تعددت مجالات تأثير الفيلسوفة الفرنسية سيمون دى بوفوار ويعد الجانب النسوى هو الناشط الأكثر تأثيرا.
وُلدت «سيمون» في باريس عام ١٩٠٨، وتركت عددا من المؤلفات التى ترجمت إلى أكثر من ٢٠ لغة، إلا أن أغلبها شهرتها لم تحصد إلا بعد وفاتها في عام ١٩٧٠.
يعد أبرز كتب «دى بوفوار» سيرتها الذاتية التى صدرت عام ١٩٥٨، بعنوان «مذكرات فتاة رصينة» في هذا الكتاب تتناول سيمون حياتها العائلية، وصداقاتها، ودراستها، والمحيط العام الذى عاشت فيه، وصراعاتها النفسية وبحثها حتى تكونت قناعاتها وفلسفتها الخاصة. صدرت ترجمات عربية عديدة لهذه المذكرات آخرها ترجمة دار الحرف العربى للطباعة والنشر عام ٢٠١٢، للمترجمة رحاب عكاوي.
هذه المذكرات قررت «دى بوفوار» كتابتها لأنها عرضت المرأة - في كتاباتها - كما هى لا كما يجب أن تكون».
وفى أحد لقاءاتها الصحفية قالت عن هذه المذكرات: «تاريخ حياتى في حد ذاته هو نوع من التحديات، ولا يتعين على تقديم حلول للناس وليس للناس الحق في انتظار الحلول منى أو من شخص آخر، لأن هذا الأمر يسجننى في قالب وحيد محدد كنوع من الكتل الخرسانية»، كتبت «سيمون» مذكراتها وهى في العمر الخمسين ورغم ذلك استطاعت أن تسجل أفكارها ومشاعرها وتجاربها في كل مرحلة عمرية.
ولدت دى بوفوار في باريس وهى الابنة الكبرى لجورج برتراند دى بوفوار - محامٍ كان يطمح أن يكون ممثلًا، صارعت عائلتها للبقاء على نفس المستوى المعيشى البرجوازى بعد أن فقدت كثيرا من ثروتها بعد الحرب العالمية الأولى، كانت سيمون أثناء طفولتها ملتزمة دينيًا، كانت سيمون قارئة نهمة منذ عمر مبكر بفضل تشجيع والدها الذى كان يتباهى قائلًا «سيمون تفكر كرجل». اجتازت امتحان البكالوريا في الرياضيات والفلسفة في عام ١٩٢٥ م درست سيمون الرياضيات في معهد سينت ماري. ودرست بعد ذلك الفلسفة في جامعة السوربون. ارتبطت «سيمون» بالفيلسوف الشهير جان سارتر، ودامت علاقتهما حتى وفاته قبلها بستة أعوام، وكانت قد قررت ألا تتزوج أبدًا ولذا لم تسكن مع سارتر ولم تنجب أطفالا، أثرة المجال العلمى والأكاديمى على الحياة التقليدية. صدر لها العديد من الروايات والمقالات ودراسات حول الفلسفة والسياسة وأيضًا عن القضايا الاجتماعية. اشتهرت سيمون دى بوفوار برواياتها - والتى من ضمنها «المدعوة» و«المثقفون» كما اشتهرت كذلك بكتابها «الجنس الآخر» والذى كان عبارة عن تحليل مفصل حول اضطهاد المرأة وبمثابة نص تأسيسى للنسوية المعاصرة.
