السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

لأَعْرِفَهُ وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ

القس بولس حليم المتحدث
القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قيامة السيد المسيح قيامة فريدة من نوعها، فهو قام بإرادته، ولَم يقمه آخر، وقام ولَم يمت بعدها، وقام بجسد ممجد.. قيامة غيرت مجرى التاريخ، وبددت ظلمة الخطية، وأنارت للعالم الطريق للأبدية... أبدية يعيشونها على الأرض، فرجع الإنسان إلى صورته الأولى... الصورة البهية التي خلقها الله بها... لقد أعاد السيد المسيح للإنسان إنسانيته... فصار الإنسان حياته ورجاءه لا ترتبط بالأمور الأرضية بل السماوية... إنها قوة القيامة "لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ،" (في 3: 10)
اولا - قوة القيامة : قيامة فريدة من نوعها حيث يقول معلمنا بولس الرسول "وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ" (1 كو 15: 20) فكيف هذا والمسيح أقام ابنة يايرس وابن أرملة نايين ولعازر...
السيد المسيح هو باكورة الراقدين لأن قيامته تختلف عن اية قيامة أخرى:
1) قام بإرادته: فهو لم يقم بإرادة غيره ولا بدعاء أو صلاة من اي شخص... الرب قام بإرادته وحده فهو لم يكن للموت سلطان عليه "لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟" (لو 24: 5).
2) قام قويًا: قيامته أعلنت لاهوته فهو لم يكن محتاجًا إلى من يحل له الأكفان أو يفكوه كالعازر ولا أحتاج طعامًا ليتقوى كابنة يايرس
3) لم يمت بعد قيامته: كل الذين قاموا قبله ماتوا مرة أخرى 
4) قام بجسد ممجد: كل الذين قاموا من الأموات قاموا بنفس الجسد المائت القابل للفساد أما السيد المسيح فقد قام بجسد ممجد غير قابل للفساد
5) قام وصعد إلى السموات ولم يبقَ في الأرض 
ثانيا : قوة القيامة في حياة الكنيسة
قيامة السيد المسيح هى قوة الكنيسة، قوة حياة جديدة وهبها لنا السيد المسيح عندما داس الموت وغلب الجحيم وانتصر لنا على العدو المخيف الذي هو إبليس ...وسرت هذه القوة في حياة الكنيسة ....فكم من اضطهادات مرت بالكنيسة وبقيت ثابتة قوية تعلن عن حضور السيد المسيح فيها ...فقد استمدت صمودها وثباتها من قوة القيامة ...أليس المصريون الذين استشهدوا في ليبيا خير مثال لذلك ...انهم أناس بسطاء وليسوا بعلماء لاهوت ولا كهنة ولا معلمين في الكنيسة ولكنهم وقفوا امام داعش بإيمان ثابت قوي شهد له العالم كله ...انها روح القيامة التي أرضعتها الكنيسة لأولادها ...وهكذا عاشت الكنيسة بقوة القيامة
ثالثا : قوة القيامة في حياتي الشخصية: 
السيد المسيح قال عن نفسه "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ " (يو 11: 25) وجاء السيد المسيح ليعطي البشرية قوة قيامته قوة الحياة من الموت ...قوة القيامة التي تقيم الناس من الخطية والأنانية وحب الذات والقسوة والعنف فالمرأة الخاطئة مثل مريم المجدلية أقام الرب حياتها الداخلية الساقطة المهلهلة لتصبح المرأة القوية القائمة والمنتصرة على شهواتها وضعفاتها وهذا ما نسميه بالقيامة الأولى، كذلك بطرس الجبان أمام الجارية ذو الشخصية المزدوجة التي تتظاهر بالشجاعة ومن داخل تنكر وتسب وتلعن أمام الجارية هو نفسه بطرس الذي سجن وضرب وفرح لأنه حسب أهلًا أن يهان من أجل اسم الله بل عندما جاءوا يصلبوه رفض ان يصلب مثل سيده بل طلب ان يصلب منكس الرأس ( أع5: 41) إنها القيامة الأولى التي بها أقامه الرب يسوع معه اما بقية التلاميذ المملوئين من الخوف والشك دخل عليهم الرب يسوع والأبواب مغلقة وقال سلام لكم فقاموا معه بشجاعة وفرح وهذه هى القيامة الأولى 
فالقيامة في المسيحية هى عمل إلهي في داخل النفس يتم بواسطة الروح القدس، إذ يحول حياتنا إلى نفوس قائمة فرحة منتصرة، و القيامة، بالنسبة للمسيحي هى اختبار لا ينتهي و يظهر في أعمال المحبة لأن الذي يحب قد انتقل من الموت إلى الحياة ( 1يو 3: 14) وفي قوة الرجاء ( 2كو 1: 9،10) وفي قوة النصرة على شهوات الجسد وفي الشجاعة وغلبة الخوف وفي اختبار الحرية ( لو 4: 18) وفي السلوك في النور كأولاد للنور، وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة ( يو3: 21).... أنها اختيار حياتنا كلها... فلنعش أفراح القيامة وقوتها وتكون حياتنا كلها نصرة ورجاء بالحياة الأبدية مع الله فيكون رجاءنا وطموحنا وحياتنا كلها في السماء.