الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إسرائيل والحرب غير المعلنة ضد المصريين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دأبت إسرائيل في الآونة الأخيرة على تدشين عدد من الصفحات الترويجية لها على مواقع التواصل الاجتماعي على شاكلة "إسرائيل في مصر"، "إسرائيل بالعربية"، "إسرائيل تتكلم بالعربية" في محاولة يائسة منها لتجميل وجهها القبيح لدى العالم العربي، ولإخفاء جرائمها اليومية ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، ومن ثم التسليم بالأمر الواقع الذي فرضته بالقوة بأنها دولة طبيعية وليست كيانا استيطانيا توسعيا عنصريا.
ومن اللافت للنظر أن تلك الصفحات المدعومة غالباً من أجهزة أمنية استخباراتية إسرائيلية أنها قد صممت خصيصاً لمخاطبة قطاعاً مهماً ومحدد ومختار بعناية من الناحية الديموغرافية ألا وهو قطاع الشباب مستغلة ولع هذا القطاع بالعالم الافتراضي واستفهم لمعظم معلوماتهم من خلاله، كذلك لم يغيب عن ذهن تلك الأجهزة الاستخبارية مدى تأثر المجتمعات العربية بالشائعات وترويجها وبالتحديد تلك التي تروي ظمأ فضولهم لما يجهلونه، أو تلك الشائعات تحدث ضجيجاً ولغطاً فترضي رغبَتهم المُتعطشة للإثارة. 
واستغلت إسرائيل هذا السلاح الفتاك واستعاضت به عن ترسانة أسلحتها التقليديّة كتكتيك جديد للوصول إلى أهدافها العدائية بأقل التكاليف والأعباء، وعلى من أن الشواهد تؤكد استبعاد قيام إسرائيل بحرب عسكرية على المدى القريب، ولكنها في المقابل تخوض حربًا حقيقية ولكن بشكل غير معلن، حربًا للسطو على تراثنا وتزوير تاريخنا وتشويه رموزنا الوطنيــة.
فقد عمدت تلك الصفحات المشبوهة على سرقة تراثنا من الأعمال الإبداعية والغنائية والدرامية والفنية والفلكلورية وبثها عبر مواقعها بعد ترجمهتا إلى العبرية بالتزوير للتاريخ وعكس الحقائق، ابتداء من الســـطو علـى تراث أم كلثوم وعبد الوهاب ونجيب محفوظ حتى السطو إلى مشروباتنا التقليدية كالسحلب أكلاتنا الشعبية التقليدية كالفلافل، وتسجيله باسمها فى اليونسكو، ما يستدعي ضرورة تحرك وزارة الثقافة لحماية تراثنا والسعي لإدارجة على قوائم التراث الثقافي العالمي غير المادي فى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.