الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

24 أبريل يوم اجتماع الفرحة والألم في زمن "كورونا".. المسلمون يحتفون بميلاد شهر الرحمة.. ويتألمون في خامس الجمع المعطلة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يجتمع اليوم الجمعة، الموافق 24 أبريل لعام 2020، مع أول أيام شهر رمضان لعام 1441هـ، ووسط فرحة المسلمين باستقبال هذا الشهر الذي يجمع في أول الرحمة وأوسطه المغفرة وفي آخره العتق من النيران، إلا أن الحزن والألم لم يفارقهم أيضًا نتيجة للإجراءات الاحترازية التي تسبب بها انتشار جائحة كورونا المستجد واتخاذ قرار بتعليق الصلوات الجامعة والجمع، لنصل اليوم إلى خامس الجمع المعطلة في مصر.

غرة رمضان
يبدأ المسلمون في مصر اليوم الجمعة صيام شهر رمضان لعام 1441هـ، وذلك بعد أعلنت دارُ الإفتاءِ، نتيجة استطلاعها هلالَ الشهرِ المبارك بعد غروب شمس يوم الأربعاء الماضي بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية، موافقة اليوم لأول أيام الشهر الهجري المبارك.
وقد تحقَّقَ لدينا شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة عدمُ ثبوتِ رؤية هلالِ شهر رمضان بِالعَيْن المجردةِ، ما جعل الدار تُعلن أن يومَ أمس الخميس هو المتمم لشهر شعبان، وأن اليوم الجمعة الموافق الرابع والعشرين من شهر أبريل هو أول أيام شهر رمضان لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وواحد وأربعين هجريًّا.

خامس أيام الجمع المعطلة
ويؤدي المسلمون اليوم، صلاة الظهر، في خامس أيام الجمع المعطلة، نتيجة الإجراءات الاحترازية في منع تفشي وباء كورونا. 
وأكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الجمعة ستصلى ظهرًا بالمنازل من غير خطبة جمعة، كصلاة ظهر عادية في أي يوم من الأيام إلى أن يرفع الله عز وجل، البلاء عن البلاد والعباد بإذن الله تعالى، قائلا: «نؤمل في الله عز وجل، وندعوه أن يجعل ذلك قريبًا».
وأوضح أنه بالنسبة للأذان سيكون أذانًا واحدًا فقط هو أذان الظهر، ويتم إضافة كلمة واحدة إلى قول المؤذن ألا صلوا في بيوتكم، ألا صلوا في رحالكم: لتكون على النحو التالي: ألا صلوا في بيوتكم ظهرًا، ألا صلـوا في رحالكم ظهرًا"، مشيرا إلى أن الجمعة لا تنعقد في المنزل على الإطلاق.

مشاعر مضطربة 
مشاعر المسلمين الحزينة على ابتعادها عن المساجد، عبر عنها الإمام الأكبر من خلال رسالته المتلفزة أمس للتهنئة بشهر رمضان قائلًا: أيها المسلمون في كل مكان! نستقبلُ رمضانَ هذا العام في أجواءٍ عصيبةٍ على البشريةِ جمعاءَ، واللهُ يشهدُ على ما في قلوبِنا نحن المسلمينَ من ألَمٍ وحُزنٍ جرَّاءَ تعليقِ الصلواتِ بالمساجدِ، حتى مع يقيننا التامِ بأن حفظَ النفسِ من مقاصدِ الشريعةِ الغرَّاءِ، ولكنها القلوبُ إذا تعلَّقَت بالمساجدِ صعُب عليها هجرُها، فاللهم أتمم علينا نعمتك بكشفِ غمةِ هذا الوباء، وردَّنا إلى بيوتِك ردًّا جميلًا يا عليُّ يا قديرُ.
وتابع: أيها المسلمون: إن المتأمل في أحداث هذا الشهر الكريم عبر التاريخ الإسلامي تطالعه أمورٌ عجيبة، وكلُّ شيء منها عند الله -عز وجل- بمقدار، منها أن المسلمين عبر تاريخهم قد انتقلوا من مرحلة إلى مرحلة أخرى في شهر رمضان.. نعم، انتقلوا من ضعفٍ إلى قوةٍ، ومن ضيقٍ إلى سعة، وقد جعل الله -عز وجل- شهر رمضان شهر ميلاد هذه الأمة الإسلامية، حين أضاء وحي السماء ظلمات الأرض، فكان رمضان عهدًا جديدًا استقبلت به البشرية آخِر رسالات السماء، هذه الرسالة التي مثَّلت نقطة تحوُّل في مسيرة الإنسانية كلها.
ودعا المسلمين قائلًا: اجعلوا من هذا الشهرِ الكريم فرصةً للتضرُّعِ إلى الله عزَّ وجلَّ أن يُزيحَ هذا الوباءَ، فالمؤمنُ ليس له ملجأ غيرَ الله تعالى يلجأُ إليه ويطمعُ في رحمته وعفوه، ولا ينفكُّ المسلمُ مُفتقِرًا إليه في جلبِ المنافعِ، ودفعِ المضارِّ، والأخذِ بالأسبابِ، إن أصابتْه سرَّاءُ كان من الشاكرينَ، وإن أصابته ضراءُ كان من الصابرينَ.. وعليكم بحسن الظن بالله، وثقوا بأنه سبحانه سيرفع البلاء وستعود حياة الناس إلى طبيعتها دينًا ودنيا، فهو سبحانه القائل عن نفسه في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي".