل وآليات حماية المواطنين من انتقال العدوى.



ويعتبر فيروس «كورونا» المستجد بمثابة حرب تواجهها دول العالم المختلفة، والتى تتصدى لها الطواقم الطبية، سواء «الأطباء أو فرق التمريض أو العاملين بهيئة الإسعاف» وغيرهم داخل المستشفيات، وعلى الجانب الآخر تقوم الحكومات أيضًا بأعمالها اللازمة لحماية المواطنين من تداعيات هذا الفيروس، بتطبيق الإجراءات اللازمة لحين الانتهاء من الأزمة وإيجاد لقاح فعال له، لاستعادة الحياة وعجلة الإنتاج كما كانت في كل دولة من الدول التى ظهر وتفشى بها الفيروس.

وفى مصر، خرجت الحملات الداعمة على «السوشيال ميديا» لأبطال حرب فيروس «كورونا» المستجد، الذين يواجهونه دون خوف ومن أجل مساعدة المصابين وإنقاذ حياتهم، وهم الطواقم الطبية، التى أطلق عليها «جيش مصر الأبيض»، الذين تحملوا مواجهة خطر الإصابة في سبيل أداء الواجب الوطنى والمهنى لحماية المواطنين من انتقال العدوى وتفشى الوباء، إلا أنه هناك أبطال آخرون أيضًا في هذه الحرب، والذين يبذلون جهودا كبيرة دون الخوف من التعرض للإصابة بالفيروس، بل يؤدون عملهم بمنتهى الإخلاص وهم «عمال النظافة» أو «جامعو القمامة».

يقوم «عمال النظافة» بمهام عملهم في مختلف أنحاء الجمهورية دون توقف، خاصةً بعد أزمة انتشار فيروس «كوفيد ١٩» في مصر، في ظل افتقادهم للمستلزمات الوقائية لمنع الإصابة بالفيروس وانتقال العدوى، بالرغم من زيادة الوعى لدى بعضهم بالأزمة وخطورتها، إلا أنهم يعانون غياب المطالبة بتطبيق هذه الإجراءات عليهم من قبل الجهات المسئولة عن عملهم، وعرض مشكلاتهم التى يواجهونها بشكل عام على المسئولين والحكومة أيضًا، نتيجة عدم وجود كيان نقابى يمثلهم ويدافع عن حقوقهم المشروعة ماديًا ومعنويًا وصحيًا واجتماعيًا.



معاناة عمال النظافة
«البوابة» تتحدث مع «عمال النظافة» لمعرفة مشكلاتهم وكيفية ممارسة عملهم في ظل أزمة «كورونا»: «مفيش اهتمام خالص بينا كعمال نضافة»، بهذه الكلمات يروى أحمد بكار، عامل نظافة بهيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، موضحًا أنه بعد أزمة انتشار فيروس «كورونا» المستجد لم يتغير الوضع مقارنةً بما كان عليه قبل الأزمة، ولكن تم توفير المستلزمات الطبية بأعداد قليلة جدًا لا تكفى عدد العاملين بالهيئة في كل وردية عمل من أصل ٣ ورديات على مدى الـ٢٤ ساعة، حيث تم توفير عدد ١٠ «جوانتى» و١٠ «كمامات» لأكثر من ٣٠ عاملا في الوردية الصباحية، قائلًا: «يوم الجمعة اللى فاتت أدونا جوانتات وكمامات مستعملة علشان نلبسها وإحنا شغالين، والكمامات هى حتة قماشة قالولنا دى نستعملها مرة واتنين وتلاتة وتغسلها وتستعملها تانى عادى».

ويستكمل «بكار»، أن المدير قام بتوزيع هذه المستلزمات الطبية على جميع العاملين بالنظافة، دون إعطاء أى إرشادات أو نصائح طبية لتطبيقها أثناء العمل في ظل أزمة فيروس «كورونا» المستجد. ولفت إلى أنه في حالة رفض عامل النظافة ارتداء «الكمامات المستعملة» التى قاموا بتوزيعها على العمال يتم توقيع عقوبة «جزاء ٣ أيام» على المخالفين، قائلًا: «إحنا مجبرين أننا نلبس الكمامات المستعملة دى ولو رفضنا بيجازونا ٣ أيام».

ويوضح، أن مرتب عامل النظافة يصل إلى نحو ٢٠٠٠ جنيه شهريًا، وهناك ٣ ورديات تبدأ أول وردية من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثالثة مساءً، ووردية أخرى تبدأ من الساعة الثالثة مساءً وحتى الحادية عشرة مساءً، ووردية ثالثة تبدأ من الساعة الحادية عشرة وحتى السادسة صباحًا.

