الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أبطال الصبر| بشار بن برد.. عبقري زمانه «3 - 30»

 بشار بن برد
بشار بن برد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فقد الشاعر بشار بن برد بصره وهو في الرابعة من عمره الأمر الذي حال بينه وبين العمل مع أبيه الذي كان يعمل "طيانا" أي يضرب الطوب اللبن وله ثلاثة أولاد وهو بشر وبشير يعملان بالجزارة وبشار الذي لُقب بـ"شاعر الكبرياء".
في هذه السطور البسيطة وعلى مدى شهر رمضان المبارك نسرد لمحات عن عدد من العظماء ممن هزموا العجز وتحدوا الصعاب وجعلوا من المحنة التى أصابتهم منحة تعلو بهم إلى القمة.
وفى كتاب أحمد سويلم بعنوان عباقرة الصبر والإرادة ذكر من خلاله حياة هؤلاء وكيف تحدوا المحن ووصلوا إلى قمم المجد ومن هؤلاء.
وُلد بشار قبيح الخلقة وعاش يعطف عليه أبويه وأهله إلا أنه عندما كان يلعب مع أقرانه يسخرون منه ولهذا الأمر هجر اللعب وبدأ يتجه إلى مجلس العلم والشعر وذلك لأن البصرة آنذاك كانت محفلا للحركة العلمية والأدبية.
عشق بشار بن برد اللغة والأدب وبدأ يقول الشعر في سن مبكرة ليتخذه سلاحا له يدافع به عن نفسه ويهجو به كل من يسخر منه.
اتخذ بشار الهجاء سلاحا يشهره في وجه من ينتقض قدره أو يحجم عن مكافآته على شعره، فلم يسلم الأمراء ولا البخلاء ولا الأشحاء ولا حتى فحول الشعراء ممن كانوا يحقدون عليه ولذلك كان الهجاء بالنسبة له سبيلا للكرامة والكبرياء له. فقال بشار فيه"
حاول بشار ذات يوم أن يهجو "جريرا" فلم يلق بالا له فقال فيه: هجوت جريرا فاستصغرني.. ولو هجاني لكنت أشعر أهل زماني
اختلفت الآراء حول شعر بشار وهجائه وسخريته اللاذعة الذي كان يلجأ إليه رافضا أن يشعره أحد بالنقص أو القبح، فكان يعد أحد كبار شعراء العصر العباسي ونال حظوة كبيرة عند الخليفة المهدي جعلته يُعجب بشعره وحسن بديهته ويتغاضى عن هجائه إلى أقرب الناس له.
ويحكى أن يزيد خال المهدي دخل على الخليفة وعنده بشار ينشد شعره وبعد أن أنتهي بشار من قصيدته سأله يزيد: ما صناعتك؟ فأجابه بشار متهكما: أثقب اللؤلؤ فضحك المهدي وقال له المهدي أتتهكم على خالي في حضرتي فرد عليه بشار: ماذا أقول يا مولاي وهو يرى شيخا أعمى ينشد الخليفة شعرا ويسأله عن صناعته؟ فازداد الخليفة ضحكا.
كان والد بشار يعتبره يقول: ما رأيت أعظم بركة من بشار فقد ولد لي وما أملك درهما، فلما حال الحول جمعت مائتي درهم، وكثيرا ما كان الناس يشكون إلى أبيه هجاءه فيضربه أبيه آمرا إياه أن يكف عن الهجاء وذات مرة قال لأبيه إن الذي يشكونه مني هو قول الشعر فإن شكوني إليك مرة أخرى فقل لهم: "ليس على الأعمى حرج فلما أعادوا شكواهم ورد عليهم والده بما قاله بشار انصرفوا وهم يقولون: فقه برد أغيظ لنا من شعر بشار.
كان هجاء بشار في الشعر سبب في قتله وموته فقد دبّر له يعقوب بن داود وزير الخليفة المهدي مؤامرة ليتخلص منه وادعى أن بشار يرمي الخليفة المهدي وأم ولده بالفجور فأمر المهدي بجلده حتى الموت.
وبعد موته أرسل الخليفة إلى بيت بشار من يفتشه فإذا بكتاباته وأشعاره تثبت إيمانه بالله وولاءه للعباسيين وندم على قتله قائلا:" لاجزى الله يعقوب خيرا.