الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المعاون البطريركي للكنيسة الكلدانية: الرحمة الإلهية في داخلنا

المطران مار باسيليوس
المطران مار باسيليوس يلدو المعاون البطريركي للكنيسة الكلداني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دون المطران مار باسيليوس يلدو المعاون البطريركي للكنيسة الكلدانية عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلا: انتشرت في الكنيسة الكاثوليكية في اواخر القرن العشرين صلاة الرحمة الالهية بواسطة راهبة بولندية اسمها فوستينا، كانت لديها رؤى منتظمة ليسوع المسيح، وأن يسوع نفسه أعطاها تفاصيلها. وكتبت وصفًا لما رأته وسمعته في مذكراتها، التي نشرت في كتاب باسم يوميات القديسة ماريا فوستينا كوفالسكا: الرحمة الإلهية في داخلي

ظهر يسوع إلى هذه الراهبة وهو يرفع يده اليمين للمباركة بينما يلقي باليد الأخرى على قلبه مع انبعاث شعاعين من صدره (شعاع أبيض وآخر أحمر، رمز إلى الدم والماء اللذين تدفقا من جسد يسوع عندما طعنه الجنود بالحربة أثناء صلبه)، وطلب منها ان تكتب عبارة يا يسوع أنا أثق بك، كما طلب منها ايضا نشر الرحمة الالهية.

ولدت هيلينا كوفالسكا Helena Kowalska في 25/8/1905 في مدينة فرصوفيا بولونيا من عائلة متواضعة وكانت الابنة الثالثة بين عشرة أولاد وفي ربيعها التاسع سنة 1914 احتفلت هيلينا بمناولتها الأولى وقد ظهرت نِعم الرب في حياتها منذ صغرها ففي ربيعها الخامس عشر قالت لأمها: يجب ان ادخل الدير لكن والديها كانا معارضين بشدة لهذه الفكرة بسبب فقرهما وعجزهما عن تأمين دخولها إلى الرهبنة. وفي عام 1924 طرقت باب جمعية راهبات سيدة الرحمة وكانت في ربيعها التاسع عشر وقبلوها معهم في الدير حتى أبرزت نذورها المؤبدة عام 1933 واتخذت إسمها الجديد: ماريا فوستينا. عملت في الدير كطباخة أولا وبسب صحتها تنقلت لاحقًا بين العمل في بستان الدير وبين ناطورة المدخل. كانت دائمًا تحافظ على هدوئها ومرحها وبساطتها وكانت متزنة ومجتهدة تعطي بذلك المثل للجميع بحماسها واخلاصها.

وفي 22/2/1931 ظهر لها الله لأول مرة برداء أبيض بهيّ ونور باهر موصيًا إياها أن ترسمه وتكتب على صورته: “يا يسوع، أنا أثق بك“، وقد فعلت ما أوصيت به، وأعطت الصورة إلى رئيساتها في الدير. بعد ذلك بدأت تنشر للعالم عن الرحمة الإلهية. ان السنوات الأربع عشرة من حياتها الرهبانية كانت حوارًا دائمًا متواصل مع الرب يسوع واستشهادًا جسديًا ونفسيًا طويلًا تقبلته وقدمته لأجل خلاص العالم؟

في 11 ايو 1936 كان تشخيص الطبيب أن الأخت فوستينا مصابة بمرض السل الرئوي والأمعائي وقد تحملت منه أوجاعًا اليمة لفترة طويلة.

فارقت الحياة في 5 أغسطس الأول 1938 في الدير في كراكوفيا وعيناها مسمّرتان بصورة يسوع المسيح وبصورة الحبل بلا دنس. ماتت دون ان تعاني لحظات النزاع الرهيبة عن عمر 33 عاما مثل عمر يسوع المسيح.

بعد موتها بعام واحد غزت ألمانيا بولندا وكان الاسقف جابرزيكوسكي من فيلنيوس متعجّبًا من دقة نبوءتها، فقد سمح هذا الأسقف بنشر واستعمال صلاة الرحمة الإلهية لأول مرة. وسرعان ما انتشرت هذه الصلاة عبر بولندا وكانت مصدرًا للقوة والإلهام خلال سنوات الحرب. وبحلول عام 1941، كانت قد انتشرت بالفعل في جميع أنحاء العالم. وقد ألهم الله الكاهن البولندي الاب سوبوكو بإنشاء جمعية دينية عن الرحمة الالهية (تشبه رهبنة ولها نظام ديني).

عند انتهاء الحرب، انتشرت الرحمة الالهية بشكل أسرع. وبحلول عام 1951، اي بعد 13 عامًا فقط من وفاة القديسة فوستينا، كان هناك 150 مركزا دينيا في بولندا مكرسًا للرحمة الإلهية. وفي عام 1955، قام أسقف بولندي، بموافقة البابا بيوس الثاني عشر، بإنشاء رهبنة مخصصة لنشر عبادة الرحمة الإلهية. وقد بارك البابا بيوس الثاني عشر صورة الرحمة الإلهية في عام 1956 وسمح للكثير من الأساقفة في العالم لإعطاء موافقتهم وبركتهم لنشر الكتابات حول الرحمة الإلهية.

ولكن لم يكن الجميع في الكنيسة موافقًا على عبادة الرحمة الإلهية وبدءوا بالتشكيك في كتابات الراهبة فاوستينا. وبعد عقود من العمل والصلاة من قبل المدافعين عن الرحمة الإلهية، عكَس الفاتيكان عام 1978 الحظر السابق لأعمال القديسة فوستينا! وبعد بضعة أشهر فقط، كان الكاردينال كارول فوتيلا، الذي قاد هذا الجهد الكبير في نشر الرحمة الالهية، قد اصبح بابا الفاتيكان واتخذ اسم يوحنا بولس الثاني.

تقدمت دعوى تطويب الأخت فوستينا سنة 1966 وفي 28 أذار 1981 بدأ التحقيق في شفاء السيدة الأمريكية مورين دغان وقد ثبتت هذه الأعجوبة في سنة 1992.

وفي 18 أبريل 1993 قام البابا يوحنا بولس الثاني نفسه بتطويب فوستينا، وبعدها أعلن قداستها في عام 2000. وهو أيضًا من عيّن الأحد الأول بعد الفصح عيدًا للرحمة الإلهية. وقد وافت المنية البابا يوحنا بولس الثاني في 2 نيسان 2005 عشية الاحتفال بالعيد الذي أسسه. وفي الأول من أيار عام 2011، في أحد الرحمة الإلهية أعلنه خلفُه البابا بندكتس السادس عشر طوباويًا، وفي 27 أبريل 2014، في الأحد الأول بعد عيد الفصح، أعلنه البابا الحالي فرنسيس قديسًا مع السعيد الذكر البابا يوحنا الثالث والعشرين.

لقد عُرفَ البابا يوحنا بولس الثاني ب بابا الرحمة، وقد انتقل من هذه الحياة ليلة عيد الرحمة الالهية سنة 2005، وتم تطويبه وتقديسه في الأحد الاول بعد عيد الفصح المعروف (بأحد الرحمة الالهية)، مما له من معاني ودلالات في حياة هذا البابا القديس.

نطلب من الله ان يشملنا برحمته الواسعة التي لا حدود لها وان يترحم علينا وعلى العالم اجمع، وان يخلصنا من هذا الوباء الفتاك (كورونا).