الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

|| بورتريه|| أحمد عثمان.. شُعلة تطوير فن النحت المصري المُعاصر

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تدور الحلقة الثالثة من سلسلة «بورتريه» في موسمه الثاني، حول نحات من جنوب مصر بالتحديد من محافظة أسوان، لم تكن ميوله الفنية تنحسر في النحت فقط، ولكنه تميز بكتاباته وحبه لعلم المصريات الذى درس فيه كثيرًا حتى أصبح عالمًا فيه، هو النحات أحمد عثمان أبو راس الشهير بـ«أحمد عثمان».
وُلد أحمد عثمان في أسوان عام 1907، وبعد انتهائه من مراحل التعليم الأساسية، سافر إلى القاهرة والتحق بمدرسة الفنون والزخارف المصرية حتى حصل على الدبلوم منها بتقدير امتياز في عام 1926، ومن بعدها عمل في وظيفة كمُسجل للآثار المُكتشفة في فلسطين مع بعثة بمتحف بنسلفانيا الأمريكية العام الذى تلى تخرجه في 1927.
سافر «عثمان» بعد ذلك إلى إيطاليا، وحصل على دبلوم أكاديمية الفنون بروما في فن النحت في 1930، ومن بعدها واصل دراسته فحصل على الدكتوراة في المجال نفسه، وبالأكاديمية نفسها بروما، وذلك في عام 1932، ثم عاد إلى مصر ليعمل مدرسًا لفن النحت بالمعهد العالى للفنون التطبيقية لمدة ثلاث سنوات حتى 1936.
تدرج النحات أحمد عثمان في عمله بعد ذلك، ليصبح رئيس قسم النحت بكلية الفنون الجميلة منذ عام 1937 ولمدة عشرين عامًا، تخلل بعض الوظائف الجانبية هذه الفترة الطويلة، حيث عمل خبيرًا في مجال التحف والآثار الفنية بقصر القبة والقصور المصادرة عام 1952.
ما انتهت هذه السنوات كرئيس لقسم النحت بكلية الفنون الجميلة، تولى منصب أول عميد لكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية في 1957 حتى أحيل إلى التقاعد في 1968، كما تولى منصب مدير معهد ليوناردو دافنشى بالقاهرة، والمستشار الفنى لوزارة الثقافة، هذا بالإضافة إلى كونه عضوًا بمجلس السلام الدولى.
كتب عنه بأحد الكتب المُترجمة عن الألمانية بعنوان «أفريقيا العريقة الشابة»: «يعد المثّال أحمد عثمان أحد الثلاثة الذين أرسوا حجر الأساس للفن المصرى المعاصر، فقد كان زميلاه الفنان مختار، والمصور محمود سعيد، أصحاب مدرسة أصيلة يفخر بها الفن المصرى. وقد تمكن الفنان أحمد عثمان من تطوير فن النحت المصرى المعاصر، بل ويعتبر فنه مثلا حيا للفن القومى في القارة الأفريقية».
من الأعمال الفنية المهمة التى قام بها «عثمان»، يأتى تجميل مدخل برج القاهرة السياحى بأكبر نسر «شعار الدولة»، كما ابتكر فكرة نقل معبد أبو سمبل بطريقة النشر والقطع إلى أجزاء، ثم إعادة تركيبها بنفس هيئتها بأعلى هضبة الجبل.
النحات أحمد عثمان هو صاحب النحت البارز، بدار الأوبرا المصرية القديمة لنجيب الريحانى ومحمد تيمور، وذلك قبل احتراقها، كما نحت تمثال الزعيم محمد فريد المقام في مبنى نقابة المعلمين بالقاهرة، وتمثال الشاعر أحمد شوقى بالقاهرة في 1960، هذا بالإضافة إلى العديد من الأعمال الفنية المهمة الأخرى، التى واصل عملها حتى فارق الحياة في 13 نوفمبر من عام 1970 عن عمر يُناهز 63 عامًا.