الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكايات الألم والانتصار على كورونا... محاربون يروون قصصهم مع الفيروس القاتل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم حالة الذعر التى تسيطر على العالم من انتشار فيروس كورونا، إلا أن أعداد المتعافين من المرض تبعث الأمل على تخطى تلك الأزمة.
«البوابة» التقت مع عدد من المتعافين من الفيروس، بعد خروجهم من مستشفيات العزل، وأكدوا أن الإجراءات الحكومية الاحترازية كانت وراء اكتشاف إصابتهم بالمرض، وأشادوا بالرعاية الطبية الفائقة ودور وزارة الصحة، سواء من الناحية الطبية أو النفسية.
وطالب المتعافون المسئولين، بضرورة توفير فرص عمل لهم، بعدما فقدوا وظائفهم خلال الأزمة الأخيرة، ونصحوا المواطنين بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية التى أقرتها الحكومة في الفترة الأخيرة لتجنب الإصابة بالفيروس.
.....................................................
على محمد: أصيب في أسوان وانتصر على الفيروس في «النجيلة»
يقول على محمد، من محافظة المنيا: "دخلت مستشفى العزل بتاريخ 5 مارس، كنت أعمل في خدمة الغرف على مركب سياحى في أسوان، ولم يكن أحد يعلم وجود إصابات على المركب، كنت أمارس مهام عملى مثل أى يوم عادي، وفوجئنا بوجود حملة من وزارة الصحة على المركب، قامت بإجراء تحاليل لجميع ركاب المركب، وكان عدد الموجودين 182 شخصا، وأثبت الفحص إصابة بعض الركاب والعاملين على المركب، وتم نقل المصابين إلى مستشفى النجيلة في مطروح.
وأضاف، انه منذ ديسمبر الماضى، لم يحصل على إجازات، ولم يتعامل مع أى شخص خارج المركب السياحي، لذلك كان من السهل التأكد من عدم وجود مخالطين له، وأوضح أنه منذ اللحظة الأولى لاكتشاف إصابته بالفيروس تلقى رعاية طبية فائقة، وكان جميع الطاقم الطبى حريص على التعامل الجيد مع المرضى حفاظا على الحالة النفسية، لافتا إلى أنه اجرى تحليل المسحة 4 مرات يثبت إيجابية الإصابة، وبعد أسبوع تحول من الإيجابى إلى السلبي.
وقال رغم صدمة الإصابة بالفيروس: إنه لم يتخيل لحظة أن يكون من المصابين، لكن الطاقم الطبى بمستشفى العزل كانوا دائما يقدمون لهم الدعم النفسى لتخطى الأزمة، مؤكدا أن جميع المصابين الذى تم اكتشافهم على المركب السياحى لم يظهر عليهم أى أعراض للمرض، مشيرا إلى أنه خلال فترة العلاج التى استمرت على مدى أسبوع داخل مستشفى العزل، استطاع المصابون تجاوزها بسبب الرعاية الطبية الفائقة من جميع العاملين داخل المستشفى، مشيرا إلى جهود وزارة الصحة التى كانت تتابع الحالات بصفة دورية.
ووجه على رسالة إلى المواطنين، بعدم الخروج من المنزل لتجنب الإصابة بالفيروس، واتباع الإجراءات الاحترازية التى تقوم بها الدولة، مضيفا انه اصعب ما يواجه الدولة والمصابين وخطر الشائعات، مشيرا إلى شائعة وفاته التى انتشرت في قريته، وقال: ان البعض ردد أن الحكومة رمتنى في الجبل والآخر تعامل معى كأنى وباء حتى بعد شفائى وعودتى لأسرتي، لافتا إلى انه مايزال يعانى إلى اليوم بسبب كورونا، حيث توقف عمله تماما ولم يخرج من بيتي،مختتما بالقول: " لا اعتقد أنه لا يوجد محل عمل سيوافق على تشغيلى خاصة خلال الفترة الحالية، ولم أجد أيضا أى شخص يمد لى يد العون أو المساعدة على مصاريف الحياة.