وقال: «المشرف بيقولنا هكتبكم في كشوفات الحضور بس هاخد فلوس، واليوم عنده سعره ٢٥ جنيها، ده غير الرشوة اللى بدفعها علشان نستلم بدلة الشغل، ولو مدفعناش يقولنا الموزع معنديش بدل، وعلشان كده بنجيبها بالعافية».

وعن تعقيم زىّ عامل النظافة، يقول «بكار»، إنه يتم صرف البدلة للعامل بشكل سنوى إذا توافرت من الأساس، ويقوم العامل يوميًا بارتدائها في «كشك» يشبه «كشك الخبز» دون تعقيمها أو تنظيفها له من قبل الهيئة، ففى كل وردية يتواجد نحو من ٢٥ إلى ٣٠ عاملا، يتجمعون في «كشك» صباحًا لارتداء البدلة لبدء عملهم، فإن كل عامل يعرف المنطقة المحددة التى يعمل بها يوميًا دون تغيير، قائلًا: «شغلى في المرج يبدأ في كشك في شارع عبد الله رفاعى، وكشك تانى لينا أمام مستشفى اليوم الواحد، وكشك آخر في شارع محمد نجيب، وكشك رابع في مطلع الدائرى، والبدلة بتفضل معانا طول السنة، أحنا متأمن علينا بس التأمين الصحى لو تعبان بيصرف شريطين برشام بعد الكشف العادى».

ويضيف حسين موسى، عامل نظافة بهيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، أنه لم يتم توفير المسلتزمات الطبية الوقائية «الكمامة- الجوانتى- أدوات التعقيم- تعقيم البدلة والكُزلك» وغيرها لنا كعمال نظافة قبل أزمة فيروس «كورونا» المستجد وبعدها أيضًا.

وأوضح أنه بعد أزمة الفيروس فإن كل «كشك» تابع للهيئة، يتضمن نحو ٢٥ عاملا وتم توزيع عدد ٩ كمامات و٩جوانتيات، قائلًا: «اللى لحق ياخذ خدها واللى ملحقش مش مهم يتصرف هو، ومدير الفرع أعطانا كمامات تشبه قماش الترنج نلبسها ولو عامل ملبسهاش ياخد ٣ أيام خصم جزاء، وكل يوم نلبسها هى هى من غير بديل أو يتم صرف واحدة لينا كل يوم، ولو اتكلمنا يبقى احنا بنحرض العمال على الهيئة».

ويؤكد «موسى»، لـ«البوابة»، أنه ليس هناك أزمة في صرف الرواتب، لكن هناك معاناة في التأمين الصحى لكل عامل، لأنه في حالة مرض العامل وذهابه إلى المستشفى للكشف عليه والحصول على تقرير مرضى ليحصل على إجازة مرضية، الأمر الذى ترفضه الهيئة، وقامت بالتحدث مع مدير المستشفى في المرج لعدم إعطاء العامل إجازة مرضية بالتقرير الطبى، حيث اتهمت الهيئة العمال بـ«الدلع» أو بدفع «الرشاوى» للحصول على إجازات، لافتًا إلى أن البدلة يتم صرفها لعمال النظافة يوم واحد فقط في العام، والتى يتم دفع «فلوس أو رشوة» للحصول عليها، دون أن يتم تعقيمها بعد أزمة «كورونا»، حيث إنهم يرفضون جلوس العمال صباحًا لتناول الإفطار ويريدون العمل باستمرار طوال الوردية.



جولة في دار السلام
وخلال جولة «البوابة» الميدانية بحى دار السلام التابع لمحافظة القاهرة، يقوم أحد عمال نظافة بتنظيف وإزالة القمامة الموجودة في الشارع، دون ارتداء أى عنصر من عناصر حمايته من التعرض للإصابة بالفيروسات، مثل «جوانتى أو كمامة»، مرتديًا بدلته المخصصة للعمل بها التى يظهر عليها ملامح «غياب التعقيم والنظافة لهذه البدلة»، وبالتحدث إليه قال حمدى سيد، إنه يعمل في جمع القمامة وإزالتها من المنازل والشوارع منذ ٢٠ عامًا، ومنذ بداية أزمة فيروس «كورونا» استمر العمل كما كان من قبل، فلم يتم توزيع أى مستلزمات وقائية على العمال سواء «كمامات أو جوانتيات أو مطهرات».

ويضيف حمدى سيد: «منقدرش نسيب الشغل، لأن ده اللى بيوفر ليا قوت يومى ولأسرتى وأبنائى، مينفعش أقعد في البيت مين هيصرف علينا، حتى لو فيه فيروس بيموت الناس، كله بيكون مجبر على أكل العيش علشان يكفى احتياجات بيته، وخصوصًا أنه داخل علينا موسم شهر رمضان، أحنا متعودين نشتغل ونشيل القمامة من غير ما نكون لابسين أى حاجة تحمينا»، مناشدًا الرئيس السيسي والمسئولين بضرورة الالتفات إليهم وحماية حقوقهم المشروعة في الرعاية الصحية والاجتماعية.

