الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

من القاتل؟.. جثة مدير شركة أسفل السرير والجنانيني كلمة السر (6)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«آخرة المعروف الموت بسكين المطبخ»، هكذا حال مدير بشركة خطوط جوية، والذى عثر على جثته مقتولا داخل شقته في منطقة التجمع الأول، والذى لم يتخيل أنه سيدفع حياته ثمنًا لمعروفه، بعدما تعامل بحسن نية مع عامل زراعي، عن طريق تقديم وجبات طعام له ومساعدته ماديًا لظروفه المادية الصعبة، لكنه لم يكن يعلم أنه سيرد له الخير بـ«الغدر»، بعدما صعد لمسكنه كعادته للحصول على الأموال، فاستغل تواجده داخل الشقة بمفرده وقام بقتله بسكين المطبخ، ثم لاذا بالفرار، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت.
بداية الواقعة 
داخل مكتبه في الطابق العلوى المخصص لوحدة المباحث، كان المقدم، تامر عبد الشافي رئيس مباحث قسم شرطة التجمع الأول، قد وصل للتو، ويفحص أوراق قضية قيد التحقيق، يقطع انهماكه في العمل صوت جهاز اللاسلكى القابع أمامه معلنا بداية ساخنة ليوم عمل جديد: "العثور على جثة أحد الأشخاص داخل شقة سكنية بدائرة القسم"، اعتدل الضابط في جلسته لأهمية المعلومة التى تلقتها أذناه للتو وأمسك هاتفه ليخطر اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة بالواقعة، ليأمر بسرعة الانتقال وفحص البلاغ والوقوف على ملابساته.
مسرح الحادث 
خلال دقائق معدودة انتقلت قوة أمنية من وحدة المباحث، على رأسها المقدم تامر عبد الشافي، لمسرح الجريمة، وفور وصوله عاين الضابط الشاب مسرح الجريمة، وأطلع مدير المباحث على ما يدور بمسرح الجريمة، وأن الجثة لرجل في العقد الرابع العمر، يعمل مديرا بشركة خطوط جوية ومبلغ بغيابه، متوفى منذ عدة أيام، وأن الجثة ملفوفة بملاءة أسفل السرير، كما تبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة، ليوجهه بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة بمحيط الجريمة. 
خيط الجريمة 
أول خيوط القضية كانت كاميرات المراقبة، حيث تبين أن مرتكب الواقعة عامل زراعى سابق بالحدائق المحيطة بمحيط سكن المجنى عليه، مقيم ببنى سويف، ليتم ضبطه ويعترف بسابقة ارتباطه بالمجنى عليه بعلاقة صداقة وسابقة استضافته له، وارتكابه واقعة القتل بقصد سرقته، بعد أن تعدى عليه بالضرب باستخدام سلاح أبيض «سكين» تحصل عليه من داخل مطبخ الشقة أودى بحياته على الفور، وتنظيفه السكين المستخدم في الواقعة وإعادته مرة أخرى داخل المطبخ، واستيلائه على المسروقات، والاستعانة بخمسة أشخاص آخرين لنقل المسروقات من الشقة دون علمهم بحقيقة الواقعة.
تم تحرير المحضر اللازم عن الواقعة وإحالته للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات، والتى كشفت معاينتها عن تلقى المجنى عليه عددا من الطعنات في مناطق متفرقة من الجسد، وقيام الجانى بقتله منذ شهر لسرقته، كما بينت التحقيقات أن المجنى عليه كان يساعد المتهم ماديا، إلا أن الثانى نظرا لعلمه بثراء القتيل خطط لقتله بقصد الاستيلاء على المبالغ المالية وبعض الأجهزة والمنقولات الموجودة داخل مسكن المجنى عليه، ثم كلفت النيابة بتشريح الجثة لبيان أسباب الوفاة والتصريح بالدفن، عقب الانتهاء من إعداد تقرير الصفة التشريحية للوقوف على ملابسات الواقعة، ثم الاستماع لأقوال المتهم في الواقعة والذى أدلى باعترافات تفصيلية. 
اعترافات 
وقال المتهم أمام النيابة: «كنت أتردد على مسكن القتيل الذى كان يقوم بمساعدتى ماديا من قت لآخر والسماح لى بالمبيت داخل الشقة، تعاطفا معي، حتى اختمرت في ذهنى فكرة سرقته بعد علمى بأنه يمتلك الكثير من الأموال وبعض المقتنيات الثمينة، وفى سبيل ذلك انتظرت عودته من أمريكا، وذهبت إليه كعادتي، وتوجهت نحو المطبخ لاستلال «سكين» وقمت بتسديد عدد من الطعنات له ليسقط على الأرض غارقا في دمائه؛ وقمت بغسل السكين من الدماء ووضعه مرة أخرى بالمطبخ، ثم قام بلف الجثة بملاءة السرير ووضعها أسفل السرير لإخفائها حتى نقل المسروقات».
وأضاف المتهم: «عقب تنفيذ الجريمة قمت بالاستيلاء على هاتف محمول، وحافظة النقود الخاصة بالمجنى عليه بداخلها بطاقة الرقم بالمجنى عليه، ورخصة قيادة وكذا رخصة السيارة، فيزا بنك cib، ومفتاح السيارة الخاصة به وشاشة ٣٢ بوصة وشاشة ٤٣ بوصة ماركة LG وثلاجة ماركة LG، ومسجل الكاميرات Dvr، وجهاز لاب توب ماركة لينوفو، وعدد ٢ ساعة يد، والسيارة الخاصة به، مستعينا بـ ٥ عمال باليومية متواجدين بالمنطقة وسيارة نقل وقاموا بإنزال محتويات الشقة والأجهزة الكهربائية المسروقة من الدور الثالث بدون علمهم وبدون أن يشعر الجيران بالعمارة أو منعهم، لأن القاتل تعامل مع الشقة كأنها ملك له، لمساعدتى في نقل المسروقات دون علمهم بالواقعة، مستطردا: «الله يرحمه كان جدع معى بس كنت عاوز قرشين أعمل بيهم مشروع»، وعقب الانتهاء من سماع أقول المتهم قررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات.