الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنسية المارونية تحتفل بذكرى تنصيب البطريرك الماروني على كرسي أنطاكية

البطريرك الماروني
البطريرك الماروني المنتخب نصر الله بطرس صفير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بذكرى تنصيب البطريرك الماروني المنتخب نصر الله بطرس صفير بطريركًا على كرسي أنطاكية وسائر المشرق (15 مايو 1920 - 12 مايو 2019)، البطريرك الماروني السادس والسبعون انتخب في 19 أبريل 1986 خلفًا لأنطون بطرس خريش وقاد الكنيسة المارونية خمسًا وعشرين عامًا حتى استقالته بداعي التقدم بالسن، ليكون بذلك ثاني بطريرك يقدّم استقالته وقد خلفه منذ 25 مارس 2011 بشارة بطرس الراعي.


يذكر أنه درس صفير اللاهوت والفلسفة في لبنان في 1950، سيم كاهنًا، وعيّن خادما لرعيّة ريفون وأمين سرّ أبرشيّة دمشق (صربا اليوم) حتى 1956، حين عينه البطريرك المعوشي أمين سر البطريركية. رُفيّ للدرجة الأسقفية وعين نائبًا بطريركيًا عامًا في 16 1961.

وكان عضوًا في اللجنة الأسقفية عام 1974 التي سيّرت شئون البطريركية بسبب مرض البطريرك المعوشي وعندما انتخب بطريركًا عام 1986 كانت الحرب الأهلية اللبنانية في أشدّها خصوصًا إثر حرب الجبل. لعب البطريرك صفير دورًا بارزًا في السياسة اللبنانية، فهو أولًا غطى اتفاق الطائف مانحًا إياه الشرعيّة المسيحية عام 1989، وبالتالي ساهم البطريرك مع الرعاية الدولية المتمثلة بالولايات المتحدة والفاتيكان والرعاية العربية المتمثلة باللجنة الثلاثية التي كانت تضم السعودية والمغرب والجزائر بإنهاء الحرب؛ ثم في عام 2000 رعى مصالحة الجبل مع وليد جنبلاط لإنهاء مفاعيل تهجير الجبل. كما أطلق في سبتمبر 2000 النداء الأول للمطارنة الموارنة الذين دعوا به لخروج القوات السوريّة من لبنان وهو ما تحقق في أبريل 2005 ما دفع عددًا من الباحثين لاعتباره "عرّاب ثورة الأرز".

كان له مواقف متعدده على الصعيد الكنسي فالبطريرك انجازته عديدة أيضًا، فهو استحدث عددًا من الأبرشيات للاغتراب الماروني وأعاد تنظيم أبرشيات النطاق الأنطاكي، كما صدرت في حبريته نسخ جديدة لأغلب الرتب الطقسية المارونية، ومأسس الكنيسة من خلال استحداث عدد من المنظمات والجمعيات التي تعنى بالناحية الاجتماعية، كذلك فقد انعقد في حبريته "المجمع البطريركي الماروني" الذي ختم أعماله عام 2006 وضمت توصياته أسس عمل الكنيسة في المستقبل؛ وأعلن خلال حبريته قداسة رفقا الريّس ونعمة الله الحرديني وتطويب يعقوب الكبوشي واسطفان نعمة.

على صعيد العلاقات الخارجية، كان للبطريرك علاقة مميزة مع المملكة الأردنية الهاشمية ودولة قطر وجمهورية مصر العربية على وجه الخصوص، وكان له علاقات مميزة أيضًا مع الولايات المتحدة وفرنسا، أما بالنسبة إلى سوريا فقد كانت مواقف البطريرك من دورها في لبنان تؤثر سلبًا على العلاقة معها، وقد تمنّع عن زيارتها عدة مرّات مبررًا ذلك بالوضع الداخلي وبانعكاسات الزيارة على المعارضين للنفوذ السوري القائم آنذاك في لبنان. بعد استقالته، ظلّ البطريرك مقيمًا في بكركي وعضوًا في مجمع أساقفة الكنيسة المارونية، متنحيًا بالتالي عن رئاسة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وكذلك كاردينالًا للكنيسة الجامعة وهو اللقب الذي منحه إياه يوحنا بولس الثاني عام 1994.

توفي البطريرك صفير فجر يوم الأحد 12 مايو 2019 في مستشفى أوتيل ديو الواقعة بِمنطقة الأشرفية ببيروت، بعد أن أُدخل إليها قبل 14 يومًا من التاريخ المذكور بعد تدهور وضعه الصحي. وأعلنت إدارة المستشفى سالفة الذكر أن وفاة البطريرك كانت نتيجة حالة صدمية ناتجة عن التهابات حادَّة في الرئة