الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المطران يوحنا جنبرت يوجه رسالة للمؤمنين في أحد الشعانين

 يوحنا جنبرت
يوحنا جنبرت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وجّه المطران يوحنا جنبرت، اليوم الأحد، خلال الاحتفال بأحد الشعانين من الأسبوع العظيم المقدس رسالة للمؤمنين.
تتضمن نص الرسالة الآتي: أكتب أليكم اليوم وذهننا جميعا يتوجه نحو أحداث خطيرة منها ما نستذكر بألم وفرح، ومنها ما يرهبنا إذ يهدد حياة الكثيرين من الناس في بلادنا وفي مختلف بلدان العالم. الأحداث الخطيرة التي نتذكر، هي طبعا أحداث الأسبوع الأخير من حياة المسيح البشرية على الأرض، حيث نعيد سرد مجرياتها اللافتة من خلال الاحتفالات الليترجية المميزة التي يشارك فيها المؤمنون بكل تقوى واهتمام في كل عام وبشكل منقطع النظير، كون هذه الصلوات الجميلة تتوج مسيرة صيامهم المرضي وتدخلها في خضم عملية الفداء التي سبق وحققها لنا المخلص، بتضحياته وقبوله الحرمان والآلام والموت على الصليب، حبا بكل واحد منا وبكل إنسان كائن من كان على هذه الأرض الفانية.
أما الأحداث الخطيرة التي تواجهنا حاليا وترهبنا اليوم، فهي وكما يعلم كل واحد منا، التفشي المنقطع النظير لوباء كورونا الذي يهدد حياة الملايين من بني البشر في كل مكان على وجه الأرض. الحمد لله أن العدوى العالمية الساحقة لم تصب سوى العدد القليل من المواطنين في سورية الحبيبة، غير أن الخطر الداهم ما زال يتهددنا، وما يجري في بلاد الجوار من شأنه أن يدعونا إلى أخذ الحيطة والحذر كي نتلافى العدوى ونسلم. وفي هذا السبيل لا بد أن اذكر كل واحد منكم بما كتبته في رسالتي السابقة إليكم، " درهم وقاية ولا قنطار علاج"، حيث دعوت الجميع إلى الحرص على تلافي مسببات تلك الآفة والامتثال لتوجيهات وزارة الصحة وتنفيذ قرارات الجهات الرسمية في الدولة بحذافيرها، صيانة للسلامة العامة وحياة كل واحد منا في هذا الوطن العزيز.
وكما يعلم الجميع، فإن الحكومة قد فرضت منع التجول في البلاد وطلبت من المراجع الدينية كافة، تلافي التجمعات الشعبية التي من شأنها نقل العدوى واستفحال المرض القتال بين المواطنين. ونزولا عند رغبة الجهات الرسمية المختصة فقد اتخذ مجلس البطاركة والأساقفة في سورية وغيرها من البلدان قرارا بإغلاق الكنائس وإلغاء الاحتفالات الجماهيرية فيها حتى أشعار آخر. أن هذا القرار الذي اتخذته السلطات الكنسية كان من الصعوبة بمكان، غير أن الضرورة لها أحكام كما أن العناية الرعائية فرضته على أصحاب الشأن في الكنيسة، خيرا للمؤمنين والمواطنين جميعا. وبطبيعة الحال فنحن مضطرين وبكل أسف إلى الامتناع عن احتفالات الأسبوع العظيم في هذه الظروف المشؤومة آملين أن لا نضطر إلى حرمانكم من هكذا موسم مبارك مرة أخرى في حياتكم الغالية.
وعلى كل حال فنحن نرى انه من واجبنا أن ندعوكم للسعي الحثيث إلى متابعة مسيرتكم الروحية التي من شأنها أن تفتح أذهانكم لتتفهموا بشكل أعمق هذا السر العظيم، سر الفداء، الذي ينير سبل حياتنا ويعطي المعنى لما نعانيه فيها من صعاب وضيقات، بعضها لا يحتمل لولا رجاء القيامة المجيدة. ونحن إذ نشجعكم على العودة إلى الذات للتأمل والتوبة والصلاة في هذا "الأسبوع العظيم" ننصح كل واحد منكم بمتابعة أحداث هذه الأيام العصيبة التي مر بها المخلص، مستذكرين مجرياتها من خلال مطالعة فصول الإنجيل المقدس التي تروي لنا لحظة بلحظة مسار يسوع نحو جلجلة والخلاص. وهذه مناسبة لكل واحد منا لكي يغوص في أعماق سر الفداء ومحبة الله التي لا حد لها وعنايته الفائقة بخلقه، حيث عطاء المخلص ذهب في سخائه حتى الصليب.
أنا إذ أتمنى لكم يا أيها الأبناء الأعزاء أسبوعا مقدسا مفعما بالبركات، أدعو الرب القادر على كل شيء طالبًا منه شفاء مرضانا وصيانة الأصحاء من أبنائنا وحماية حياة أهل بلادنا من المزلة والوباء، منعما علينا جميعا بالسلام والأمان للعيش في بلادنا الجميلة في بحبوحة وهناء لسنين طويلة وسعيدة برعايته تعالى.