الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

الأزهر يرصد معاناة الفلسطينيين بين جائحة كورونا والاحتلال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدرت وحدة الرصد باللغة العبرية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تقريرًا بعنوان "الشعب الفلسطيني بين جائحتين: إرهاب المستوطنين ووباء كورونا".
حيث أشار إلى أن الشعب الفلسطيني يعيش بين مطرقة عنف المستوطنين وسندان فيروس كورونا؛ إذ أصبح عنف المستوطنين منذ زمن جزءًا لا يتجزأ من الروتين اليومي في الأراضي المحتلة، فقوات الاحتلال تتيح هذا العنف الذي يُعرّض حياة الفلسطينيين للخطر ويُلحق الأذى بأجسادهم وممتلكاتهم وأراضيهم، بل ومقدساتهم؛ فسياسة الإفلات من العقاب التي يتمتع بها المستوطنون وجنود الاحتلال شجّعت على استمرار ارتكاب المستوطنين أعمال عنف واعتداءات في حق الشعب الفلسطيني سواء على مستوى الأشخاص أم الممتلكات أم المقدسات الإسلامية.
وتابع: مما زاد الطين بِلَّةً استمرار تلك الاعتداءات في ظلّ ما يشهده العالم من جائحة "كورونا"، فلا يكاد يمر يومٌ إلا وفي سجل مراقبة منظمات حقوق الإنسان حادثة عنف -على الأقل- من جانب المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في الضفة الغربية.
وأوضح: شهد أواخر الشهر الماضي (فبراير 2020) أعمال عنف وإرهاب في حقّ الشعب الفلسطيني؛ حيث اقتحم عدد من المستوطنين الصهاينة المتطرفين المنتسبين إلى الجماعات الصهيونية المتطرفة التي تنشط داخل أراضي الضفة الغربية المحتلة، فجر الجمعة 28 فبراير، بلدة "حوارة" جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، وقاموا بالاعتداء على منازل الفلسطينيين وسياراتهم؛ حيث قاموا بإطلاق الرصاص الحي في الهواء وصوب منازل الفلسطينيين ومحالهم التجارية، ما أدّى إلى تحطيم عدد منها، إضافة إلى إلقاء الحجارة صوب سيارات الفلسطينيين، ما أدّى إلى تخريب 20 سيارة وتحطيم زجاجها. كما أفاد شهود عيان أن الهجوم الإرهابي حدث على مرأى ومسمع من جنود الاحتلال الصهيوني الذين تواجدوا في المكان.
ولم تسلم قرى أخرى من الاعتداءات في جنوب نابلس؛ إذ شهد الأسبوع الثاني من شهر مارس اعتداء مستوطنين متطرفين على بلدتي "مادما وبورين"، ما تسبّب في إرهاب سكان القريتين والإضرار بعدد من منازل المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم الخاصة. 
وفي هذا السياق صرّح مدير منظمة "ييشدين" أن وتيرة عنف المستوطنين في أرجاء الضفة الغربية المحتلة تستمر دون توقف، مشيرًا إلى أن أشرطة الفيديو المصورة تُظهر المستوطنين الذين هاجموا القرى الفلسطينية بوضوح، إلا أنهم يحصلون على حصانة كاملة من سلطات الكيان الصهيوني، وجنود الاحتلال الذين تواجدوا في المكان ولم يحركوا ساكنًا تجاه ما يحدث لمنع الهجوم، بل على العكس، فهم يوفرون الدعم للمعتدين. وتابع قائلًا: إن هذا العنف من جانب المستوطنين ليس من قبيل الصدفة، وإنما يحدث بشكل منتظم في الضفة الغربية المحتلة، والثمن ما زال يدفعه الأبرياء، فقط لأنهم فلسطينيون.
وفي شمال رام الله قام مستوطنون متطرفون بمحاولة اختطاف طفل فلسطيني في منطقة سهل قرية "ترمسعيا"، بعد أن قاموا بتحطيم زجاج السيارة التي كان يستقلها الطفل وجده.
وفي تصرف يشي بجذور إرهابية متأصلة في النفوس قام عدد من المستوطنين الصهاينة يوم الثلاثاء 10 مارس، بتحطيم نصب الشهيد "أبو عين" في نفس القرية، قرية "ترمسعيا"؛ حيث ذكرت مصادر فلسطينية محلية، أن عددًا من المستوطنين تسللوا إلى مستوطنة "شيلو" باتجاه النصب التذكاري في أراضي "ترمسعيا"، وقاموا بتحطيمه والفرار من مكان الحادث. جدير بالذكر أن الشهيد الفلسطيني "أبو عين" قد استشهد أثناء مواجهات اندلعت في "ترمسعيا" في شهر ديسمبر من عام 2014.
كما رصدت الوحدة قيام 303 مستوطنًا بتدنيس ساحات المسجد الأقصى المبارك من الأحد 15 إلى الخميس 19 مارس 2020.
وجاءت هذه الاقتحامات الصهيونية طوال أيام الأسبوع، في ظل دعاوى الاحتلال الصهيوني ومطالبته للمصلين المسلمين بعدم الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وإغلاق معظم أبوابه باستثناء ثلاثة أبواب وهي "حِطة" و"المجلس" و"السلسلة"، تحت مزاعم الخوف من تفشي فيروس "كورونا" وانتشاره، في الوقت الذي تفتح فيه أبواب المسجد الأقصى المبارك أمام المستوطنين الصهاينة المتطرفين لتدنيس ساحاته بشكلٍ يومي، ولا يتم التطرق إلى التخوف من انتشار هذا الفيروس، طالما أن الأمر متعلق بالمتطرفين الصهاينة، ما يزيد من حدة التوتر وارتفاع وتيرة النزاع وزيادة الاحتقان بين الفلسطينيين والمستوطنين بسبب سياسة الفصل العنصري. 
أما الأسبوع الرابع من مارس فلم يكن الأقل عدوانًا من جانب المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين؛ إذ أوعز إليهم فكرهم الشيطاني يوم السبت 28 مارس بالاعتداء على أراضٍ فلسطينية وقطعوا المئات من أشجار الزيتون جنوب بيت لحم في الضفة الغربية، وقد جاء ذلك بهدف السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتوسيع إحدى المستوطنات الكائنة في المنطقة.
ورأى مرصد الأزهر أن ما يقوم به المستوطنون من أعمال عنف ممنهجة ومدعومة من الكيان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني لن يزيد الوضع إلا تأزُّمًا. كما ينتقد بشدة سياسة الفصل العنصري التي تجلّت في السماح للمستوطنين باقتحام ساحات الأقصى في نفس الوقت الذي تمَّ فيه حظر المسلمين بدعوى خشية تفشي وباء كورونا. 
وأكد المرصد على أن ما يقوم به المستوطنون من استيلاء على الأراضي الفلسطينية لتوسيع دائرة الاستيطان لن يغير شيئًا من الجغرافيا الفلسطينية المحفورة في وجدان الصغير قبل الكبير، كما أن التعرض للفلسطينيين في منازلهم والاعتداء عليهم يتنافى مع تطبيق الحجر الصحي الذي يدعو إلى ضرورة البقاء في البيوت لعدم تفشي الوباء. 
وطالب المرصد المنظمات الحقوقية بإلزام الكيان الصهيوني وعصابات مستوطنيه بعدم التعرض للفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم، وأن ترد بحزم على كل اعتداء يتم في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.