الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بورتريه| محيي الدين اللباد.. كشكول الرسام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للفن التشكيلى مع أصحابه قصص وحكايات كثيرة، فمثلما ترك الفن بصمته عليهم، هم أيضًا بالتأكيد تركوا بصمة غائرة فيه، فسواء أكان فنانا غائبًا أم حاضرا، وسواء أكان مشهورا أو لم يلق من المعرفة والأضواء ما يستحق، فبالتأكيد تلقيبه بـ«فنان» قد أخذت منه العديد من السنوات والمعرفة والخبرة والممارسة.

تدور الحلقة السابعة من سلسلة «بورتريه» في موسمه الثانى، حول رسام كاريكاتير حقق شهرة واسعة على المستوى المحلى والدولى، فكان من أهم الرسامين على مستوى الوطن العربى كله، حيث عاصر بداية هذا النوع من الفن منذ بدايته ويعرف كل تفاصيله، هو رسام الكاريكاتير محمد محيى الدين موسى اللباد، والشهير بـ«محيى الدين اللباد».
وُلد رسام الكاريكاتير «محيى الدين» في ١٩٤٠، لأسرة ذات أصول دينية وريفية، فوالده واحد من كبار رجال الدين وزميل فعال لكل أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
بعدما أنهى «اللباد» مراحل دراسته الأساسية حتى الثانوية، التحق بكلية الفنون الجميلة في ١٩٥٧، وتخرج في قسم التصوير الزيتى، وهو في الثانى والعشرين من عمره أى في عام ١٩٦٢، حيث تزامنت فترة دراسته مع عمله رساما للكاريكاتير بالمجلات المصرية المُختلفة.
لم يترك «محيى الدين اللباد عمله الكاريكاتورى بعد التخرج، فكان يعمل خلال فترة دراسته بمجلتى «روزاليوسف وصباح الخير»، ثم مخرجًا صحفيًا بجريدة «الجمهورية» منذ آخر عام لدراسته في ١٩٦٢، وبعد التخرج عمل أيضًا رسامًا ومؤلفًا لكتب الأطفال، وأول عمل له كان في مجلة «سندباد» بدار المعارف.
بعد مرور ستة أعوام من حياته العملية كرسام كاريكاتير، تم تعيينه بمنصب مدير تحرير والمدير الفنى لمجلة «سمير» أى في عام ١٩٦٨، وبعدها أسهم في تأسيس عدد من المجلات المتخصصة ودور النشر في إصدار كتب الأطفال في مصر، هذا بالإضافة إلى تأسيسه «دار الفتى العربى» لنشر مطبوعات الأطفال في بيروت بعام ١٩٧٤، حيث صدر عنه «كشكول الرسام»، وهو كتاب شكلت صفحاته سيرة ذاتية لمحى اللباد نفسه، ويضم الكتاب ذكرياته الصغيرة منذ الطفولة والتى تتشكل في «طابع بريد للملك فاروق، تذكرة ترام، صورة عائلية قديمة» يقدمها للكبار، وبعض اكتشافاته عندما صار رسامًا محترفًا يوجهها للصغار، واختير ضمن أفضل عشرة كتب عربية للأطفال، وصدرت منه طبعات باللغة الفرنسية والهولندية والألمانية، من إصدار دار الشروق.
كما يأتى كتابه بعنوان «الرسام وصانع الكتب والمجلات»، يتحدث فيه اللباد عن دور الفنان «حسن فؤاد» في ذلك الوقت، وطرق الذوق البصرى المصرى والعربى طارق جديد هو «حسن فؤاد»، فقد اكتشف هذا الفنان الشاب أن الموقف الفكرى والسياسى والثقافى لا بد من ترجمته إلى الشكل البصرى، والتعبيرى مثل اللوحة والقصة والمقال عن موقف فكرى وسياسى وثقافى وعاطفى.
وتحدث «اللباد» في كتابه عن هذا الفنان بإخلاص كبير وتقدير واحترام، كما تطرق إلى التغيير الكبير الذى أحدثه باستبدال الصورة التقليدية للغانية الشقراء بجمهرة من عمال التراحل حفاة الأقدام، في تاريخ الصحافة المصرية.
أسس «اللباد» المركز الجرافيكى العربى بالقاهرة، كما عمل مصمما ومديرا فنيا للجرافيك، كما أسس مدرسة المتعة البصرية في إخراج الصحف والكتب، وتمثل آخر مشروعاته في «كتاب في جريدة»، الذى تم تأسيسه مع اليونسكو، حيث نشر إبداعات الكتاب العرب ومعها رسوم مصاحبة لها. تاريخ «اللباد» مع الفن طويل جدًا، حتى تمكنا من خلال مقالاته التعرف على أعمال الرسام البحرينى خالد الهاشمى، والأردنى عماد حجاج، والفنان الفلسطينى ناجى العلى الذى رثاه في دراسة شهيرة نشرت في كتابه «نظر ٢»، وهى الدراسة التى قدمت لمعرض أعمال ناجى العلى الكاريكاتيرى في القاهرة.
كما امتدت ثقافة «اللباد» لأوروبا، فعمل بمجلة «لوموند ديبلوماتيك» في باريس، وهى مجلة شهرية للدفاع عن قضايا الشعوب، حتى رحل عن عالمنا في الرابع من شهر سبتمبر في عام ٢٠١٠، وذلك عن عمر يناهز ٧٠ عامًا.