الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحرب ضد فيروسي الإرهاب وكورونا وجهان لعدو واحد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما لفت نظرى في القضاء على الخلية الإرهابية في حى الأميرية، وجود حالة خاصة من التعاون بين المواطن وجهاز الأمن، وهو ما أسفر عن حماية أرواح سكان منطقة سكنية مكتظة بالبشر اتخذت الخلية منها وكرًا للانطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية.
ولا شك أن سرعة تعامل قوات الأمن مع الخلية والقضاء عليها، والتى استمرت أكثر من أربع ساعات دليل مهم على يقظة قوات الأمن، واتخاذ خطوات استباقية، وهو ما يعكس أن انشغال الدولة بمعركتها لحماية المواطنين من فيروس كورونا وتداعياته، لم يثنها عن رصد ومكافحة الإرهاب ومخططاته.
والحرب على الإرهاب هى حرب ضد فيروس أخطر يسعى للتغلغل في المجتمع، والعودة للحياة على أرواح وجثامين الأبرياء، ولا يختلف عن فيروس كورونا، الذى يباغت البشر في أى وقت وأى لحظة، والإرهاب أعمى القلب والبصيرة، فقد اختار الخونة منطقة سكنية تعيش فيها آلاف الأرواح من المدنيين، ولا تعنيهم أرواح الأبرياء الذين من الوارد أن يتحولوا إلى ضحايا وتسيل دماؤهم في أى لحظة.
يقينى أن العملية سبقتها عمليات استطلاع واسعة، وفرت حيزًا واسعًا من المعلومات الدقيقة عن الخلية ومناطق تمركزها في الأميرية والمطرية، وربما في مناطق أخرى، وهى ما ساعدت في دعم قوة إنفاذ القانون في الوصول إلى نقاط الوكر الإرهابى في الوقت والزمان المناسبين لمحاصرتها والقضاء عليها، وإن تم ذلك بتضيحات كبيرة.
والضربة ضد القتلة السبعة في الوكر والقضاء عليهم في الأميرية أحبطت في الوقت المناسب، ما كانت يخطط له الإرهابيون مع إفساد لاحتفالات المصريين بعيد القيامة المجيد، على الرغم من أن الجميع يعلم جيدا أن الأوضاع الحالية تفرض على البلاد احتفالات بدون حضور هذا العام، إلا أن الإرهاب أعمى وهدفه نشر الفوضى وهدر الأرواح.
وخيّل غباء الإرهابيين لهم أن الفرصة سانحة لارتكاب عمليات ضد المنشآت المسيحية في هذه اللحظة التاريخية التى تمر بها مصر والعالم، والتى ينشغلان فيها بمحاربة عدو واحد، يتمثل في فيروس كورونا، إلا أن الحقيقة التى لا يدركها الإرهابيون أن العالم كله يحارب عدوا واحدا آخر وهو «الإرهاب».
وفى ليلة وخلال ساعات نجحت قوات الأمن في القضاء على الخلية الإرهابية في حى الأميرية وقتل عناصرها، ففى الوقت الذى كانت قوة إنفاذ القانون تحارب قوة خارجة عن الملل والقانون، كانت قوة أخرى في نفس الوقت، تقتحم وكرا للسلاح خاصًا بالإرهابيين في منطقة المطرية الأقرب للأميرية، لتضبط كميات كبيرة من الأسلحة، كانت قاب قوسين أو أدني، ستوجه إلى قلوب الأبرياء من أهل هذا الوطن. 
وفى هذا الوقت، الذى كانت فيه قوات الأمن تحاصر خلايا الإرهاب، ليس في الأميرية فقط، بل في مناطق أخرى، وفى عمليات استباقية ضد الإرهاب الأسود، وخصوصا في سيناء، لم تتوقف الدولة عن مكافحتها وحربها ضد عدو خفى آخر وهو فيروس كورونا القاتل، وهما وجهان للحرب ضد خفافيش الظلام.
ومن هنا يجب ألا نغفل عن أهمية سرعة وجاهزية قوات الأمن وتحركها بغطاء معلوماتى دقيق، ودخول المنطقة المستهدفة، لتحقق هدفها بدقة وتقضى على تلك العناصر، وبنجاح عالٍ، دون إصابة ظفر مواطن في حي، من يعرفه يتوقع وقوع ضحايا كثر خصوصًا لخطورة الموقع وأعداد المترددين.
خسرنا أحد أبناء مصر البررة، وهو الشهيد محمد الحوفى، وإصابة ضابط وفرد أمن آخرين، ولكننا جميعًا ندرك أن ثمن مكافحة الإرهاب غالٍ، وتسيل من خلفه دماء، وتلك ضريبة يدفعها أبناء الوطن، من أجل وطن أكبر. 
وستبقى مصر أقوى ولن تركع أو تسقط، مهما فعلت فيروسات الحاقدين من إرهابى كل زمان ومكان، ونجاح قوات إنفاذ القانون شهادة مهمة على فشل فيروس التكفير والمارقين في إفساد احتفالات المصريين، بأعياد القيامة وما يسبقها وأعياد الربيع وشم النسيم، وحلول شهر رمضان المبارك، وإن كانت ستكون احتفالات من نوع آخر داخل البيوت.
حماك الله يا مصرنا.