السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أحمد أمين عاصم.. نحات أبدع في صمت

الفنان التشكيلي أحمد
الفنان التشكيلي أحمد أمين عاصم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للفن التشكيلى مع أصحابه قصص وحكايات كثيرة، فمثلما ترك الفن بصمته عليهم، هم أيضًا بالتأكيد تركوا بصمة غائرة فيه، فسواء أكان فنانا غائبا أم حاضرا، وسواء أكان مشهورا أو لم يلق من المعرفة والأضواء ما يستحق، فبالتأكيد تلقيبه بـ«فنان» قد أخذ منه العديد من السنوات والمعرفة والخبرة والممارسة. في الموسم الثانى من سلسلة «بورتريه» التى بدأتها «البوابة» مع قرائها في العام السابق، نستكمل في هذا العام حكايات أخرى ومواقف فنية مختلفة مع فنانين تشكيليين آخرين، وتبدأ أولى الحلقات مع الفنان التشكيلى «أحمد أمين عاصم». 
قبل اندلاع أجواء ثورة ١٩١٩ بعام واحد، استقبلت مدينة الإسكندرية مولد النحات أحمد أمين عاصم في الثالث والعشرين من سبتمبر، مؤسس قسم النحت في كلية الفنون الجميلة العليا بدمشق في ١٩٦٠.
اهتمامات «عاصم» في أولى خطواته بالحياة وأثناء فترة طفولته كانت تتجه نحو الموسيقى، لكنه بعد ذلك وجد أن إبداعه الحقيقى وميوله الفنى يكمن في النحت بشكل أكبر، فالتحق بمدرسة الفنون الجميلة العليا وحصل على الدبلوم منها في ١٩٤٤، ولم يكتف بذلك فسافر إلى العاصمة الفرنسية باريس وشارك في معرض «الفنانين المصريين» في ١٩٤٩، ثم عاود السفر لها من جديد ليتعمق في دراسته الفنية، وحصل على شهادة إتمام دراسة الفنون الجميلة العليا بها في ١٩٦٠، وبعد عدة سنوات مرة أخرى في زيارة إلى باريس للمشاركة بالمعرض الجماعى «الفن المصرى المعاصر بالسراى الكبرى» في مارس من عام ١٩٧٦.
بالرغم من كل هذه الدراسة الفنية، لم يكتف «أحمد عاصم» فسافر إلى روما، وحصل على ليسانس المدرسة العليا للفنون الجميلة بها، وتميز هناك حتى اقتنت متاحفها بعض الأعمال القيمة التى أنتجها الفنان.
للفنان «أحمد عاصم» مجموعة من الأعمال المُميزة في حياته، يأتى على رأسها لوحة نحت بارز حول كفاح الشعب على مبنى البرلمان «مجلس الشعب»، ولوحة نحت بارز عن ثورة عرابى في متحف بورسعيد، وثلاثة تماثيل تم وضعها بمدخل «استاد القاهرة».
كتب عنه الفنان الدكتور صبحى الشارونى قائلًا: «اهتم الفنان عاصم بتوجيه طلابه وتلاميذه في كلية الفنون الجميلة إلى الاهتمام بالجانب الفكرى في إبداعهم، ولم يكن تركيزه على تعليم الجانب التكنيكى، وكان يطالبهم بالتميز في الأداء ولم يحاول أن يخلق تلاميذ مقلدين».
وعن بداية «عاصم» مع الفن، كتب قائلًا: «في طفولته اتجه أولًا إلى الموسيقى، ثم تحولت اهتماماته إلى الرسم، ثم تخصص في دراسة النحت، وخلال سنوات عمله بكلية الفنون الجميلة لم يهتم بالدعاية لأعماله، فكان يعمل في صمت أعمالًا نادرة، لم يمارس النحت من أجل المعارض والمناسبات لأن فكرة التفاعل بين النحت والمجتمع كانت تسيطر عليه فلا يقبل إلا أن تأخذ أعماله مكانها على العمارة أو في الميادين».
هكذا كانت تُسيطر على الفنان أحمد عاصم، سمة الهدوء مع الاهتمام لما يُقدمه فقط ورسالته الفنية فقط دون النظر إلى الانتشار، وحصل على العديد من الجوائز المحلية تكريمًا لأعماله الفنية المُتميزة، حتى غادر الحياة في الأول من يوليو من عام ١٩٨٩ عن عمر يُناهز ٧١ عامًا.