قال الأب تيمن جميل نزهة، كاهن في إيبارشية بصرى حوران وجبل العرب والجولان في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس: "بخصوص الاحتفال بحلول شهر رمضان الكريم، أود أن أقول انتهى صوم، وبدأ صوم، وكم نحن بحاجة إلى الصوم، كم جميل أننا نتناوب ونتكامل في زمن تسود فيه الدنيويّات، وتشدّنا فيه الشهوات، وتبعدنا عن الروحيّات، فأمس انتهى صومنا بفرحٍ فصحى فيه كلّ الأمل بالعبور والفصح يعني العبور نعبر بعد الصوم من عبوديّة لملذّاتنا وشهواتنا إلى حرّيّةٍ نعود فيها ملوكًا على ذواتنا كما خلقنا الله، واليوم يبدأ صوم لإخوتنا في الإنسانيّة ليصل بهم إلى حرّيةِ وملكيّةِ الإنسان ذاتها".
وفي تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، قال الأب تيمون: "أهنئ الإخوة المسلمين، وأتمنى لكم شهر صيامٍ يفيض بالبركات على العالم أجمع من خلال صيامكم وجهادكم الروحي ضد الشهوات والعثرات والمادّيّات لتحصلوا على الروحيّات والفرح بالحريّة الملوكيّة الإنسانيّة التي تفيض عليكم وعلى غيركم في بلدكم والعالم بالإحسان والمحبّة والفرح والأهم بالنموذج الحسن للناس للحياة مع الله".
وتابع: "ما أحوجنا دومًا وفي الشدائد خاصّة لأن نعود لحرّيّتنا وملكيّتنا لنكون قادرين على اتّخاذ قرار الارتقاء روحيًا إلى الله لنحيا مع خالقِنا كما أراد لنا، لنتذكّرَ سبب وجودنا ونعيد حساباتنا على أساس هذا القرار. بل أن نفتّش الكتبٙ عن الله مع الصلاة الصادقة بحيث مع معشوقنا الذي لا أحد يشبعنا حبًّا ونعمةً وحنانًا وأمانًا مثلَهُ".
وأضاف: "الله يحوّل الأمور لخير محبّينه ومنه نتعلّم أن نحوّل سلبيّات انتشار وباء الكورونا المستجدّ إلى خيرنا، بصوم وصلاة بتوبة وتجدد مع الله، بهذه الطريقة يسلّم أولاد الله صومًا لصوم ويتناوبون الجهاد الروحي في الصوم من صوم يسبق فصحًا إلى صومٍ يسبق فطرًا".
