الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رمضان!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحمدُ الله أننا أدركنا رمضانُ هذا العام، فهو خيرُ من ألف شهر، وهو شهر القرآن والصيام والقيام، شهر العباداتِ والزكاهِ والصدقات، شهرُ به ليله القدر مَن أدركها حيزت له الدنيا والآخرة، شهرُ تُقامُ فيه العزائم والولائم دون حسيبِ أو رقيب، فيه يتزاور الأهل والأصدقاء، وبه تنزل البركات، وتكثُر المسلسلات والبرامج التلفزيونية، فهو شهر كل شئِ ونقيضهِ إن جاز التعبير، الجوع والنهم في الطعام، الطاعة، والكم الهائل من البرامج والفوازير وما شابه، ولكل ما سبق فإنه شهرُ لو تعلمون عظيم.
جاء شهرُ الخير ولأولِ مرة يأتي على هذه الشاكلة فلقد صُفدت الشياطين وحُظر الإنسان في آنِ واحد، فالشياطين بأمرٍ من الله في هذا الشهر تُسلسل تكريمًا وتعظيمًا له، والإنسان في نفسِ التوقيت ممنوع عليه الخروج إلا ما ندُر بأمرِ من دولته وحكومته حتى ضاق بعض الأصدقاء زرعًا بهذا الحظر، أتي هذا الشهر الفضيل والمساجد خاليه، وبيت الله الحرام ليس حاله أفضل من المساجد حيث إنه هو الآخر خلي هذا العام من مُصليه ومُعتمريه وما أقصي ذلك على النفس أن يكونَ هذا المشهد المؤلم لخلو المساجد وعدم صلاة التراويح التي ينتظرها المسلمين في أرجاء المعمورة كل عام، لما لها من وقعٍ روحاني ونفسي جميل على مؤديها.
لا شَكَ أنه اختبارُ من الله للبشرية كلها لنُراجع النفس، ونعلمُ أننا ضِعاف إلى أقصى درجة، وأننا بعُدنا أقصى بُعدِ ممكن عن ربنا وخالقنا، وأصبحت قلوبنا غليظة، لم نعُد نتراحم أو نتكامل ونتكاتف كما كنا في السابق، أصبحت المادة لنا كل شيء، هي الغاية والوسيلة، بل أصبحت أعز علينا من أهلينا، كل هذا بالطبع إلا مَن رحِمَ ربي، إن الله أراد أن يُذكرنا أننا لا شيء بدونه، وأنه لا يعجزه شيء في الأرضِ ولا في السماء، فلا بد أن نتعقل ونستعيد الغاية التي خُلقنا من أجلها وهي عبادته والسعي في أرضه للرزق، لا أن نسعى ونجمع الأموال ونُكنزها غير مُبالين بأن هناك رب قديرُ كبير يستحق العبادة، لم يقتصر الأمر على ذلك بل أصبحنا نتخاصم ونتشاحن، ونأكل أموال اليتامى، وننافق، ونفعل الموبقات، دون خوفِ أو رهبة.
هل لنا أن نبدأ في الأيام الأولى من هذا الشهر الفضيل بفتح صفحة جديدة مع الله؟!، هل لنا أن نتسامح، ونعظم شعائر الله؟! هل لنا أن نكون عبادًا لله بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان؟!، هل لنا أن نتضرع له خوفًا وطمعًا أن يرفع البلاء؟!.
وأخيرًا: إن هذا الشهر فُرصة عظيمة لكلِ أنواع الطاعات والرجوعِ إلى الله بقلبِ سليم، فاللهم ردنا إليكَ ردًا جميلا، وتُب علينا، واكشف عنا البلاء، واحفظ بلادنا وشتت شمل أعدائها، وكن لنا ولا تكن علينا، اللهم لا تحرمنا يا ربنا من جنابك، واجعله شهرُ خير سخاءً رخاء يا رب العالمين.