ويتفق معه في الرأى إبراهيم عبده، عامل نظافة بحى دار السلام التابع لمحافظة القاهرة، مطالبًا بضرورة حماية عمال النظافة والنظر إلى مشكلاتهم التى يواجهونها من قبل الرئيس السيسي، الذى دائمًا ما يلتفت إلى مشكلات المواطن البسيط ويسعى إلى مساعدته بشتى الطرق.

ويوضح، أن الرواتب أيضًا لا تكفى بعض عمال النظافة بسبب المسئوليات الحياتية الملتزم بها كل عامل، مما يلجأ بعضهم إلى انتظار المساعدات المادية من المواطنين، ففى شهر رمضان يقوم بعض المواطنين بإعطاء العمال «شنط رمضان» أو مساعدات مادية.



نقيب الزبالين
ويقول شحاتة المقدس، نقيب الزبالين بالقاهرة الكبرى، إن هناك ٦ مناطق بالقاهرة الكبرى لـ«عمال النظافة» يتم تقسيمها جغرافيًا كى تستطيع كل منطقة خدمة المناطق القريبة منها، موضحًا أن عددهم نحو مليون شخص يعملون في جمع وإعادة تدوير ١٦ ألف طن يوميًا من القمامة، وزاد الرقم نحو ٢٠٠٠ طن في الوحدات السكانية مع وجود المواطنين بالمنازل بسبب أزمة فيروس «كورونا» المستجد، ففى بداية الأزمة استهتر العاملون بالفيروس واعتقدوا أنه مثله مثل الأمراض الأخرى التى ظهرت مثل إنفلونزا الخنازير أو الطيور وغيرها، وأن العمال لديهم مناعة، لأنهم يتعاملون مع القمامة منذ سنوات طويلة.

ويستكمل المقدس، أن العاملين بالقمامة يعملون بالمهنة بالوراثة منذ عام ١٩٤٨ وحتى الوقت الراهن، ولكن بعدما أصبح فيروس «كورونا» وباء عالميا وانحنت أمامه العديد من الدول العظمى، وبالتالى بدأ العمال استيعاب الأمر واتباع قرارات وزارة الصحة والحكومة.

وطالب بضرورة صرف «الكمامات والقفازات والأحذية البلاستيكية» لكل العاملين كى يتمكنوا من مواكبة عملهم الشاق في جمع «القمامة»، وأن كبار العاملين بالقمامة اجتمعوا واتفقوا على شراء عدد من الكمامات والقفازات لحمايتهم من الفيروس، لعدم تحمل العامل تكلفة شرائها، حيث إن رواتبهم تصل إلى ٢٥٠٠ جنيه، ويتم توزيعها تحديدًا على العاملين على جمع القمامة من المنازل، والذى يصل نسبتهم نحو ٣٠٪ من العمال، مع اتباع عدد من الإرشادات الوقائية مثل إخراج المواطنين القمامة أمام منازلهم دون الاحتكاك بالعامل لعدم انتقال الوباء.

ووجه شحاتة المقدس الشكر لمحافظ القاهرة ورئيس هيئة النظافة والتجميل بصرف تصاريح للعمال بالعمل خلال أوقات حظر التجول وعدم حدوث أى أزمة خلال تجولهم بعد بدء موعد الحظر، من أجل إظهار مصر نظيفة وسيساعدون على عدم انتشار الوباء وسيعملون دون إضراب عن العمل أو الخوف من الإصابة، لأن هذا التوقيت مصر تريد أبناءها جنودا على الجبهة للحفاظ على صحة الشعب المصرى.

وأوضح أن عمال النظافة منقسمين إلى عمال «جامعى القمامة» يتبعون «قطاع حر»، وعمال آخرين تابعين للهيئة العامة للنظافة والتجميل، والذى يصل عددهم نحو ١١ ألف عامل، ويعملون كـ«عمال نظافة» بالشوارع «كناسين»، لافتًا إلى أنه طالب العديد من الوزارات والمحافظين بتوفير المستلزمات الطبية الوقائية للعمال كافة، ولكن لم تتم الاستجابة.



رأى الأطباء
من جانبه، يوضح الدكتور محمد عز العرب، استشارى الباطنة بالمعهد القومى للكبد والأمراض المعدية، أن عناصر أو ملابس الوقاية الشخصية لعمال النظافة لا توجد لحمايتهم إلى حد كبير، لأنها غير مستوفاة لشروط الحماية، فهناك الكثير من العمال لا يرتدون «الجوانتى» أو «الكمامة».