مهدى: الإصابة بالفيروس كانت مفاجأة.. والرعاية الطبية أنقذتنى
من جهته قال أحمد مهدى، من القرنة بمحافظة الأقصر: " كنت أعمل في المطعم داخل مركب سياحى خلال رحلته بين الأقصر وأسوان، وعندما حضرت لجنة من وزارة الصحة اكتشفت بعد إجراء الفحوصات المبدئية إصابتنا بالفيروس، وتم نقلنا بطائرة إلى مطروح، وتم احتجازنا داخل مستشفى النجيلة للعزل، واستمرت فترة العزل 8 أيام، وكانت التحاليل الخاصة بى إيجابية، وبعد تلقى الرعاية الطبية تحولت نتائج التحاليل من الإيجابية إلى سلبية، وكنت أتواصل مع أسرتى خلال فتره الحجر لأطمئن عليهم ويطمئنوا على حالتي.
وأوضح مهدى، ان اصعب مراحل العلاج بدأت من الفحص وحالة الترقب لنتائج التحاليل، ثم رحلة الانتقال إلى مستشفى العزل، مضيفا " كانت تدور بداخلى هواجس مميتة، لكن الرعاية الطبية التى وجدناها داخل المستشفى لم تكن متوقعة وساعدتنا في تجاوز الأزمة" مشيرا إلى وجود رعاية طبية على أعلى مستوى، بداية من الفحص وسحب عينات التحاليل والأشعة المقطعية والعناية والتغذية السليمة. 
لافتا إلى أنه لديه طفله 3 سنوات، وينتظر قدوم مولود قريبا، وحتى اليوم لم يجد عملا يستطيع من خلاله الصرف على أهل بيته، مؤكدا أنه لن يستطيع العمل بالسياحة مره أخرى، مطالبا المسئولين بالنظر إلى المتعافين من الفيروس وتقديم المساعدة لأسرهم، خاصة وسط حالة الذعر التى أصابت الجميع وانقطاعهم عن العمل.
إيهاب: نقلت تجربتى لأسرتى وأصدقائى ليتجنبوا الخطر 
ويؤكد إيهاب شعبان، من نجح حمادي، أنه أصيب بفيروس كورونا، ولم تكتشفه نتائج التحليل أول مرة، فبعد إجراء المسحة أول مرة ظهرت النتيجة سلبية، لكن الأطباء قرروا استمرارى في العزل الطبى وإجراء التحليل مرة أخرى، وجاءت نتيجة التحاليل في المرة الثانية إيجابية، ولذلك تم حجزى في مستشفى العزل، مضيفا " لم أتوقع أن تنتهى فتره عملى على المركب السياحى بفيروس كورونا، كان الجميع يتعامل بشكل طبيعى بين ركاب المركب السياحى، رغم تداول الأخبار عن انتشار الفيروس في دول أخرى، لكن بالتأكيد كل شخص يرى أن الفيروس بعيد عنه، مؤكدا أنه لم تظهر عليه أى إعراض للفيروس، ويرجح السبب في ذلك هو اكتشاف المرض في البداية، ولم تزد رحلة العلاج عن أسبوع واحد، كان الأطباء يشددون تعليماتهم بضرورة الحفاظ على الحالة الصحية وتناول الغذاء السليم والنوم المنتظم.
وأضاف قائلا: "كنت أقضى يومى داخل مستشفى العزل بشكل طبيعى، ونقوم بإجراء تحاليل وفحوصات بصفة مستمرة، حتى أثبت آخر تحليل التحول للحالة السلبية، وقرر الأطباء خروجى إلى المستشفى، وعدت إلى منزلى مرة أخرى".
ةاضاف قائلا: " بعد شفائى من الفيروس حرصت على اتباع كل إجراءات السلامة وعدم التعامل بشكل مباشر مع أى شخص، والتعقيم الدائم لكل شيء ألمسه بيدى، ونقلت تجربتى في محيط أسرتى وأصدقائى حتى يتجنبوا خطر الفيروس، فلا أتحمل العودة للعزل مرة أخرى، أو أرى عزيزا داخل الحجر الصحي، مطالبا لمواطنين بضرورة تنفيذ تعليمات الحكومة، وإعطاء الفرصة للدولة لتخطى هذه الأزمة.
