الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

آلهة مصر القديمة.. «أنوبيس» سيد المقابر.. وحارس الموتى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعددت المظاهر المعبرة عن الحضارة المصرية في أوج مجدها، وكان على رأس هذه المظاهر الآلهة المصرية القديمة التى عبرت عن وجودها الاجتماعي والطبيعى، والتى كانت من ضمن جوانب هذه الحياة بكل ما بها من زخم وتناغم وازدهار.
وقد تخطى عدد المعبودات في الحضارة المصرية القديمة الألف معبود التى كانت تمثل جوانب الحياة المختلفة، كالنمو، والشمس، والخصوبة، والفنون، والحياة والموت، وغيرها، إضافة إلى أن العديد من النصوص المصرية القديمة ذكرت أسماء بعض الآلهة دون الإشارة إلى طابعها أو دورها.
«البوابة نيوز» تصطحبكم خلال أيام الشهر الفضيل في جولة لتاريخ مصر القديم، فحينما كانت أغلب دول العالم تنام في العراء، وتقتات من الترحال في دروب الصحارى، وتلتحف السماء غطاء لها، كانت مصر قوة ضاربة على كل المستويات، فمصر أول بلدان الأرض التى عرفت الإله ووحدته وعبدته، بل وجعلت لكل قوة كامنة في الطبيعة أو في الحياة المصرية.
«رمز» يعبّر عنها، أُطلق عليه لقب «إله»، لم يكن هذا الإله يعبد لدى المصريين، ولكنهم كانوا يجلونه ويقدسونه، لاعتقادهم أن روحه تحوى القوة الخارقة المسيطرة على هذا الجانب من جوانب الحياة، وفى حلقة اليوم سنتحدث عن الإله «أنوبيس».
هو الابن الرابع للمعبود «رع»، إلا أن رواية في العصر المتأخر ذكرت أن «نفتيس» قد حملت به من «أوزير»؛ وخوفًا من زوجها «ست» ألقت به في مكان ما بالدلتا، ولكن «إيزة» وجدته وصار حارسها، وأنوبيس هو الاسم اليونانى لإله الموتى القديم ذى رأس الضبع في الميثولوجية المصرية التى تلفظه الهيروغليفية بالاسم الأصح «أنبو» أو«آنوب، آنوبو، وب، آينبو، ينيبو، إنبو».
عثر على صلوات منحوتة لأنوبيس في مقابر الدولة القديمة، باعتباره خادم دليل للموتى، وحارس العالم السفلى، وقد انتقلت عبادته تدريجيًا منذ عهد الأسرة الخامسة إِلى الإِله أوزيريس، الذى احتلت عبادته أعظم منزلة في الديانة المصرية القديمة.
حمل المعبود «أنوبيس» العديد من الألقاب، مثل «خنتى إمنتيو»، أى «إمام الغربيين، إشارة إلى الموتى المدفونين في المقابر في الغرب، وهو من ألقاب «أوزير» أيضًا، وعرف أيضًا باللقب «خنتى سَح نثر» أى رئيس السرادق أو الخيمة الإلهية أو المقدسة، وذلك إشارة إلى المكان الذى تتم فيه عملية التحنيط، حيث يعتبر «أنوبيس» سيد الجبانة، فهو الذى يقوم بحماية الموتى.
أنوبيس هو رب التحنيط، كان يتمثل في هيئة رجل برأس ابن آوى أو ابن آوى أسود اللون، وكان يعتبر كذلك رب الموتى، عُبد «أنوبيس» في «القيس» عاصمة الإقليم السابع عشر من أقاليم مصر العليا، والذى كان يُعرف باسم «إنبـو»، وعرفه اليونانيون باسم «كينوبوليس»، أى «مدينة الكلب»، وتقع المدينة جنوب غرب «بنى مزار» بمحافظة المنيا، على الضفة الشرقية لبحر يوسف.
صوّر أنوبيس في أسطورة الولادة الإلهية للفرعون حتشبسوت والفرعون أمنحوتب الثالث، ولقد صور المعبود الذى برأس ابن آوى، على قطعة الكارتوناج المعروضة، وقد أتى حاملا قرص القمر؛ متمنيا للمتوفى طول البقاء في الحياة الآخرة، وهو يرتدى صدرية ذهبية، ونقبة قصيرة بذيل طويل يتدلى من الأمام، وزوجين من الصنادل، وتتدلى قطعة قماش بيضاء عريضة من الخلف، ملامسة للقدمين.
حظى «أنوبيس» بمكانة كبيرة في العبادة والتقديس نظرًا للدور الذى لعبه في قصة «أوزير»، حيث قام «أنوبيس» بتحنيطه وإقامة الطقوس والشعائر له. وقد اكتسب اللون في هيئته من لون الجسد بعد تحنيطه. لعب الإله «أنوبيس» دورًا رئيسًا في عملية التحنيط، والذى يعد أهم أدواره، إذ يقوم بعملية تطهير الجثة ودهنها وتحنيطها، ثم لفها في اللفائف الكتانية، وقد ارتبط بعملية التحنيط من خلال دوره في تحنيط المعبود «أوزير»، لذا أصبح لدى المصريين حامى كلا من المومياء والمقبرة، ويُعتقد أنه أول مُحنط حيث قام بتحنيط جسد أوزوريس.
ارتبط «أنوبيس» بأبناء «حورس» الأربعة، والذين أطلقت أسماؤهم على الأوانى الكانوبية الخاصة بالتحنيط، وخُص كل واحد منهم بحماية محتويات أحد هذه الأوانى، وارتبط كذلك بالمعبود «جحوتى»، والذى يصاحبه عادة في مشهد محاكمة الموتى، وقد تحولت عبادة «أنوبيس» في العصر البطلمى لعبادة كونية، وأُدمج مع الإله اليونانى «هرمس»، مرشد الأرواح عند اليونانيين.