الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

لماذا هوت أسعار النفط العالمية؟ خبراء يجيبون

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد حالة التذبذب التى شهدتها أسعار النفط على مدار شهر مارس الماضي والانخفاض الذى شهدته الأسعار بالوصول إلى 18 دولارا للبرميل، وانهيار أسواق النفط بسبب انخفاض الطلب وكثرة المعروض، جاء اجتماع تحالف أوبك+ والاتفاق على خفض إنتاج النفط لدعم الأسعار فى ظل جائحة كورونا بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا فى مايو ويونيو، لمواجهة الفائض فى الإمدادات الناجم عن أزمة فيروس كورونا، ولكن مع انهيار أسعار النفط الأمريكي بنسبة 307% للبرميل والوصول إلى السعر إلى 8- والذى يعد تاريخيا فى أسعار النفط فإنه بذلك يثبت عدم فاعلية هذا الاتفاق فى إعادة التوازن إلى أسواق النفط.

ومن جهته، كشف المهندس أسامة كمال، وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق، أسباب انهيار أسعار خام النفط بغرب تكساس متمثلا في امتلاء مستودعات تخزين الخام، وتراجع الطلب العالمي على النفط، موضحًا أن الاستهلاك العالمي انخفض لأقل من 70 مليون برميل يوميا في حين أن الإنتاج العالمي تجاوز 110%.
وأشار في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، إلى أن اتفاق دول الأوبك، ومنها السعودية، بشأن تخفيض سقف الإنتاج لم يؤثر كثيرا خاصة أن تخفض إنتاجها بنسبة 25% يمثل نحو 10 ملايين برميل فقط، وسيظل الإنتاج أكثر من الاحتياج بنحو 30 مليون برميل مما يؤدي لإحداث تخمة في المعروض، مبينا أن حركة الطيران تراجعت عالميا بنسبة 90%، والاستهلاك المحلي بالدول 50%، والسفن بنسبة 50% أيضا.
وأوضح أن مصر ليست طرفًا فيما يحدث حاليا، خاصة أنها ليست من كبار المنتجين، بالإضافة لإيقاف مؤقت لعمليات الاستيراد بعد تراجع الاستهلاك المحلى بنحو 25% وبدء بتصدير شحنة من البنزين وأخرى سولار، ولكن الانهيار الكبير في أسعار الخام تحديدا تكساس سوف يؤدي إلى تباطؤ عمليات البحث والاستكشاف وتجمد الاستثمارات التي تقوم بها الشركات الأجنبية في مصر مما يقلل من الإنتاج المحلي ويدفع مصر لاستيراد الخام مجددا.
وتوقع وزير البترول الأسبق انحسار هذه الأزمة بنهاية الأسبوع الجاري، وبدء تعافي أسعار الخام بداية من الأسبوع المقبل، معتبرا انهيار أسعار الخام نهاية حرب تكسير العظام، والتي تستهدف قتل الخام الروسي والإيراني المصدر الأول للصين، كما توقع تعافي برنت ليقفز 60 دولار مرة أخرى خلال الفترة المقبلة.

قال الدكتور رمضان أبو العلا، الخبير البترولي، إن انخفاض أسعار النفط غرب تكساس الأمريكي لهذا المستوى، هو أمر سياسي في المقام الأول واقتصادي، معتبره جزءا من حرب تكسير العظام بين أمريكا والصين وأدى إلى انهيار اقتصاد الأولى وانتصار وتعافي الثانية، موضحا أن تذبب الأسعار وصولا للانهيار يؤدي إلى توقف استثمارات مباشرة وغير مباشرة في الولايات المتحدة قد تصل إلى 2 مليار دولار.
وأضاف أن عملية رصد الأسعار في أمريكا تكون لحظية وفعلية حسب العرض والطلب، وماحدث كان نتيجة مباشرة لاستيراد أمريكا كميات كبيرة خلال الفترة الماضية للحفاظ على الاحتياطي الاستراتيجي للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الاستهلاك اليومي الأمريكي يصل إلى 20 مليون برميل في حين ان الإنتاج المحلي الأمريكي يبلغ مابين 10 إلى 12 مليون برميل من النفط، و4 الى 5 ملايين برميل من الوقود الصخري، متوقعًا توقف مؤقت لاستيراد أمريكا من النفط، لحين إحدث توافق داخلي بين العرض والطلب.
وعن التأثير العالمي لانهيار الخام الأمريكي توقع أبو العلا تراجع أسعار المنتجات البترولية عالميًا بنحو 40%، وتراجع أسعار خام برنت بنحو 7 إلى 8 دولارات ليصل إلى 10 أو 11 دولارا للبرميل في سابقة هي الأولى من نوعها ليبدأ في التعافي خلال شهرين، مشيرا إلى هذه الاجواء سوف تؤدي إلى تضاعف الاستثمارات في قطاع النفط على مستوى العالم بما فيها مصر خلال الفترة الحالية، كما أن استغلال كافة السعات التخزينية بمصر، للحفاظ على مخزون استراتيجي آمن خلال الفترة الاستثنائية والتي يتعرض لها العالم أجمع " بتفشي فيروس كورونا " يحول دون استغلال هذا الانهيار الكبير في الأسعار وتخزين كميات كبيرة من المنتجات والبترولية والنفط الخام بالسعر الحالي.