الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مدينة الإسكندرية.. أصل المعرفة

مدينة الإسكندرية
مدينة الإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الثلاثاء ذكرى تأسيس مدينة الإسكندرية، إحدى أهم مدن العالم القديم، حيث تمتعت بشهرة واسعة عقب غزو الإسكندر الأكبر للشرق وتأسيسه لها في العام 332 قبل الميلاد.
جمعت المدينة بين الكثير من شعوب العالم وأظهرت خليطًا جديدا، وخلال العصر الهلنستى، الذى يؤرخ لازدهار الحضارة اليونانية خارج حدودها حيث الشرق، ظهرت مكتبة الإسكندرية، التى صنعت عالمًا أسطورية حقيقيًا حول المدينة والمكتبة على حد سواء.
تضم المدينة عددا من المعالم والمواقع المهنة مثل: أكبر الموانئ البحرية، منارة الإسكندرية، مكتبة الإسكندرية، قلعة قايتباي، عمود السواري، إلى جانب المتاحف والقصور ودور السينما ودار الأوبرا والمسارح، فضلا عن موقعها المميز على شاطئ البحر المتوسط.
ووفق كتاب «حكايات مكتبة الإسكندرية القديمة» للكاتب حسام الحداد، فإن المكتبة تعتبر حصيلة جهد بطولى سجله التاريخ، وهنا يتبنى المؤلف رأى كارل ساجان عالم الفلك الأمريكى الذى وصفها «كانت المكتبة الأسطورية عقل ومجد أعظم مدينة على الكوكب، وأول مركز للأبحاث العلمية في تاريخ العالم»، وذلك عندما يبدأ الـ«تمهيد» بقوله «المعرفة كانت هنا».
أنشأ المكتبة ديمتريوس الفاليرى المكتبة بتكليف من بطليموس الأول، وهو سياسى وفيلسوف أثينى زامل الإسكندر في دراسته على يد أرسطو في مدرسة المشائين الفلسفية، وجمع نواة المكتبة وهو في بلاد اليونان، وقد أطلق المؤلف على الفاليرى إلى جانب الملكين الأول والثانى من البطالمة أنهم نالوا شرف بناء المكتبة، إذ كان بطليموس الأول هو الذى أمر بتأسيسها وتنظيمها على نفقته، ثم أكمل خلفه بطليموس الثاني.
يتناول الفصل الأول من الكتاب «الإسكندرية القديمة.. نظرة عامة» تاريخ تأسيس المدينة، الذى خُطط لها أن تكون مدينة عالمية تشبه مدينة صور في أوجها التجارى والبحري، خططها بينوكراتيس الروديسى أعظم المهندسين المعماريين، وبنيت على مساحة ضيقة من الأرض، وقسمت إلى أربعة أحياء.
تأسيس المدينة جاء لسياسة الإسكندر في الخروج إلى الشرق، وأن يكون ملكًا شرقيًا وخليفة لملوك الفرس العظام، وقد كانت موطنًا لكل الشعوب وملتقى القارات.
وفى الفصل الثانى «جامعة الإسكندرية القديمة وعلماؤها» يخالف المؤلف رأى المؤرخين حول اعتبار الإسكندرية كانت موطنا لأقدم جامعة متكاملة عرفها التاريخ القديم ليضرب المثل بأسبقية جامعة أون القديمة، ويشير إلى تميز جامعة الإسكندرية بالطابع العلمى على يد ستراتون، الذى حاول أن يقيم الطبيعيات على أساس تجريبي، فهو إلى جانب الفاليرى أسسا «الموسيون» على جناحين من الأدب والعلوم، ومن ثم ساهم وجود «الموسيون» والمكتبة في ازدهار الدراسات الإنسانية ذات الطابع العلمي.
وتتمثل الأبعاد الحضارية للمكتبة في كونها ظلت لعدة قرون مركز للفكر الإنساني، كما أنها حوت مجموعات فريدة من المؤلفات العلمية والفلسفية والأدبية، وأصبحت ملجأ وملاذًا للمفكرين، وقد جاء إليها الطلاب من كل مكان.
وقد شهدت المدينة فترات تاريخية مهمة منذ مجيء الأسكندر الأكبر مرورا بحكم بطليموس والرومان ودخول العرب لمصر ودخول الحملة الفرنسية، وتولى محمد على باشا، وزوال الملكية وإعلان الجمهورية، وفترة الزعيم عبدالناصر وخطابات المنشية، وصولا إلى الآن.