الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

آلهة مصر القديمة|| "أبيس العظيم".. رمز الخلق والإبداع والفنون الجميلة (3 – 30)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعددت المظاهر المعبرة عن الحضارة المصرية في أوج مجدها، وكان على رأس هذه المظاهر الآلهة المصرية القديمة التي عبرت عن وجودها الاجتماعي والطبيعي، والتى كانت من ضمن جوانب هذه الحياة بكل ما بها من زخم وتناغم وأزدهار.
"البوابة" تصحبكم خلال أيام الشهر الفضيل في جولة لتاريخ مصر القديم، فحينما كانت أغلب دول العالم تنام في العراء، وتقتات من الترحال في دروب الصحاري، وتلتحف السماء غطاء لها، كانت مصر قوة ضاربة على كافة المستويات، فمصر أول بلدان الأرض التي عرفت الإله ووحدته وعبدته، بل وجعلت لكل قوة كامنة في الطبيعة أو في الحياة المصرية "رمز" يعبّر عنها، أُطلق عليه لقب "إله"، لم يكن هذا الإله يعبد لدى المصريين، ولكنهم كانوا يجلونه ويقدسونه، لاعتقادهم أن روحه تحوي القوة الخارقة المسيطرة على هذا الجانب من جوانب الحياة، وفي حلقة اليوم سنتحدث عن الإله "أبيس".
إله الخلق والإبداع والفنون الجميلة، "أبيس العظيم"، لقب "آبيس" في الميثولوجيا المصرية القديمة هو لقب العجول التي كانت تُدفن في مقابر السرابيوم بسقارة ويعتبر الإله أبيس الذى يمثل فى شكل عجل هو الرمز المادى للإله بتاح إله الخلق والإبداع والفنون الجميلة وكان له معبد عظيم فى مدينة منف، يُعبد فيه وتقدم إليه القرابين، وعندما يموت كان يحنط كما تحنط الملوك ويحتفل بدفنه احتفالاً عظيماً مهيباً ويدفن في مقبرة خاصة به.
كان المصريون يحرصون على أن تتوفر في هذا العجل بعض العلامات المميزة حتى يكون إلهاً وأن اختيار عجل ليكون "أبيس" في مصر القديمة يتم وفقا لقواعد معينة منهأ أن يكون لونه أسود، وأن يكون به علامة مربعة بيضاء تتوسط جبينه، وأن تظهر على طول ظهره صورة بيضاء لنسر كبير، أما ذيله فيجب أن يكون ذا خصلتين من الشعر، وعلى لسانه رسم لـ "جعران"، فإذا ما توافرت كل هذه الشروط فى أحد العجول، تم سحبه إلى المعبد فى احتفال عظيم وتقام الأفراح فهو إله الخلق والإبداع والفنون الجميلة المنتظر. بسبب الصفات سابقة الذكر كان البحث عن العجل المقدس عملا صعبا يقوم به الكهنة في كل أنحاء مصر.
كان العجل أبيس طوال حياته، وبعد اختياره إلهًا يعيش حياة أقرب في قدسيتها وإجلالها لحياة الملوك، فكان يُنظر اليه باعتباره تجسيدا للإله بتاح ولقدرة الطاقة الشمسية على خلق حياة جديدة، وحين يموت عجل "أبيس" يعامل معاملة الملك فموت كل ملك وأيضا كل عجل مقدس هو تكرار لموت أوزير فى الزمن الأول وبذلك يتم اعادة دورات الخلق من خلال الموت والميلاد من جديد.
كان عجل أبيس يرمز للخصوبة أيضًا وكان يُعبد في منف، واعتبره قدماء المصريين روح الإله بتاح، لهذا كان يتوج بوضع قرص الشمس بين قرنيه، وتم العثور علي تماثيل برونزية له ترجع للحكم الفارسي لمصر، وكان من ضمن العلامات المميزة له أيضًا أن يكون به بقع بيضاء بالجبهة والرقبة والظهر، وكان يخصص له موقعًا مميزًا للمعيشة والذي يُطلق عليه الحظيرة المقدسة، التي تجمع العديد من العجول "أبيس"، وعند موته كان الكهنة يدفنونه في جنازة رسمية، ثم يتوج عجل آخر كإله بالحظيرة المقدسة وسط احتفالية كبرى.
لون العجل آبيس باللون الأسود في أغلب الرسومات التي وصلت إلينا، فيما عدا مثلث أبيض صغير على جبهته، وبين قرنيه يوجد قرص الشمس مزين بالأصلة أو الكوبرا، كما يوجد على ظهره رسم للنسر المجنح، ولا يعد آبيس من أهم الرموز في الميثولوجيا المصرية لمصر القديمة فحسب، وإنما كان يرمز للخصوبة والنماء ويميز الشخصية المصرية، التي كانت تعتز به بشكل كبير، انتشرت عبادته في ممفيس، واعتبره قدماء المصريين ابن الرمز پتاح، لهذا كان يتوج بوضع قرص الشمس بين قرنيه، ومع الوقت زادت أهميته وانتقل إلى الحضارات اليونانية والرومانية.