3 تحاليل نتائجها سلبية تخرج" محمد" من العزل
يشير محمد حسين، أحد العاملين على المركب السياحي، إلى أنه عندما حضرت لجنة من وزارة الصحة لفحص المتواجدين على المركب، لم يخضع للفحص في المرحلة الأولى، قائلا: " قلت في نفسى إننى بالأمس كنت مصابا ببعض أعراض البرد، واليوم تحسنت حالتى فلا داعى للفحص والقلق، لكن بعدما علمت بإصابة زملائى على المركب، توجهت من نفسى دون طلب أحد لمستشفى الحميات في أسوان للاطمئنان على حالتي"، وأضاف كان عدد المشتبه فيهم في حميات أسوان 17 حالة ولم نتأكد من إصابتنا بالفيروس لكن بعد إجراء المسح، قررت وزارة الصحة عزل المركب بالكامل وفحص كل الحالات وتم نقل المصابين إلى مستشفى الحجر الصحى في مرسى مطروح، مشيرا إلى أنه في بداية انتشار الفيروس كان اتباع الأخبار باستهتار وعدم مبالاة، وكنت أداعب زملائى والمحيطين بى قائلا: أين هذا الفيروس الذى حير العالم ولم يأت بخاطرى لحظه أنى أحمله.
وأضاف أن فترة العزل الطبى استمرت نحو 10 أيام، لم يعان خلالها بأى أعراض للمرض، فكان الطاقم الطبى دائم الفحص وقياس درجه الحرارة والتأكد من انتظام ضربات القلب والضغط، كما كان يخضع المصابون للتحاليل والأشعة باستمرار داخل الحجر، قائلا:" كنت أسأل دائما الطبيب المعالج عن علاج كورونا هل تم اكتشاف علاج أم لا" لكن الأطباء كانوا يؤكدون لنا، أن العلاج المؤكد من الفيروس يتمثل في التغذية السليمة والتحلى بالأمل في الشفاء، وبالتأكيد الحفاظ على الحالة النفسية للمريض.
وأشار إلى أن أول تحليل أثبت إيجابية الإصابة بالفيروس، وانه كان داخل العناية المركزة بالمستشفى، ثم تحولت الحالة إلى سلبية، وانتقلت إلى غرفة رعاية عادية، وتم التأكد من سلبية الحالة من خلال إجراء 3 تحاليل كانت نتائجها سلبية.
وأضاف لم يقتصر الأمر داخل مستشفى الحجر الصحى على الرعاية الطبية فقط، لكنه وجد الرعاية الإنسانية وحرص جميع الطاقم الطبى على الحالة النفسية وتقديم الدعم على كل الأصعدة، مختتما بالقول: " عيد بتجاوزى الأزمة وخروجى من العزل، ورغم مرور فترة على العلاج ورجوعى لمنزلى وسط أبنائى كريم 12 سنة ونديم 5 سنوات، غير أننى أمتنع وأمنع أسرتى أيضا عن أى تجمعات، وبالتأكيد تركت عملى ولا أستقبل أى زائرين خوفا من الاختلاط وانتقال الفيروس مرة أخرى، ناصحا المواطنين باتباع تعليمات وزارة الصحة، والحرص على النظافة الشخصية باستمرار، وشرب كميات وفيرة من المياه للحفاظ على رطوبة الجسم، بالإضافة إلى التغذية السليمة التى تدعم المناعة مع تناول المشروبات الساخنة والليمون للوقاية من الفيروس.
واختتم حديثه، قائلا: " حاليا في المنزل بدون عمل، كانت زوجتى تمتلك ذهبا لجأت إلى بيعه وأصرف منه، لكن بعد ذلك لا أعلم ماذا أفعل في الحياة لتوفير متطلبات أسرتي، مطالبا المسئولين بالنظر إلى المتعافين من فيروس كورونا، وتوفير فرص عمل لهم، بعد توقف العمل بالسياحة وفرض حظر التجول.