وأشار إلى أنه بعد أزمة انتشار فيروس «كوفيد ١٩» فإن التخلص من المناديل الورقية في القمامة مباشرة دون وضعها في أكياس، ينتج عنه انتشار الوباء أو الفيروسات، وبخاصةً تلك المناديل التى تحتوى على رذاذ المصابين بالفيروس والتى من الممكن أن تصيب عامل النظافة خلال ساعات قليلة.

ويتابع عز العرب، أن عامل النظافة إذا حمل المناديل المحملة بالفيروس سيصاب العامل بالعدوى خلال عدة ساعات، فإن فيروس «كورونا» المستجد يظل على السطح المعدنى لمدة ٧ ساعات في درجة حرارة ٥٠ درجة مئوية، فكلما تقل درجة الحرارة تطول فترة بقائه على السطح والعكس أيضًا، مضيفًا أن المواطن عليه وضع المستلزمات الطبية مثل «الكمامات- الجوانتى- المناديل» المستخدمة في أكياس محكمة الغلق.

وناشد «عز العرب» بضرورة تغير الفكر لدى عامل النظافة، وأن يعرف أدوات النظافة الصحية المخصصة له أثناء العمل، حيث إنه من الممكن أن يتعرض للعديد من الأمراض وليس فيروس «كورونا» فقط مثل البكتيريا والفطريات والطفيليات.

وأكد أن عمال النظافة في الدول الأوروبية يكون لكل عامل ملابس وقائية تغطى جسده بالكامل، لكى لا يتعرض لأى شىء أثناء العمل، ولكن هذا الأمر في مصر مهمل وغير مطابق للمواصفات الصحية العالمية والحماية الشخصية للعمال، موضحًا أن مسئولية التنظيف والحماية من الجهات الرسمية للتشغيل سواء الحكومية أو الخاصة.

أما الدكتور أحمد السوسنى، رئيس قسم الفيروسات بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، فقال إنه هناك احتمالية كبيرة جدًا لإصابة عمال النظافة بفيروس «كورونا» المستجد، طالما لم يتخذوا الإجراءات الاحترازية والوقائية التى أعلنت عنها وزارة الصحة والحكومة بشكل عام، موضحًا أن الأزمة الحقيقية تكمن في عدم إمداد الجهات المسئولة عن هؤلاء العمال بالمستلزمات الطبية اللازمة لهم أثناء العمل مثل القفازات والأقنعة الوقائية.

ويؤكد السوسنى، أن القمامة بمثابة «أرض خصبة» لانتقال الفيروسات والأوبئة للعمال بشكل عام، وتحديدًا في ظل انتشار فيروس «كورونا» المستجد حاليًا، وسهولة وسرعة انتقاله والإصابة به.

وأشار إلى أن ثقافة العمال والمؤسسات التابعين لها كانت لا تستخدم المستلزمات الطبية أثناء العمل على جمع القمامة، مطالبًا هذه المؤسسات بضرورة الحرص على إمداد العمال بهذه المستلزمات لحمايتهم أثناء العمل، ففى حالة عدم استخدامها الاستخدام الصحيح يكون الشخص معرضا للإصابة بالفيروس بشكل أكيد، والإصابة بغيرها من الأمراض والفيروسات الأخرى، فإن «عمال النظافة» وحمايتهم بالطرق الوقائية قضية مزمنة تعتمد على ثقافة ووعى العامل والشعب أيضًا، فضلًا عن ارتباطها بالإمكانيات المادية للمؤسسة التابع لها عامل النظافة في كل منطقة على مستوى الجمهورية.



هيئة النظافة والتجميل
من جانبه، أوضح اللواء عادل أبوحديد، رئيس هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، أن الهيئة تضم ١٠ آلاف عامل نظافة لتغطية ٣٨ حيًا على مستوى محافظة القاهرة، حيث إن العمال يتم تشغيلهم على ورديتين يوميًا.

وأوضحت النشرة السنوية لإحصاءات البيئة «الجزء الثالث: المخلفات والكوارث» عام ٢٠١٧، الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، في يوليو ٢٠١٩، أن نسبة القمامة بلغت ٣٩.٥٪ والمخلفات الزراعية ٧.٤٪ والمخلفات الخشبية ١.٥٪ في عام ٢٠١٧، كما وصلت نسبة المخلفات التى يتم إعادة تدويرها في بعض المحافظات ٥٧.٥٪ من إجمالى المخلفات الزراعية خلال العام ذاته.

وخلال أزمة فيروس «كورونا» المستجد، أكد محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، أن الوزارة تقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية بوزارة الدفاع لتوفير كميات من الكمامات الواقية مجانًا للعاملين في هيئات النظافة والتجميل بالقاهرة والجيزة والعاملين في منظومة النظافة ورفع القمامة من الشارع على مستوى المحافظات.

وأضاف أنه طالب المحافظين بعمل حصر بأعداد العاملين في منظومة النظافة بكل محافظة وإرسالها إلى الوزارة للتنسيق في هذا الشأن.