الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كل يوم قصيدة.. مركز إبداع يقدم "هلاوس ليلة الظمأ"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقدم مركز إبداع مجموعة من القصائد لعدد من الشعراء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وذلك في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، والتي تحول بين إقامة الأمسيات الشعرية والأسبوعية في بيت الشعر، مركز إبداع الست وسيلة، عقب تفشي فيروس كورونا والذي يحول بينه وبين أي تجمعات مع الأفراد في مكان واحد ويُزم الجميع المكوث في البيت للحد من انتشاره.
ويقدم مركز إبداع اليوم الخميس قصيدة للشاعر محمد عفيفي مطر بعنوان هلاوس ليلة الظمأ يقول فيها:
غبشُ يبلله دخوُل الليل،
والغيطان تسحب من بدايات النعاس
تنفس الإيقاع منتظمًا على مد الحصيرة والمواويل،
- الزمان كأنه فجر قديم مستعاد -
قد كنت مضطجعا أعابث شعر بنتىَّ
الصغيرة أفزعتها قشرة الدم والصديد على
عظام الأنف
- أهذى أم هى الزنزانة انفتحت على زمنين
واتسعت على هول المكان؟! -
ريق وجمرة حنظل، تتشقق الشفتان:
-: يا عبد العليم
ما للجرار ادحرجت والقلة الفخار عفرها الرماد
والملح، والنهر القريب مشققا،
ما للتحاريق ارتعت بالجمر والنسج المهلهل
أعظمى
وأديم هذا الليل... يا عبد العليم!!
أهذى وألهث أم هى البنت الصغيرة من ظلام الغيم
تخرج في يديها الكوز والإبريق تلمع في
نحاسهما الزخارف بالعناقيد المنداة؟!
التفت.. فراعها أن القيود تعض
لحم المعصمين فيرشح الدم
فاستدارت وارتمت في عثرة الرهبوت
-: قد نبهت "رحمة" أن يكون الماء
والفخار مشمولين بالسعد المفوح واللبان.
قال المخنث للمخنث: إن هذا الأهبل المجنون يهرف بالكلام
(فعرفت أنهما هما..
والجسر بين الصالحية والرشيد مرجِّعٌ
للبلغم الدهنى في صوتيهما)
قال المخنث للمخنث: "إن نوبة نومى اقتربت
فأخرس صوته بعصاك"
فانفجرت برأسى الصاعقة
كان الصدى متشظيا بدم الهلاوس
آه يا عبد العليم
لم يترك الأهلون من نبل العصا في
لعبة التحطيب ميراثا لأوغاد الزمان النذل..
هل رجل وضربته تجىء من الوراء!!
أدرك دمى بالبن بعد الماء يا عبد العليم
كانوا ثلاثة أصدقاء
والموت رابعهم، وأيديهم تجمعها قصاع الفت في
ليل الموالد بعد رقص الذكر والتخمير..
كان أبوك يهدر في
مقام الحشد تأخذه الجلالة،
وجهه الطينى يلمع، والعصى في إصبعيه
تدور مثل مغازل الأفلاك
يا "جمل المحامل" – إنه جمل يطمطم من
ضراب الرقص في أعضائه
.. يا أم هاشم.. ثم تنكسر العصى على عصاه
ثانيهمو ينشق عنه الحشد:
قفطان يضيئ بياضه الزهرى،
والشال المرفرف، بسطة الأفيون، والقد النحيل
كالخيزرانة، والعصا ليست ترى من كرها بين اليدين،
يفح، يصفر، يرتمى وتدًا،
يلين وينثنى كالصل.. آه وألف آه
هى نقرة الطرف الرشيق من العصا بفجاءة التلميح والتصريح..
لا تجدى مقاومة ولا يجدى دفاع اللاعبين
يعلو ضجيج الحشد ما بين الصهيل الحر والفوضى
وإنشاد الذهول
مس وطائف بهجة ورؤى جنون الوصل توصل
نشوة الملكوت بالإنسان في وجد الجنون
حتى إذا اقتربت خطى عمى معوض بالعصا حط السكون
هو صخرة قدت من الأهواء والخمر الرخيص فأفردته العائلة
هجرته زوجته وفر بنوه في تسعينه الأولى
فزوجته الزجاجة والعصا والذكريات مع النساء
كفاه كالمذراة ساعده عروق السنط خطوته
انصباب السيل،
كان الحشد ينصت وهو تغمز عينه ببقية من
كحلها المعتاد من عسل وششم،
دار ملتفتًا إلى ركن النساء على السطوح
وحاجباه يراقصان الشمس والحناء والذكر الغويّة،
ثم مر اللاعبون
وتخلعت أعضاؤه خشبًا وفولاذًا ورقصًا عارى الإيماء
كان اللاعبون أمامه لعبًا تطيش عصيهم
وتطيرُ من أيديهمو
والكحل في عينيه يغمز للنساء
والليل يطوى خيمة الصبح المعفر لانعقاد الذكر والتخمير..
واشتبكت أصابعهم بدفء الفت واللحم السمين،
ورابع الأصحاب يرقبهم..
يطيف على الرؤوس مرفرفًا كالصقر،
ينسج من تواشيج الصبابة والولاية
مدرج الكفن الحرير.